فيلم "أنا لم أعد هنا"... كيف تصبح الموسيقى ملاذاً؟

فيلم "أنا لم أعد هنا"... كيف تصبح الموسيقى ملاذاً؟

25 نوفمبر 2019
فوق تل مقفر بعيدًا عن أعين سكان المدينة (فيسبوك)
+ الخط -

يستكشف المخرج المكسيكي فرناندو فرياس في فيلمه "أنا لم أعد هنا"، الذي يشارك في المسابقة الرسمية بالدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مجتمعًا سريًا صغيرًا، فوق تل مقفر، بعيدًا عن أعين سكان مدينة مونتيري بشمال المكسيك، حيث يجتمع فتية وفتيات ليمارسوا هوايتهم السرية المحببة، الرقص على أنغام موسيقى الكومبيا الكولومبية.

ويتناول الفيلم قصة الفتى يولسيوس، خوان جارسيا تريفينو، الذي يحاول التأقلم مع وفاة أخيه والحياة في ضاحية فقيرة تعج بالعصابات، عن طريق موسيقى الكومبيا المبهجة ذات الإيقاع السريع نسبيًا، ويجد مع رفاقه ملاذًا في ذلك العالم السري، يعينهم على تقبل قسوة الواقع الذي يعيشونه.

ويلاحق الواقع يولسيوس أينما ذهب، فيجد نفسه مضطرًا إلى الفرار من مدينته وبلاده إلى الولايات المتحدة، هربًا من العصابة التي كان ينتمي إليها أخوه، والتي بدأت تطارده هو الآخر، ويعاني في نيويورك، حيث ينتهي به الحال، من الحنين إلى مدينته ورفاقه، ومن الشعور بالعزلة في ظل عدم إجادته للغة الإنكليزية، ومن نظرات الآخرين لمظهره الذي يبدو لهم غريبًا، ولا شيء يمنحه الطمأنينة سوى مشغّل الموسيقى الخاص به، الذي لا يفارق حقيبته الصغيرة، وموسيقى الكومبيا التي أصبحت مرادفًا لعالمه الداخلي.

وفي ندوة أعقبت عرض الفيلم، قال المخرج فرياس إنه أراد، في المقام الأول، أن يصنع فيلمًا عن الموسيقى، وكيف تزيل الحواجز بين الناس، وقال: "هذا العالم موجود بالفعل، أناس يقيمون روابط وثيقة على إيقاع موسيقى الكومبيا. أردت أن ألتقط ذلك في المقام الأول، قبل أن أضعه في سياقه الاجتماعي والسياسي الأكبر".

كما أشار فرياس إلى أنه، لهذا السبب، قرر عدم الاستعانة بممثلين محترفين، وفضل اختيار شخصيات من الواقع تنتمي إلى هذا العالم، وقال: "كان معي مدرب تمثيل، لكن كان العبء الأكبر يقع عليّ في خلق مساحة آمنة لهم، لكي يعبروا عن أنفسهم بحرية"، وذكر أنه واجه صعوبات في تصوير بعض المشاهد في الولايات المتحدة، نظرًا لعدم وجود ميزانية كافية وتصاريح، وأقر بأنّ بعض المشاهد صورت خلسة، تفاديًا للأسئلة من الشرطة.

وإلى جانب مشاركته في المسابقة الرسمية، كان الفيلم واحدًا من 8 أفلام مكسيكية تعرض خلال هذه الدورة، التي اختارت المكسيك ضيف شرف لها، وستختتم أنشطتها يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني.


(رويترز)

المساهمون