فلسطين: أول حالة إنجاب لأب مولود بالحقن المجهري عالميا

فلسطين: أول حالة إنجاب لأب مولود بالحقن المجهري عالميا

25 مارس 2017
أنجب محمد ويحيى مولوديهما بشكل طبيعي (العربي الجديد)
+ الخط -
منذ أن بدأت عمليات الإنجاب بواسطة الحقن المجهري، لمعالجة ضعف الخصوبة عند الرجال، في عام 1992، ظلّ سؤال يراود العلماء حول إن كان المواليد الذكور يرثون ضعف الخصوبة من آبائهم أم أنهم سينجبون بشكل طبيعي، إلى أن شاء القدر أن تأتي الإجابة من فلسطين.

وحتى شهر أغسطس/آب من العام الماضي لم ينجب أي من الذكور الذين ولدوا بعد عام 1992، ولم تحسم الدراسات التي أجريت على السائل المنوي لأطفال الحقن المجهري إن كانوا سينجبون بشكل طبيعي أم أنهم سيرثون مشاكل من آبائهم، وبقي الأمر معلقا إلى حين ولادة أول طفلين لأبوين توأم أنجبا بواسطة الحقن المجهري، وذلك في بلدة دورا بمحافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية.

يقول مدير مراكز رزان لعلاج العقم وأطفال الأنابيب سالم أبو خيزران لـ"العربي الجديد": "لقد سجلنا أول حالة إنجاب لأب مولود بواسطة الحقن المجهري لأطفال الأنابيب، إذ أنجب محمد ويحيى مولوديهما بشكل طبيعي وسهولة وبشكل قياسي، وهو شيء مطمئن للشباب لأنه في بعض الأحيان تكون هناك مشكلة عند الرجل المولود بأطفال الأنابيب بعدم إخصاب البويضة بأساس جيني وراثي".

وبدأت تقنية أطفال الأنابيب (الإخصاب خارج الرحم) في عام 1979، في بريطانيا، وتوجت حينها بولادة لويس براون أول طفلة أنابيب في العالم، وظل الأمر متوقفاً على حل مشكلات ميكانيكية لدى السيدات غير القادرات على الإنجاب، بسبب وجود انسداد في قناة فالوب.

وفي عام 1992 اكتشف العلماء أنه بالإمكان التدخل في حال عدم القدرة على الإنجاب بسبب وجود مشكلة في عدد أو نشاط الحيوانات المنوية لدى الذكور، وذلك بواسطة الحقن المجهري، بحيث يمكن حقن الحيوان المنوي داخل البويضة وإجباره على تخصيبها.





وقال طالب الشراونة، (67 عاما)، إنه "تزوج للمرة الأولى في عام 1972، وقطع رحلة علاج طويلة، بحثا عن حل لمشكلة الإنجاب لديه تتعلق بعدم قدرة الحيوانات المنوية على اختراق البويضة وتخصيبها".

وأضاف في حديث مع "العربي الجديد" أنه بحث عن العلاج لدى أطباء في مصر والأردن وداخل الخط الأخضر، إلى أن توجت محاولاته للإنجاب بالنجاح لدى مركز "رزان" لأطفال الأنابيب في عام 1998، بعد عدد كبير من محاولات الإنجاب الفاشلة، إذ رزق بثلاثة توائم كان اثنان منهم ذكوراً.وأكد الشراونة، وهو معلم متقاعد، أنه طالع بعض الأبحاث التي كانت تتحدث عن احتمال أن يورث الآباء أبناءهم بعض المشكلات المتعلقة بالإنجاب، وهو ما دفعه إلى تزويج ابنيه محمد ويحيى، مبكرا، من أجل إفساح المجال أمام حل أي مشكلة قد تظهر لديهما في وقت مبكر من عمرهما، وأنجب محمد طفله طالب في أغسطس/ آب من العام الماضي، بينما أنجب يحيى طفله محيي الدين في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

بدوره، قال محمد طالب الشراونة إنه "لم تراوده أي شكوك بأنه سيواجه مشاكل في الإنجاب، وأضاف: "لم تراودني الفكرة رغم كلام بعض الناس، لأنني أعتقد أن كل شيء بيد الله".

توجت محاولاته للإنجاب بالنجاح  (العربي الجديد) 

من جهته، أبرز البروفيسور معين كنعان وهو استشاري الأمراض الوراثية، أنه "بدأ في مركز رزان لأطفال الأنابيب، بإجراء تدخلات جينية لدى الأزواج الذين يعانون من أمراض وراثية مثل الثلاسيميا أو التخلف العقلي، بحيث يتم تخصيب عدد من البويضات خارج الرحم ومن ثم مراقبة انقساماتها داخل مختبر الجينات لمدة 3-5 أيام وخلالها يمكن تمييز الجنين السليم من غيره، ويصار بعد ذلك إلى إعادة الجنين السليم إلى الرحم واستبعاد المريض، وهي تقنية حديثة سبقت فلسطين فيها بعض دول المنطقة، ومن خلالها يمكن لأزواج يعانون من أمراض وراثية إنجاب طفل سليم.

وأوضح كنعان في حديث مع "العربي الجديد"، أن تكلفة هذه التقنية في فلسطين لا تزيد عن 60 في المائة مقارنة مع مثيلتها في إسرائيل أو الأردن.

حل مشاكل صعوبة الإنجاب (العربي الجديد)


ومركز رزان هو مركز متخصص في كل ما يتعلق بتأخر الإنجاب والحمل والعقم ومشاكل الحمل لدى النساء، وقد أنشئ في العام 1995، في مدينة نابلس، ثم تفرع المركز ليعمل في رام الله وبيت لحم.

وتبلغ كلفة عملية تخصيب البويضة في الضفة الغربية، نحو 3 آلاف دولار، ويقوم المركز بتخصيب نحو 1200 شخص في العام الواحد، فيما يشار إلى أن مركز رزان كان قد قدم خدمات مجانية للأسرى الفلسطينيين المحكومين بأحكام عالية ضمن ما يعرف بالنطف المهربة، كمسؤولية اجتماعية.

دلالات

المساهمون