فيلم "غزة" يفتتح مهرجان "السجادة الحمراء" في القطاع المحاصر

فيلم "غزة" يفتتح مهرجان "السجادة الحمراء" في القطاع المحاصر

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
05 ديسمبر 2019
+ الخط -

تزينت "سينما عامر" القديمة وسط مدينة غزة بأضواء مهرجان "السجادة الحمراء"، بينما جُهز الشارع المؤدي إليها من الناحية الجنوبية بسجادة حمراء كبيرة فرشت من مدخله وصولاً إلى الشاشة الضخمة التي خصصت لتقديم وعرض الأفلام، واحتشد بجانب الطريق مئات الحضور.

ووسط مدينة غزة المحاصرة، وبجوار "سينما عامر" المُغلقة منذ ما يزيد عن العقدين من الزمن، افتتحت عروض مهرجان "السجادة الحمراء" لأفلام حقوق الإنسان الذي يضم 45 فيلماً تحت شعار "أنا إنسان"، مساء أمس الأربعاء.

وافتُتح المهرجان الدولي بفيلم "غزة" الذي تحدث عن الأوضاع الحياتية اليومية لأهالي القطاع المُحاصر من قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ ثلاثة عشر عاماً، متطرقاً إلى أمل الفلسطينيين في غزة في الحرية والحياة الآمنة.

الحنين إلى السينما بدا واضحاً في ملامح الحضور، خاصة أن إدارة المهرجان لم تتمكن من تقديم العروض داخلها نظراً "لأسباب فنية"، وسط مطالبات عديدة بأهمية فتح أبواب الصالات السينمائية في قطاع غزة، لتنظيم مثل هذه المهرجانات والعروض.

(عبد الحكيم أبو رياش)

وستقدم الأفلام التي بدأ عرض أول فيلم منها يوم أمس الأربعاء حتى يوم الأربعاء المقبل، وستشمل "هم"، و"تشبيك نقاط"، و"الغريبة"، و"أمبيانس"، و"الزيارة"، و"بركي اليوم"، و"المدفأة"، و"دبيلو"، و"من أجل سما"، وغيرها.

ويقول الكاتب الفلسطيني يسري الغول "إن أول رسالة يجب أن تصل من خلال المهرجان للقائمين على أرض الواقع وإلى وزارة الثقافة والسلطة الفلسطينية، أن السينما رسالة هامة، وأداة من أدوات المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي، مبيناً أن غزة تضم مهرجاناً يجهز في 44 دولة حول العالم، ويطالب بحقوق الإنسان.

ويبين الغول لـ "العربي الجديد" أن الفلسطينيين لا يطالبون سوى بحقهم في العيش بكرامة. ويقول: "فيلم (غزة) الذي يمثل أيرلندا في ترشيحات جوائز (أوسكار) يوصل رسالة عن معاناة المواطن الفلسطيني، وهي المعاناة غير الموجودة في أي مكان في العالم"، مشدداً على أن المهرجان يعتبر أحد أهم أدوات التعددية، وأن المواطن الفلسطيني يحب الحياة ويسعى إليها.

بينما يوضح مخرج ومنتج الأفلام الوثائقية علاء العالول أن القضية الفلسطينية تم إشباعها في الأخبار والتقارير، مضيفاً: "نحن الآن بحاجة إلى صورة جديدة، تحمل قصصا إنسانية تخرج من قطاع غزة وتظهر مدى الألم والوجع الحقيقي الذي لا تتمكن من نقله الأخبار، وهذا ما تتميز فيه الأفلام والأعمال المرئية الوثائقية والدرامية".

ويضيف العالول في حديث مع "العربي الجديد": "نأمل في صنع أفلام تحمل إلى العالم قصصا وبعدا إنسانيا واجتماعيا، مشدداً على الأهمية البالغة لمثل هذه المهرجانات عالمياً في عكس الصورة الفلسطينية، والحديث بلسان المواطن الفلسطيني البسيط".

