فلسطين: ركود في سوق الأضاحي و"سُبع العجل" هو البديل

فلسطين: ركود في سوق الأضاحي و"سُبع العجل" هو البديل

رام الله

سامر خويرة

سامر خويرة
28 يوليو 2020
+ الخط -

مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، يخشى مربو الثروة الحيوانية وتجار المواشي الفلسطينيون من انخفاض في إقبال أصحاب المزارع والمواطنين على حد سواء- على شراء الخراف والأغنام والعجول للأضاحي، جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المناطق الفلسطينية بعد تفشي وباء "كورونا"، بالتزامن مع عدم انتظام دفع السلطة الفلسطينية لرواتب الموظفين الحكوميين.

سبع العجل... حل لتقديم الأضاحي

اتفق عودة بشارات (52 عاما) من مدينة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة مع شقيقيه وأربعة من زملائه العاملين معه على الاشتراك بذبح عجل في أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث سيتقاسمون ثمنه، بحيث يدفع كل واحد منهم ثلاثمائة دولار أميركي (نحو ألف شيكل إسرائيلي)، بعدما حالت الظروف دون قدرة كل واحد منهم على التضحية بخروف، كما اعتادوا في كل عام، نظرا لظروفهم المالية الراهنة.

يقول بشارات الذي يعمل موظفا حكوميا لـ"العربي الجديد": "لقد اعتدت منذ سنوات على ذبح خروف صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك اقتداءً بسنة النبي محمد صل الله عليه وسلم، لكن الحال ومع صرف نصف راتب عن يوليو/حزيران الماضي، ونحن في الأيام الأخيرة من يوليو/تموز الجاري، وعلى أبواب العيد الذي يحتاج لراتبين وليس لنصف راتب، ومع هذا، فلم أغير عادتي وقررت تقديم الأضحية على نية الفرج".

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

الحل كان باشتراك بشارات مع شقيقيه وأحدهما عامل والثاني متقاعد، ومع أربعة من زملائه الموظفين في ذبح عجل، بحيث يتكفل كل واحد منهم بثمن "سُبع العجل". يقول بشارات: "هذا جائز شرعا وحل حقق غايتنا، ألف شيكل مبلغ مقدور عليه، سيحصل على كل واحد منّا على 25 كيلوغراماً من اللحم الصافي، وسنوزعها على مستحقيها".

ويشير منسق حملة الأضاحي في لجنة زكاة نابلس ماهر الرطروط إلى أن الإقبال كبير على حجز "سُبع عجل" من المواطنين عامة والموظفين على وجه الخصوص، ضمن الحملة التي أطلقتها اللجنة هذا العام لذبح الأضاحي.

يقول الرطروط لـ"العربي الجديد": "ثمن الخروف بوزن 65 كيلو غراماً يبلغ 430 دينارا أردنيا (نحو 600 دولار)، وثمن السُبع لعجل يزن 500 كيلو غرام يبلغ 230 دينارا أي 320 دولارا، وهذا في متناول كثير من الراغبين بالأضحية".

ويلفت إلى أنه ورغم كل ما تشهده البلاد من أوضاع سياسية وصحية واقتصادية، إلا أن لجنة زكاة نابلس تتلقى يوميا اتصالات من الراغبين بالاشتراك بالحملة ودفع ثمن خروف أو "سبع العجل"، لكن الخيار الثاني هو الأكثر طلبا، وهذا أمر متوقع.

حرمان من الأضحية

يشعر محمود عبد الرحمن الذي يعمل موظفاً في شركة خاصة في مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية بالقهر لعدم تمكنه من شراء أضحية هذا العام، ويقول لـ"العربي الجديد": "شركتنا توقفت عن العمل مع إعلان حالة الطوارئ بداية مارس/آذار الماضي لمواجهة فيروس كورونا، ولم نتقاضَ إلا نصف راتب في مارس/آذار وإبريل/نيسان الماضيين، عدنا للعمل في مايو/أيار الماضي، لكننا تعطلنا من جديد في يونيو/حزيران الماضي وحتى اليوم، ولا توجد أي مؤشرات لنهاية الأزمة".

