فلسطين تشجع الجزائر..ومشاعر تختلج في القلوب رغم الاحتلال

26 يونيو 2014
في فلسطين يعشقون الجزائر ويدعمونها (getty)
+ الخط -

تختلف المشاعر، من دولة إلى أخرى، فيما يتعلق بتقديم الإسناد الجماهيري لمنتخب يمثل العرب قاطبة، كالمنتخب الجزائري، الذي يقف على منعطف تاريخي، حين يواجه المنتخب الروسي مساء اليوم، الخميس، في الجولة الأخيرة من مونديال البرازيل، وسط ترقب الوطن العربي من شرقه الى غربه إلى أقصاه.

في فلسطين يُخيل للمُشاهد أن منتخب فلسطين هو المشارك في كأس العالم، وليس منتخب الجزائر، لأن العشق في كل بقاع فلسطين لا نظير له٬ وفي الضفة الغربية المحتلة يترقب الجميع مباراة وصفت أنها لفلسطين ضد روسيا في دقائق مصيرية قد تحسم بقاءهم في المونديال من عدمه.

المَشاهِد متعددة، ولولا الجدار العازل، الذي يحيط بالضفة المحتلة٬ وعشرات الحواجز العسكرية، التي تخنقها٬ وصور العشرات من الشهداء المعُلقة على الجدران٬ بالإضافة إلى تلك المستوطنات، التي تدل على أن فلسطين في ذروة احتلالها٬ لاعتقد كلُّ مَن يسير في شوارع مدنها وقراها٬ أن ثمة عاصمة جزائرية أخرى على غرار القدس المحتلة.

الفلسطينيون، هنا٬ وضعوا جراحهم جانباً٬ وأخذتهم العاطفة العربية للحديث بشغف٬ عن محاربي الصحراء٬ وما قدموه لهم في مباراتهم، التي تفوقوا فيها بأربعة أهداف لهدفين أمام كوريا الجنوبية٬ وما فعلته الجماهير في مدرجات استاد "بيرا ريو" في البرازيل٬ حين رفعت أعلام فلسطين جنباً إلى جنب مع علم بلادهم٬ وأخذت تصدح بهتافات دوَّتْ لفلسطين في تلك المدرجات٬ ليثير هتاف "فلسطين... فلسطين الشهداء"، رددوه مراراً وتكراراً. وتحركتْ مشاعرُ كل فلسطيني عطش لتضامن العرب معه٬ وخرج في إثرها إلى الشوارع ابتهاجا بذلك الفوز، وكردّ جميلٍ لتلك الجماهير التي تحبهم.

يقول هاشم فتحي٬ مشجع مترقب لمباراة "الخضر"، لـ "العربي الجديد": "ونحن نشاهد المباراة٬ نشعر وأن أحدا منا يلعب هناك٬ وتختلط هتافاتنا معاً٬ تارة نهتف لفلسطين٬ وأخرى للجزائر". ويضيف:" كل مَنْ في المقهى يهتف لمحاربي الصحراء٬ تماماً كما تهتف الجماهير في المدرجات لفلسطين".

ولا شك في أن الشعور، الذي يختلج في عاطفة المشجع الفلسطيني إثر انتصار الجزائر في مبارياتها٬ هو كانتصار للقضية الفلسطينية٬ لأنهم يرفعون صوتهم في تلك المحافل الرياضية الدولية. "الشعب الجزائري لم يسبق له أن نسي فلسطين"، وفقاً لما يقوله فتحي.

وعلى موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك٬ تبدلت صور حسابات المستخدمين الفلسطينيين٬ بأعلام الجزائر٬ أو الصور الجزائرية، يرفعون العلم الفلسطيني هناك في البرازيل٬ وأخدت منشوراتهم تتحدث عن فوز الجزائر على كوريا٬ لتحتل المباراة الحاسمة مساء اليوم، الخميس، أهمية كبيرة على حسابات الفلسطينيين، الذين هم في العادة مشغولون بمتابعة ما يمارسه المحتل بحقهم بشكل شبه يومي.

طغت أعلام الجزائر٬ وفيديوهات للجماهير الجزائرية وهي تهتف لفلسطين٬ على حساب الإعلامي الرياضي، سامح داوود٬ الذي يتابع بشغف مباريات محاربي الصحراء٬ ويتفاعل بشكل كبير مع كل مبارياته٬ وكتب داوود على حسابه الخاص: من فلسطين إلى الجزائر "one , two , three viva l'Algérie "، كتعبير منه عن تشجيعه الكبير كما لو أنه جزائري، بينما غطت صفحة منتخب فلسطين الوطني، والتي يتابعها قرابة الثلاثة عشر ألفا٬ أخبار مباريات محاربي الصحراء أولا بأول٬ فيما تقوم بنشر صور ومنشورات للجزائريين٬ إلى جانب تذكير الجماهير الفلسطينية بمواعيد المباريات٬ وأماكن عرضها٬ لمتابعتها.

أما أحمد زعاترة٬ فينتظر بلهفة أن تمضي الساعات القادمة٬ حتى يتابع، مع أصدقائه٬ مباراة الجزائر الحاسمة، في المقهى، الذي يتوسط الحي الصغير، الذي يقطنه٬ ويقول: "جميعنا في الحي سنتابع منتخب الجزائر على أنه فلسطين لا سيما٬ وأن أمله كبير للتأهل للدور الثاني". ويتابع أحمد:"نترقب المباراة على أحرّ من الجمر. نحن جاهزون للتشجيع٬ ومستعدون للفوز على روسيا".

الجماهير الفلسطينية، في الضفة الغربية المحتلة٬ أتمت استعداداتها لمباراة الجزائر القادمة٬ في انتظار الفوز والتأهل للدور الثاني٬ لتعطي إشارة لمحركات السيارات٬ كي تعمل وتجوب شوارع المدن ابتهاجا وفرحا لما حققه منتخب يعتبرونه ممثلا لهم في مونديال العالم.

المساهمون