(عبد الحكيم أبو رياش)

وبدا محمد اكريم وصديقه سعيد مرزوق منسجمان خلال عرض فيلم "غزة" إلى جوار "سينما عامر"، إذ شاهدا العديد من الإعلانات حول المهرجان، ما أثار فضولهما للمشاركة، خاصة وأنهما لم يشاهدا أفلاماً داخل السينما طوال حياتيهما.

وعن شعوره يقول محمد اكريم إنه للمرة الأولى يشاهد فيلماً وسط الجمهور، وعلى شاشة عرض كبيرة، داعياً أصحاب القرار إلى الإسراع في افتتاح دور السينما، لأهميتها الكبيرة في التعبير عن نبض الشارع، وتفاصيل الحياة عموماً.

ويوافقه في الرأي صديقه سعيد مرزوق، الذي يقول لـ "العربي الجديد"، إنه كان يأمل أن يكتمل المشهد عبر عرض الأفلام داخل السينما، وليس خارجها، خاصة أنه سمع من والده وجده حكايات جميلة عن السينما، وبات متشوقاً لمشاهدة أفلام داخلها.

(عبد الحكيم أبو رياش)

من جهة أخرى، يبين الناطق الإعلامي باسم مهرجان السجادة الحمراء سعود أبو رمضان أن المهرجان يقام للعام الخامس على التوالي تحت وسم "أنا إنسان"، إذ يحمل في كل عام موضوعا تتسم فيه كل العروض المُقدمة.

ويقول لـ "العربي الجديد" إن عبارة "أنا إنسان" تتحدث عن 2 مليون مواطن فلسطيني في قطاع غزة، يعيشون تحت الحصار الإسرائيلي الخانق منذ 13 عاماً، ما أثّر سلباً على كل نواحي الحياة، ويحمل رسائل واضحة للعالم أجمع، أن الشعب الفلسطيني في غزة يسعى نحو الحرية والاستقرار والاستقلال والعيش بكرامة، مع ضرورة أن ينتهي الحصار.


ويشير أبو رمضان إلى أن إدارة المهرجان استقبلت نحو 300 فيلم، ورشحت لجنة 45 فيلماً لعرضها طيلة أيام المهرجان، مبيناً أن 40 في المائة من الأفلام هي من إنتاج أوروبي، كما تضم أفلاما من لبنان وسورية ومصر وعدد من الدول العربية.

ويضيف: "اخترنا هذا العام كسر التقليدية، وذلك من خلال افتتاح العروض خارج أحد دور السينما المُغلقة، بهدف إيصال رسالة تكذيب لما يَدّعيه الاحتلال الإسرائيلي بأن الفلسطينيين قتلة"، مشدداً على أن إقامة المهرجان تعتبر مثالاً حياً على أن الشعب الفلسطيني، شعب مُحِب للحياة والفن والسينما.

ذات صلة

الصورة
طائرات أميركية تُسقط وجبات غذائية فوق مدينة غزة (تصوير: محمد الحجار)

مجتمع

تستمر طائرات محمّلة بالمساعدات الغذائية في سياسة إسقاطها عبر المظلات على الغزّيين، رغم أنها قليلة وغير مُجدية، حسب وصف الجهات الفلسطينية.
الصورة
شهادات الميلاد لازمة للحصول على الخدمات (محمود عيسى/الأناضول)

مجتمع

تعتبر أزمة إصدار شهادات الميلاد لأطفال غزة المولودين خلال فترة العدوان إحدى أبرز العقبات التي تواجه أسر الأطفال، إذ تحرمهم من الخدمات.
الصورة

منوعات

ألقى الممثل الأيرلندي وسفير يونيسف للنوايا الحسنة ليام نيسون برسالة تحذير ونداء إنساني يتعلق بحياة أطفال قطاع غزة، وأكد أن الوضع الراهن لا يحتمل.
الصورة
الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة في مستشفى في رفح في قطاع غزة (جهاد الشرافي/ الأناضول)

مجتمع

في اليوم الـ150 من الحرب على قطاع غزة، توفي الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة البالغ من العمر 10 أعوام، نتيجة إصابته بسوء تغذية حاد وسط نقص كبير في الإمدادات.

المساهمون