فنانات الألفية: الاستعراض أفضل من الغناء

فنانات الألفية: الاستعراض أفضل من الغناء

20 يناير 2019
مايا دياب كرست نفسها مغنية (العربي الجديد)
+ الخط -
منتصف التسعينيات، بدأت ظاهرة احتراف عارضات الأزياء للغناء تنتشرُ في لبنان وبعض الدول العربية. الظاهرة بلغت ذروتها مع تصدُّر الفضائيات العربية للمشهد الإعلامي في الوطن العربي، وتوظيف هذا النوع من الفن لصالح نشاط المحطة، لما تحققه أغاني عارضات الأزياء من متابعة ومشاهدات. 

هيفا وهبي
دون شكّ، عانت المغنية، هيفا وهبي، في بداية دخولها عالم الغناء، من انتقادات واسعة وتنّمر ومساءلة. الأسئلة كانت من نمط، لماذا دخلت هيفا وهبي، عارضة الأزياء المعروفة، هذا المجال؟ وما الأسباب التي تدفع واحدة من جميلات عرض الأزياء لدخول مجال الفن؟ لكن هيفا لم تستسلم أمام منتقديها، بل تغلبت مع الوقت على كل المنتقدين، وكرست نفسها كواحدة من المغنيات اللاتي تجذِبْن الناس إلى الحفلات. ليبقى السؤال، أي جمهور يتوجه لحضور حفل هيفا وهبي، وهل فعلاً يستمتع معجبو هيفا بما تقدمه؟ يفصل البعض بين الغناء وأداء هيفا وهبي، وبين شكلها الخارجي. الجمهور يتأثر، أو يفضل مشاهدة هيفا وهبي لوقت، ويتفاعل بشكل بسيط مع غنائها المباشر على المسرح. غالبًا ما يكون هذا الغناء مُطعمًا بتقنيات تنقذ وهبي من النشاز في صوتها، أو أدائها على المسرح. ولطالما تسلحت وهبي بـ"الكورال" الذي يرافقها في أغلب حفلاتها، مروراً بالآلات الإيقاعية التي تملأ المسرح صخبًا وحماسًة لدى الناس. ثمة مشكلة لم تعرها وهبي الاهتمام الكافي، وهي استثمار شكلها على المسرح، أو ضمن الحفلات بنفحة من الاستعراض المدروس. إذْ بإمكانها أن تقنع الناس أكثر إذا استخدمت أسلوب "استعراض هيفا وهبي" في الحفلات والمهرجانات التي تحييها، وتوظيف التقنيات الخاصة بالصوت والموسيقى والزيّ والإكسسوار والإضاءة والمؤثرات، لصالح هذا الاستعراض، ليصبح العمل متكاملاً بعيداً عن المحاسبة واختزال شكل وهبي بالغناء أو توصيفها كمطربة. وهذا يبرئها من تهمة التعدي على الغناء، لما تحمله من إمكانات صوتية متواضعة. ويجد البعض أن تمرُّس هيفا في التمثيل أنقذها من التركيز على الغناء، وجعل الغناء في المرتبة الثانية بعد بلوغها مرتبة جيدة في دنيا الدراما المصرية.


سيرين عبد النور
مع انطلاقة هيفا وهبي في عالم الغناء سنة 2002، اتجهت الفنانة، سيرين عبد النور، إلى الغناء أيضاً. واستطاعت إقناع المتابعين، بأنه إضافة إلى موهبتها في التمثيل، ثمة موهبة غنائية تخبئها عبد النور ويجب كشفها. آنذاك، حاولت شركة "روتانا"، مساعدة عبد النور كي تقف في وجه المدّ "الجمالي" لعارضات الأزياء اللواتي يحترفن الغناء بين ليلة وضحاها. عبد النور يومها، كانت قد دخلت القاهرة من بوابة التمثيل، ووقفت إلى جانب كبار الممثلين المصريين كمحمد هنيدي. وهذا ربما ما دفع الشركة السعودية لاستثمارها فنيًا في الغناء. عملت "روتانا" بداية الأمر بطريقة مهنية مع عبد النور، لكنها فجأة انفصلت عنها، على الرغم من الصداقة التي لا تزال قائمة حتى اليوم بين الطرفين. لم تُعرَف الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة، وغياب اهتمام عبد النور في البقاء داخل البيت الروتاني. وتلجأ سيرين اليوم إلى إصدار بعض الأعمال الفنية المنفردة.

مايا دياب
قد تكون مايا دياب المغنية الوحيدة التي عرفت تفاصيل مفيدة في اللعبة. دياب التي شاركت في برنامج "استديو الفن" نهاية التسعينيات، تحولت إلى مغنية بعد فترة من العمل كمراسلة لإحدى الفضائيات العربية. لكن شهرتها الحقيقية اكتسبتها عام 2013، بعد مصرع المخرج اللبناني، يحيى سعادة، في تركيا بصعقة كهربائية. سعادة كان يستعد يومها لتصوير كليب لمايا دياب، والتي ارتفعت أسهمها فجأة، وكرست نفسها كمغنية. استعانت دياب بأبرز الشعراء والملحنين في لبنان، وحتى من القاهرة. وحاولت "التسلق" إلى النجاح في الغناء عبر بوابات كثيرة، منها اعتمادها على أسلوب غريب في الأزياء، ولفت الأنظار. لكن، في اعتقاد البعض، أن ما ينقص مايا دياب لبلوغ شهرة واسعة، هو تركيزها على اختصاص فنّي واحد. إذْ حتى اليوم، لم تفصل دياب بين الغناء وعملها كمقدمة برامج. هذا "التباين" في الموقف، أو تحديد خطها كمغنية بالدرجة الأولى، يجعلها لا تتقدم بخطوات نحو الأمام، إلا على صعيد الاستعانة بها كشكل في بعض الحفلات أو ضمن المهرجانات التي تحييها، رغم أن أداءها في الغناء يُعتبَر جيداً قياسًا إلى باقي زميلاتها، خصوصاً أن دياب تتلمذت قبل سنوات على يد الفنان غسان الرحباني، والذي اختارها ضمن فريق غنائي أسسه في التسعينيات "فور كاتس" وجمع ضمنه مجموعة من الجميلات، وكانت من ضمنهن دياب، التي اتجهت فيما بعد للعمل كمغنية بمفردها. وتولي دياب أحيانًا الاستعراض في حفلاتها المساحة الضرورية لجذب المشاهد.
رولا سعد
حاولت المغنية رولا سعد، أيضاً، أن تحصل على مساحة جيدة في الغناء، حتى أنها دخلت إلى شركة "روتانا". فشلت رولا رغم استعانتها بالفنانة الكبيرة، صباح، (غنت وصورت معها أغنية "يانا يانا"). ويبدو أن سعد فهمت اللعبة في السنوات الأخيرة، وقللت بالتالي من إصدار أغان تؤديها بنفسها. ويقال إنّها دخلت في مجال التجارة. واليوم تحولت إلى ممثلة، بعد مشاركات خجولة لها في بعض المسلسلات المصرية. لكن أداء رولا سعد في الدراما ضعيف جداً، ولا ينقذها أو يعفيها من النقد، خصوصاً في مسلسلها الأخير الذي يعرض حالياً في لبنان "مجنون فيكي".

المساهمون