فلسطينيّو الداخل في أزمة

16 ديسمبر 2015
50 % يعيشون تحت خط الفقر (موسى الشاعر/فرانس برس)
+ الخط -

أوضاع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 ليست على ما يرام. هؤلاء يعانون من الفقر والتمييز وغيرها من المشاكل. ظهر ذلك في مؤتمر نظمته جمعية "الجليل" بالتعاون مع مشروع "ركاز" بنك معلومات، لبحث أوضاع "الأقلية الفلسطينية في إسرائيل".

بدت الخلاصات سلبية. فالفلسطينيون الذين يشكلون 17 في المائة من عدد سكان تلك الأراضي، يعيش 50 في المائة منهم تحت خط الفقر، ويتوقع أن تحتاج 62 في المائة من الأسر إلى وحدة سكن إضافية على أقل تقدير خلال عشر سنوات. كذلك، يُعاني 14 في المائة من مجمل الفلسطينيين في تلك الأراضي من أمراض مزمنة. من جهة أخرى، فإن 80 في المائة من الأطفال الفلسطينيين الذين يبلغون من العمر عشر سنوات وما فوق، لم يقرأوا كتاباً واحداً خلال فترة إعداد البحث، فيما مارس 37 في المائة الرياضة، وشاهد ثمانية في المائة فقط عملاً مسرحياً.

في هذا السياق، يقول مدير عام جمعية الجليل (الجمعية العربية القُطرية للبحوث والخدمات الصحية) بكر عواودة، إن المؤتمر هو "تتمة لخطة بدأناها في الجمعية، وهي بناء قاعدة بيانات تفصيلية شاملة حول خصائص المجتمع الفلسطيني في إسرائيل". ويلفت إلى أن التنمية تقتضي وجود معلومات موضوعية وواقعية تعكس الواقع، مضيفاً أن "شعارنا هو أن ما لا يمكن إحصاؤه، لا يمكن إدارته أو تنميته"، لافتاً إلى أن نتائج المسح الاقتصادي الرابع نفّذ في منتصف عام 2014، ويعدّ تتويجاً لجهود جبارة وعمل كبير بهدف المساعدة في دراسة الواقع بعيون عربية وعلمية وموضوعية ومسؤولة، وبناء استراتيجيات عمل بعيدة المدى لنهضة مجتمعنا".

يضيف عواودة أنه ما كان يمكن لهذا العمل أن يتحقق من دون تعاون ورعاية ودعم مركز الإحصاء الفلسطيني، الذي يرى المشروع مهماً للتواصل بين أبناء الشعب الواحد. يتابع: "ندعو الباحثين العرب وأصحاب القرار إلى اعتماد ركاز كمركز معلومات موثوق به حول المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني. ويسأل القيادات العربية: "كيف يعقل أن يكون الصرف الشهري على السجائر والتبغ، بمستوى التعليم نفسه".

من جهتها، تتحدّث الباحثة في "ركاز" سوسن زريق عن نتائج المسح الاجتماعي الاقتصادي الرابع. تقول إنها "المرة الرابعة على التوالي التي نعد فيها مسحاً متخصصاً لدراسة واقع الأفراد والأسر وقضايا التعليم والصحة والبيئة. وشمل البحث 1700 أسرة عربية من منطقة الشمال والوسط والجنوب، واستغرق العمل الميداني ثلاثة أشهر".

وإلى الزواج، ما زالت الغالبية الساحقة من هؤلاء الفلسطينيين يتزوجون من بعضهم بعضاً، علماً أن 25 في المائة من الأزواج تربطهم صلة قرابة من الدرجة أولى، و19 في المائة منهم من العائلة نفسها.

وبلغت نسبة الملتحقين بالتعليم الجامعي فوق 18 عاماً 8 في المائة (7 في المائة ذكور و9 في المائة إناث). وثمّة تواصل بين فلسطينيي الداخل وأهالي الضفة الغربية، علماً أن 41 في المائة من فلسطينيي الداخل زاروا مناطق السلطة الفلسطينية بهدف الشراء والتبضع، وخصوصاً جنين ونابلس ورام الله والقدس.

من جهتها، تقول الباحثة هيبا يزبك إن "هذا المجتمع ما زال يراوح في مكانه. لا تغيرات جوهرية. نحن مجتمع منفتح يريد أن يتحسن ويتطور، في وقت نواجه سياسة إسرائيلية يمينية متطرفة". تضيف أن "هذا المجتمع الذي فقد أرضه ليس لديه قدرة على الإنتاج الذاتي. لذلك، فالتعليم هو الأداة الأساسية". تضيف أنه خلال عام 2000، التحقت سبعة في المائة من النساء بالتعليم الجامعي، وارتفعت النسبة إلى نحو 13 في المائة خلال عام 2014، الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل". وتشير إلى أن "التعليم هو أداة هامة جداً للدخول إلى سوق العمل".

من جهته، يقول المخطّط المديني في معهد الدراسات التطبيقية يوسف جبارين إن نسبة التعليم ارتفعت لدى النساء، لافتاً إلى أنه ليس هناك أي رابط بين ارتفاع نسبة التعليم وزيادة نسبة الفقر. يضيف: "يوجد 900 ألف عربي فقير في إسرائيل، ومن المتوقع أن يصل إلى المليون خلال السنوات الأربع المقبلة". من ناحية أخرى، يعاني هؤلاء من نقص في الوحدات السكنية، يقدر بنحو 15 ألف وحدة، علماً أن نسبة الفلسطينيين الذين يملكون أرضاً يمكن البناء عليها لا تتجاوز الـ 3 في المائة. واقعٌ يدفعهم إلى "الانتقال للسكن في بلدات يهودية مثل مدينة كرميئيل ونتسيرات عليت في الجليل"، بحسب جبارين.

اقرأ أيضاً: واقع سوداوي لعرب 48