فلسطيني ينتج "البنزين" النقي

فلسطيني ينتج "البنزين" النقي

28 أكتوبر 2014
الطالب ابراهيم سعد من جامعة الأزهر بغزة (العربي الجديد)
+ الخط -

بدقّة متناهية، يمزج الشابّ الفلسطيني، إبراهيم سعد (19 عاماً)، قطرات من مواد كيميائية مختلفة داخل مختبره الصغير، لينتج مادة ذات لون شفاف، تصلح لأن تحلّ بديلاً عن وقود "البنزين" المفقود أحياناً كثيرة، ومرتفع الثمن في مدينته غزّة المحاصرة.
وبعد محاولات وتجارب امتدّت شهرين، تمكّن من إنتاج مادة "البنزين النقي"، ليكون منتجه، المتكوّن من مادتي "الكربون والهيدروجين"، قادراً على تشغيل المركبات والمولدات الكهربائية.

يقول سعد، الطالب في قسم الكيمياء في جامعة الأزهر في غزّة، إنه رسم مخططاً لمشروع إنتاج "البنزين" قبل نحو عام، في محاولة منه لإيجاد حلّ لأزمة نقص الوقود في غزّة. ويضيف لـ"العربي الجديد": "توجهتُ إلى جهات حكومية وأهلية كثيرة لعلّها تساعدني على تطبيق مخططي، ولكن لم يساعدني أحد، فقررت بعد عام كامل تنفيذ ذلك المخطط بمساعدة من والدي وبإمكانيات بسيطة، وبدأت بتجاربي ومحاولاتي قبل نحو شهرين إلى أن تمكنت من إنتاج مادة البنزين". وكادت إحدى التجارب التي أجراها سعد أن تودي بحياته، بعد أن تسربت بعض الأبخرة الكيميائية من الأنابيب الزجاجية، التي يستخدمها، واشتعلت فجأة وأحرقت مختبره الصغير.

تتميز المادة، التي أنتجها الكيميائي الفلسطيني، بعدم احتوائها على "الرصاص" الموجود في البنزين العادي، ممّا يجعلها صديقة للبيئة وذات جودة عالية، بالإضافة إلى كونها رخيصة الثمن، إذ تبلغ تكلفة اللتر الواحد 4 شواقل ( دولار واحد) بينما ترتفع قيمة اللتر من البنزين المستورد إلى 7 شواقل.

ويقول الشاب سعد إنه قادر على إنتاج 200 لتر من البنزين يومياً، في حال تطبيق مشروعه على أرض الواقع وإنشاء مصنع صغير بقيمة 5 آلاف دولار، ويمكنه إنتاج 4 آلاف لتر، إذا ما أقام مشروعاً بتكلفة 50 ألف دولار. ونجحت مادة البنزين المنتجة من التفاعلات الكيميائية في تشغيل دراجة نارية، وسيارة، ومولدات كهربائية مختلفة الأنواع، وبقدرة تشغيلية عالية، كونها لا تحتوي على الزيوت ومادة الرصاص الموجودة في البنزين العادي. ويواجه سعد عقبات تعترض تطوير مشروعه، أبرزها قلة الموارد المالية، بالإضافة إلى عدم امتلاكه مختبراً حقيقياً تتوفر فيه كافة الأجهزة والمعدات الأساسية لإجراء تجاربه، التي اعتاد على تنفيذها في منزله.

"فكرت بهذا المشروع نظراً لحاجة غزّة الملحة إلى الوقود، خصوصاً في ظل الحصار، الذي تفرضه إسرائيل، لذلك أتمنى أن أجد من يساعدني لأتمكن من النهوض بمشروعي وتحقيق هدفي بإنهاء معاناة الفلسطينيين الناتجة عن نقص الوقود"، يقول سعد. 

ومنذ تدمير الجيش المصري الأنفاق المنتشرة أسفل الحدود المصرية مع قطاع غزة، يشهد القطاع أزمة تتمثل في نقص الوقود، حيث كان الفلسطينيون يعتمدون على الوقود زهيد الثمن، المهرّب من مصر. وتزداد حدة أزمة الوقود، وخصوصاً مادة "البنزين"، على فترات متقاربة بسبب إغلاق السلطات الإسرائيلية المتكرر معبر كرم أبو سالم (المنفذ التجاري الوحيد للقطاع) بذرائع أمنية، أو بمناسبة حلول الأعياد اليهودية. كما أن تقنين إسرائيل توريد الوقود إلى غزة، يعد أحد أبرز أسباب أزمة الوقود، حيث يحتاج قطاع غزة إلى 600 ألف لتر من البنزين والسولار، في حين أن ما يصل القطاع يومياً يقدر بنحو 300 ألف لتر فقط.

المساهمون