فلسطين تطالب الجامعة العربية بموقف رافض لاتفاق الإمارات التطبيعي

فلسطين تطالب الجامعة العربية بموقف رافض لاتفاق الإمارات التطبيعي: زلزال ضرب البنيان العربي

09 سبتمبر 2020
المالكي: نرغب في الحفاظ على الإجماع العربي (ياسين غيدي/الأناضول)
+ الخط -

طالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، اليوم الأربعاء، جامعة الدول العربية بموقف رافض للاتفاق التطبيعي "الثلاثي الأميركي الإسرائيلي الإماراتي"، معتبراً أنه "زلزال ضرب البنيان العربي".

وقال المالكي في كلمة له، باعتباره رئيس الدورة الحالية رقم (154) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، التي تعقد اليوم، عن بعد: "لقد أصبح لزاماً علينا أن يصدر عنا موقف رافض للخطوة الإماراتية، وإلّا فسيعتبر اجتماعنا هذا مباركة للخطوة أو تواطؤاً معها، أو غطاءً لها، وهذا ما لن تقبله دولة فلسطين، ونأمل عدم قبولكم له أيضاً".

وأكد أن "ما يهم فلسطين كدولة عضو في الجامعة العربية نقطتان لا أكثر، الأولى تتعلق بمبادرة السلام العربية، إن كانت قائمة، ونحن ملتزمون بها أم لا؟ ومن فهمنا ما زلنا ملتزمين مبادرة السلام العربية كما جاءت واعتمدت في قمة بيروت".

وتابع الوزير الفلسطيني قائلاً: "في هذه الحالة، ما هو ردنا على من يخرقها ولا يلتزم بها؟ أهي للعرض أم للفرض؟ فإذا هي للعرض وجبت المعرفة لكي نُقرر ماذا نعمل، وإذا هي للفرض، فما هو الإجراء المفروض على من يخرج عنها؟ وعلى من يتجاهلها ويعمل بعكسها؟ وأمام إعلان البيت الأبيض عن تحديد موعد توقيع اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، ما يعني أن دولة الإمارات ماضية قدماً في قرار التطبيع رغم مخالفتها لمبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، وعليه أصبح لزاماً صدور موقف رافض لهذه الخطوة الإماراتية".

وأضاف المالكي: "أما النقطة الثانية التي تعنينا، فهي طلبنا المتكرر ألّا يتحدث أحد باسمنا، فنحن لم نخوّل أحداً بهذا الدور، ونشكر دولنا العربية التي احتضنت قضيتها الأولى فلسطين، لكن التحدث باسمها حصراً لنا، أمّا وأن يظهر البعض منا ليقول قمت بهذا العمل لهذا السبب، مع معرفتنا أن السبب الحقيقي مختلف تماماً، فلا نقبل به، فالضم أوقفناه بموقفنا الشجاع وبمواقف الجميع الذين رفضوا هذه السياسة، مع معرفتنا أن إسرائيل قد قررت الانتقال من الضم المعلن إلى الضم غير المعلن التدريجي الهادئ".

وأكد وزير الخارجية أنه "مع كل ذلك، حافظنا على الشكل في العلاقة، حماية لهذا الجهد التراكمي عبر السنين والمتمثل بجامعة الدول العربية، وبذلنا كل جهد لتعزيزها وصونها وتدعيمها لعل وعسى أن تحدث المعجزة، لكن المعجزات في أيامنا انتهت، رغم ذلك، إيماننا بالعمل العربي المشترك كان دوماً يحظى بالرعاية والاهتمام، حتى جاء الاختبار الأخير، الزلزال الذي ضرب ذلك البنيان وأظهر هشاشته ومعه هشاشة ذلك الحلم الذي كنا نعمل، مع غيرنا من الدول، على أن يغدو حقيقة".

