ساد الفزع في الأيام الأولى ببطولة يورو 2016 بسبب الاشتباكات العنيفة بين أنصار روسيا وانجلترا التي أضيفت إلى المخاوف من وقوع هجمات إرهابية خلال النهائيات في فرنسا، لكن جمهور أيرلندا كسر حاجز الخوف وأشاع أجواء من البهجة والمرح.
وكشف الجمهور الأيرلندي الجانب المضيء للجماهير في أوروبا من خلال التشجيع الراقي لفريقهم وتنظيف المدرجات بعد انتهاء المباريات والاندماج مع مشجعي منتخبات أخرى بكل روح رياضية.
وانشغل الجمهور الأيرلندي بالرقص والغناء في الشوارع الفرنسية وفي محيط الاستادات وابتكار وسائل للترفيه، مثل الجلوس على الأرض ومحاكاة رياضيي "التجديف".
ومن أشهر اللقطات الطريفة لجمهور أيرلندا في اليورو عندما رفعوا على الأعناق رجلا أسمر البشرة من سكان فرنسا وهتفوا له بأغنية يرددها جمهور مانشستر سيتي للنجم الإيفواري يايا توريه وسط ضحكات وسعادة بالغة لهذا الرجل.
وأثناء سيرهم في الطرقات قاموا بتحية أحد الأشخاص الذي كان ينظر من شرفة منزله وظلوا يصفقون ويهتفون له ليرد لهم التحية، إضافة إلى المزاح المستمر مع المراسلين وأفراد الشرطة.
وقدمت جماهير المنتخب لفتة رائعة في السلوك الحضاري، حينما قامت بتنظيف المكان الذي كانت محتشدة فيه على هامش مشاركتها في مؤازرة منتخب بلادها في مسابقة كأس أمم أوروبا لكرة القدم.
ونشر عدد من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مشهد قيام الجماهير الأيرلندية بذلك التصرف الحضاري، في مشهد نال موجة إعجاب كبيرة في ظل تسبب جماهير أخرى بالعنف والشغب.
وأعاد جمهور أيرلندا بذلك التصرف للأذهان ذكريات ما فعله جمهور المنتخب الياباني الأول لكرة القدم في بطولة كأس العالم التي أقيمت في البرازيل 2014، حينما لقَّن الجمهور الياباني جماهير كرة القدم حول العالم درساً لا يُنسى في التحضّر، حينما قاموا بتنظيف المقاعد التي كانوا يجلسون عليها خلال مباراة منتخب بلادهم أمام كوت ديفوار، والتي أقيمت ضمن منافسات المجموعة الثالثة للمونديال رغم خسارة منتخب بلادهم.