فنزويلا تبحث عن تحالف لإيقاف نزيف النفط

فنزويلا تبحث عن تحالف لإيقاف نزيف النفط

15 يناير 2015
الرئيس الفنزويلي يسعى لتشكيل تحالف يوقف خسائر النفط (الأناضول)
+ الخط -
في تحركات لخلق تحالف بين عدد من الدول النفطية، لإيقاف نزيف تهاوي أسعار الخام، ما يهدد اقتصادات تلك الدول، أجرى الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، قبل أيام، مباحثات خلال زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، فيما ينتظر لقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، لبحث خطوات مشتركة للحد من تهاوي الأسعار.
ويبدو أن المساعي التي قادها الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، خلال جولته الأخيرة للمملكة العربية السعودية وقطر والجزائر لم تخرج بنتائج حول خفض الإنتاج، حسبما أعرب مندوبون من منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
وقال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، حسين نقوي، إن بإمكان إيران وفنزويلا اتخاذ خطوات مشتركة للوقوف بوجه ما وصفه بـ"المؤامرة السياسية" التي تقودها عدة أطراف في المنطقة. وأضاف، لـ"العربي الجديد"، أن الرئيس الفنزويلي والمسؤولين الإيرانيين بحثوا صيغ الخطوات المشتركة التي يمكن للطرفين الاتفاق عليها والسير نحو تحقيقها لإيقاف تردي وضع السوق، وهو ما سيؤثر عليهما كثيراً بالفعل، كونهما بلدان يعتمدان في الوقت الحالي على العائدات النفطية. وتابع: "إذا ما استمر الوضع على هذا الحال، فيجب تشكيل محور إيراني ـ فنزويلي بالاتفاق مع روسيا، وهذا للوقوف بوجه أهداف سياسية لا علاقة لها بالاقتصاد، تهدف لضرب إيران من جديد".
ونقلت وكالة "تاس" للأنباء، عن المتحدث باسم الكرملين الروسي، ديمتري بيسكوف، أمس، أن الرئيس فلاديمير بوتين سيجتمع بنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو لبحث أسعار النفط. ولامست أسعار النفط، التي تعد حجر الزاوية للاقتصادين الروسي والفنزويلي، أدنى مستوياتها في نحو ست سنوات.
وأبلغ بيسكوف وكالة "تاس"، أن بوتين سيلتقي بمادورو، اليوم الخميس، لمناقشة التعاون في شتى القطاعات بما في ذلك الطاقة والمصارف.
وقال: "بالطبع، فإن الوضع في أسواق النفط العالمية سيكون على مائدة البحث إلى جانب بعض القضايا الأخرى".
ويبدو أن روسيا وإيران وفنزويلا تسعى إلى تحالف لإيقاف نزيف خسائرها بسبب تهاوي أسعار النفط، بعد أن فقد البرميل أكثر من 60% من قيمته منذ يونيو/ حزيران 2014.
وعمّا إذا كان هذا التحالف قادراً على مواجهة السعودية والولايات المتحدة الأميركية اللتين تتزعمان جبهة رفض خفض الإنتاج مهما انخفض سعر برميل النفط، قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إن لكل من طهران وكراكاس وموسكو دور فعال ومؤثر في سوق الطاقة والنفط العالمي.
وأضاف أن إيران تعتقد أن الاقتصاد العالمي ليس اقتصاداً غربياً، ما يعني أنها تخطط للتوجه لسوق أميركا اللاتينية، وسوق جنوب شرق آسيا، فضلاً عن السوق الهندية أكثر من السابق. فتشكيل هذه المحاور قد يساعد طهران على الوقوف بوجه التحدي النفطي، حسب قوله.
وتابع أن إيران وفنزويلا، أمام خيارين تم طرحهما بالفعل، أولهما هو التركيز على حلول داخلية، أي تغيير البنية الاقتصادية الداخلية لكل من طهران وكراكاس، وتقليل اعتماد كليهما على عائدات النفط، وهو ما سيقلّص من التبعات السلبية لتردي الأسعار على كلا الطرفين، أما ثاني الخطط فستطبق على مستوى عالمي، حيث اتفق البلدان على ضرورة استمرار الحوار مع القوى الدولية المؤثرة، وهو ما قد يساعد بطرح حل عملي بالفعل لإيقاف تدهور أسعار النفط.
وقال الخبير في الاقتصاد الإيراني، حسين أنصاري، إن فنزويلا ستتكبّد تبعات سلبية أكثر من إيران بسبب اعتمادها الشديد على العائدات النفطية، مشيراً إلى أن الضرر سيصيب أطرافاً عديدة، كالبحرين وسلطنة عمان، وهذا إذا ما استمر انخفاض الأسعار.
واعتبر أنصاري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه بتعاون إيران وفنزويلا مع بعض دول المنطقة كالعراق أو دول من خارجها كروسيا، تستطيعان الضغط أكثر على السوق للوصول لأسعار معقولة على الأقل.

المساهمون