في سياق موازٍ، شدد المالكي على أن "الإعلان الثلاثي الأميركي الإسرائيلي الإماراتي كان ذلك الزلزال، وبدلاً من استرضائنا عربياً أمام ذلك التراجع الذي عكسه الإعلان، وجدنا حالنا ندافع عن أنفسنا، وعن قضيتنا، وانقلب الوضع بحيث أصبحنا المشاغبين، ومَنْ يوجه لهم اللوم لأنهم، أي نحن، تجرأنا على أن نقف في وجه الزلزال كما وقفنا في وجه الإدارة الأميركية عندما اعتدت على حقوقنا، ودعونا إلى اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، أليس ما حدث من زلزال يستدعي عقد اجتماع طارئ"؟

وأضاف في هذا السياق: "نفاجأ هذه المرة بأن دولة عربية تعترض على طلبنا (طلب دولة فلسطين) عقد اجتماع طارئ، وتطلب الاستعاضة عنه بالدورة العادية، وعندما وافقنا على ذلك، نفاجأ من جديد بذات الدولة تعترض على طلبنا إضافة بند إلى ما يُستجد من أعمال، فيما دولة أخرى تُهدد بتقديم مشروع قرار بديل. كيف نفسر هذه الخطوات"؟

من جانب آخر، قال المالكي إنه "إذا كان الادعاء بالقول إن خيارات الدول الأعضاء بتحديد علاقاتها مع الدول هو من صميم أعمال السيادة الوطنية، فهل حق الشعب الفلسطيني في دولته على حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمته يتعارض مع مبدأ السيادة لأية دولة؟ وهل حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الاستعماري (الكولونيالي) العنصري الإسرائيلي هو اعتداء على مبدأ السيادة الوطنية لهذه الدول؟ إذا اعتمدنا هذا المبدأ الجديد في عملنا، وجب علينا مراجعة قراراتنا كافة، وحتى إلغاؤها، لأن الأصل سيكون في هذه الحالة مبدأ السيادة الوطنية، وليس قرارات الجامعة العربية".

وشدد على أن "رغبتنا في الحفاظ على الإجماع العربي الظاهري يجب عدم تفسيره ضعفاً منا، فنحن لا نضعف أمام مبادئنا، وثوابتنا، وحقوقنا وقضيتنا، رغبتنا أن فلسطين تبقى نقطة لقاء وليست نقطة خلاف، نقطة إجماع وليست نقطة انقسام، لكن هذه الرغبة يجب أن تجد تجاوباً لها وتقديراً، وإلّا فسنصطدم بأسرع مما نتوقع بعمق الخلاف الناشئ عن شعور زائف للبعض بروح التفوق".

واشنطن "الوكيل الحصري" للتطبيع

من جهة أخرى، قال المالكي: "إن الإدارة الأميركية الحالية ورئيسها دونالد ترامب أصبحت الوكيل الحصري للتطبيع مع دولة الاحتلال، وهو يعتقد أن التطبيع مع إسرائيل سينقذه من هزيمة الانتخابات الأميركية، ويبدو أن الإدارة الأميركية تحاول تكليف مقاولين بالباطن لاستكمال عملية التطبيع مع دولة الاحتلال أو في نقل سفاراتهم إلى القدس المحتلة".

وشدد الوزير الفلسطيني على أن "رفض التطبيع يجب أن يبقى موقفنا حتى تُغيره قرارات جديدة، حتماً لن نكون جزءاً منها، وأولى قرارات التطبيع لمن يملك الجرأة على ذلك يجب أن يكون بإلغاء مبادرة السلام العربية، لأنها نقيض التطبيع حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي، ويُمكن بعد ذلك التطبيع لمن يُريد، ولكن ليس قبل إلغاء المبادرة".

موريتانيا: ندين التدخلات الخارجية

من جانبه، قال وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن بلاده تؤكد على احترامها المطلق لكافة الدول العربية فيما تتخذه من قرارات وفق مقتضيات مصالحها الوطنية، باعتبار ذلك من أهم الحقوق الأصيلة لكل دولة، كما ترفض "بلادنا" في الوقت ذاته وبشكل قاطع كل التدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربية.

وأوضح الوزير الموريتاني في كلمته، أن انعقاد هذه الدورة "يشكل فرصة جديدة للتعبير عن الموقف الرسمي والثابت للجمهورية الإسلامية الموريتانية من القضية الفلسطينية المستند للمبادرة العربية للسلام والقرارات الدولية ذات الصلة المؤكدة على حق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

دلالات

المساهمون