فنانون سوريون من التلفزيون إلى "يوتيوب"

فنانون سوريون من التلفزيون إلى "يوتيوب"

24 اغسطس 2020
لا تحب سامية الجزائري الظهور بعيدا عن أعمالها (يوتيوب)
+ الخط -

زمن التلفاز بات ضعيفاً في عصرنا السريع هذا. ليس هذا فقط، بل أصبح لا يجلب الأرباح الكافية للعديد من الفنانين الذين ابتعدوا أو أُبعِدوا عن الشاشة لسبب أو لآخر. لذلك، اتجه الكثير من الفنانين السوريين إلى "يوتيوب"، لكونه الأسهل والجالب الأساسي للأرباح في المنطقة العربية، وخصوصاً إذا ما كان لهذا الفنان اسمه الكبير، وأرشيفه يحتوي على مجموعة أعمال عالقة في ذاكرة الناس. إذ كي لا يغيبوا عن جمهورهم إلى الأبد، عادوا عبر "يوتيوب" كلٌّ بأسلوبه الخاص، ليعوّضوا عن غيابهم، ويحققوا أرباحاً أيضاً من خلال عدد المشاهدات.

بشار إسماعيل 
الفنان السوري بشار إسماعيل حقق شهرته الأكبر من خلال المشاركة في سلسلة "مرايا". وتكاد أدواره الأخرى لا تقارن بما قدمه من لوحات "مرايا" مع ياسر العظمة، ولكنه غُيّب مع غياب "المرايا"، وقلّت أدواره ووجوده في الدراما السورية، ويبدو أن ذلك عائد إلى سياسته المعادية لحكومة النظام، وأيضاً لنقيب الفنانين زهير رمضان. لذلك، وجد بشار في "يوتيوب" منفذه الوحيد ليقدم نفسه من جديد للجمهور بفيديوهات نقدية لاذعة لسياسات النظام السوري، فاعتبره الكثيرون "صوت الشعب" لكونه يخاطبهم بلسانهم. وقد ترشح الفنان لمجلس الشعب بدورته الأخيرة، لكنه لم يفز، وبقي يقدم نفسه على "يوتيوب" وصفحة "فيسبوك" كفنان ناقد للواقع بأسلوبه الخاص، بعد تهميشه بشكل واضح، وقد تكون هذه الخطوة مصدراً لرزقه أيضاً الذي بدأ ينضب.

محمد أوسو
نجح محمد أوسو بعمر صغير في الوصول إلى قلب الشارع السوري من خلال ثلاثة أعمال كتبها ومثّل فيها، هي "بكرا أحلى" و"كسر الخواطر" و"هارون"، وكانت هذه المسلسلات، وما زالت، حديث الشارع بشخوصها وقصتها وفنانيها، إلا أن محمد الذي غادر سورية نحو أميركا بسبب معارضته للنظام، اختفى تماماً عن الشاشة، ولم يعد يقدم أي شيء جديد يعيده إلى الساحة بقوة كما قبل. لكن بعد غياب طويل، ظهر أوسو للعلن، وأعلن مسلسله عبر "يوتيوب" بعنوان "الأعدقاء" الذي صُوِّر بإمكانات بسيطة في أميركا، لكنه لم يلقَ نجاحاً، رغم تعطش الجمهور لحضور أوسو. فقرر الفنان الشاب اتخاذ خطوة جديدة بعد فشل المسلسل، هي فيديوهات بسيطة عبر قناته في "يوتيوب" يحكي فيها عن كواليس أعماله التي قدمها للناس، وقصته في بداية مشواره الفني، وأيضاً عن حياته الاجتماعية واعتقاله وغيرها من الأمور التي جذبت اهتمام الناس وحققت مشاهدات كبيرة تدرّ عليه ربحاً مناسباً.

سامية الجزائري 
لا تحب القديرة سامية الجزائري الظهور أو المقابلات أو أن تعزز علاقاتها في الوسط الفني، لذلك غابت الفنانة منذ مدة عن الشاشة إلى أن عادت بدور بسيط أخيراً في مسلسل "حارس القدس". سيدة الكوميديا بأرشيفها الضخم الكوميدي بغالبيته، الذي يحظى بمحبة كثيرين من الوطن العربي، وجدت في "يوتيوب" متنفسها أيضاً كي لا تبقى بعيدة عن جمهورها، وتحقق عائداً مالياً يسندها بعد عمر طويل كرّسته للفن. ورغم أن العناوين التي تقدمها القناة الرسمية لفيديوهات سامية الجزائري من خلال "شبكة وطن" التي قد تسيء إلى المحتوى، إلا أنها تحقق مشاهدات عالية جداً بحكم أنها أعمال سامية لا يمكن محوها من الذاكرة، وما زال صداها موجوداً.

باسم ياخور
لا يحتاج باسم ياخور لشهرة إضافية، فبرنامجه الأخير" أكلناها"، ومشاركته في أهم الأعمال الدرامية، شكلا لديه صيتاً واسعاً وثروة مالية كبيرة، لكنه رغم ذلك دخل عالم "يوتيوب" ليقدم بنفسه فيديوهات يسرد فيها مشاكله مع الفنانين وغيرها من القصص، بالإضافة طبعاً إلى مشاهد من مسلسلاته. ويبدو أن باسم يحاول السيطرة على كل شيء يجعله لا يغيب عن الناس، وخصوصاً في فترة الركود الدرامي الحالية التي ثبّطت كورونا من نشاطها في كل مكان.

دلالات

المساهمون