ينتظر عشاق الكرة الأوروبية على أحر من الجمر النهائي المبكر الذي سيجمع بين منتخبي إيطاليا وإسبانيا في المواجهة التي فرضتها هزيمة الماتادور على يد كرواتيا في إطار منافسات المجموعة الرابعة لكأس أمم أوروبا، ليضرب المنتخبان موعدا ناريا للغاية مساء يوم الاثنين المقبل في أقوى مواجهات ثمن النهائي.
ويأتي ترقب المتابعين لما آلت إليه مباريات دور المجموعات من الدور الأول للمسابقة التي شهدت أول قمة نارية ونهائيا مبكرا بين الآزوري والماتادور، في إعادة للنهائي السابق من أمم أوروبا الذي جرى قبل أربع سنوات في كل من بولندا وأوكرانيا الذي حسمته إسبانيا برباعية نظيفة.
ولطالما التقى المنتخبان الإيطالي والإسباني على الصعيد الدولي، وحفلت مواجهاتهما بذكريات تاريخية سطرت نفسها في صفحات القارة الأوروبية وفي البطولة نفسها نذكر منها في تقريرنا هذا.
عقدة إسمها "إيطاليا"
شكل المنتخب الإيطالي أشبه بعقدة تاريخية لم تنفك لفترة طويلة على المنتخب الإسباني في تاريخ مواجهاتهما "الرسمية"، إذ فشلت إسبانيا في الفوز على إيطاليا في البطولات الكبرى منذ الألعاب الاولمبية الصيفية عام 1920، ثم خسرت إسبانيا أمام منافستها في مونديال 1994 في الولايات المتحدة في الدور ربع النهائي 1-2.
إسبانيا نجحت فيما بعد بفك عقدتها المستعصية في فيينا في الدور ربع النهائي من بطولة أوروبا 2008 التي أقيمت في سويسرا والنمسا، حيث فازت بفارق ركلات الترجيح (4-2) بعد التعادل سلبا لتبدأ العقدة بالحل شيئا فشيئا، حيث توج الإسبان باللقب الأوروبي الأخير 2012 في مباراة تاريخية انتهت بنتيجة كبيرة برباعية نظيفة للماتادور.
وكانت البطولة شاهدة على وقوعهما معا في نفس المجموعة وانتهت المباراة الافتتاحية في الدور الأول بينهما بالتعادل الإيجابي 1-1.
النهائي التاريخي 2012
يعتبر النهائي التاريخي الذي جمع المنتخبين في 2012 على الإستاد الأولمبي الوطني بالعاصمة الأوكرانية كييف، أحد أبرز المواجهات التي اشتهرت تاريخيا بين المنتخبين وامتلأت بالعديد من اللقطات التي لن تنسى على الإطلاق، ليعتبر النهائي تاريخيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى وقد توج فيه الإسبان أبطالا لا يشق لهم غبار بأربعة أهداف نظيفة وكانت نتيجة قاسية للآزوري. أربعة أهداف نظيفة كانت كفيلة بأن تكون أكبر نتيجة تاريخية لنهائي مسابقة أمم أوروبا على مدار التاريخ.
بكاء ودموع
ومن أبرز تلك اللقطات التي يتذكرها متابعو النهائي، الدموع التي ذرفها نجم البطولة ماريو بالوتيلي الذي بكى بمرارة بعد الهزيمة في الوقت الذي كان فيه ماريو أحد أبرز اللاعبين الذين ساهموا في تأهل إيطاليا للنهائي، وكذا الحال بالنسبة لمايسترو خط الوسط أندريا بيرلو الذي بكى هو الآخر بمرارة وكان يمني النفس بلقب قاري قبل تقدمه أكثر بالسن.
كاسياس والحكم ومشاعر الطليان
مازال العديد يذكرون كيف بدا الحارس الإسباني إيكر كاسياس متعاطفا مع إيطاليا ومع حارس المرمى جيجي بوفون أحد أفضل أصدقائه في الملاعب، حيث التقطت عدسات التصوير طلب قائد المنتخب الإسباني من الحكم البرتغالي بيدرو بروينكا عبر الحكم الرابع إنهاء المباراة شفقة بإيطاليا التي تلقت هزيمة نكراء برباعية.