ويتابع أن "الظروف الصعبة التي أعيشها، تنطبق على آلاف الأسر الفلسطينية التي كانت تُدخل البهجة والفرحة لقلوب العائلات الفقيرة بذبح الأضحية، كما تدخل الفرحة لأطفالها بجلب خروف العيد قبل فترة وتركه عدة أسابيع في حديقة المنزل".

التجار متخوفون

يتخوف محمد عبد الرازق وهو من كبار مربي الثروة الحيوانية في مناطق الأغوار الفلسطينية، ولديه عدة حظائر ضخمة في ضواحي نابلس وجنين، من عدم إقبال أصحاب المزارع والجزارين على شراء المواشي منه هذا العام، نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبية التي تركتها مكافحة فيروس كورونا.

يقول عبد الرازق لـ"العربي الجديد": "هذا موسمنا الذي ننتظره مرة واحدة في العام، إذا ضاع فخسائرنا لن تعوض، لم يبق لعيد الأضحى سوى أيام، ولم تنقص حظائرنا إلا عشرات الخراف والعجول، صحيح أن الإقبال قد يزداد في الأيام القادمة وفي أول أيام العيد تحديدا، لكن هذا توقع وقد لا يصيب".

ويدرك عبد الرازق طبيعة الأحوال الاقتصادية، ويقول: "نحن من الناس ونعيش بينهم، لكن المزارع التي نملكها تحتاج منا لآلاف الأطنان من الأعلاف والمياه يوميا، هذا عوضا عن أجرة المزارعين والأطباء البيطريين، لقد ترددت كثيرا قبل جلب شحنة من الخراف والعجول من (إسرائيل)، فهي للأسف تكاد تكون المصدر الوحيد في ظل وقف حركة الموانئ والتجارة العالمية، لكنني معتمد على الله أولا وأخيرا، ثم لقناعتي أن الشعب الفلسطيني لديه نزعة دينية والأضحية من الشعائر التي لا يفرط بها مهما جرى".

وعن الأسعار، يوضح عبد الرازق أنها قريبة جدا من أسعار العام الماضي، ويقول: "نحن نبيع لأصحاب المزارع الصغيرة وللجزارين بسعر يتراوح ما بين 5.5 إلى 6 دينارات لكيلو الخروف الحي، وهو يبيعه للزبون بزيادة معينة"، معربا عن خشيته من أن ضعف الإقبال قد يدفعه ويدفع غيره من مستوردي المواشي إلى تخفيض السعر، وهنا ستلحق بهم خسائر فادحة".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويشدد عبد الرازق على أن مخاوفهم تتعاظم في ظل تقصير وزارة الزراعة الفلسطينية، وضعف آليات حماية الثروة الحيوانية، ما سيدفعهم للتخلص من القطيع بأسعار متدنية لسداد ما عليهم، حيث لجأ الكثير منهم لعرض مواشيه في "أسواق الحلال" المنتشرة بالضفة الغربية.

ويوافق عبد الرازق الرأي جمال أبو صالحة الذي يملك عدة مزارع في شمال الضفة الغربية، مشيرا إلى أن موسم الأضاحي هذا العام جاء مخيبًا لآمالهم، إذ ينتظرونه على أحر من الجمر لبيع ما لديهم، وسد الالتزامات المترتبة عليهم لتجار الأعلاف والأدوية البيطرية والعمال.

وقال أبو صالحة لـ"العربي الجديد": "إن إغلاق الطرق بين المحافظات وعدم قدرة الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948 على الوصول إلى الضفة الغربية لشراء الأضاحي كون الأسعار هناك أقل بكثير منها في مدن الداخل، ساهم في تفاقم الوضع، بالرغم من انخفاض الأسعار بسبب العرض وقلة الطلب".

ذات صلة

الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.
الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.
الصورة

مجتمع

يضطر سكان شمال قطاع غزة إلى الانتظار لساعات طويلة للحصول على مساعدات إنسانية، جراء اشتداد الجوع بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أشهر...

المساهمون