فكرة إنشاء المجموعة نابعة من تجربته الشخصية (العربي الجديد)
كثيرون من الشباب في الداخل الفلسطيني من الجنسَين، لم يجدوا طريقهم إلى الزواج بعد. يتحول الأمر شيئاً فشيئاً إلى ظاهرة ملحوظة. الأسباب كثيرة وعديدة لكنّ أبرزها هو عدم العثور على الشخص المناسب، أو ما يفسره البعض بكلمة "نصيب". هذه الحالة تطاول شباناً وشابات في الثلاثينيات، وتمتد لدى آخرين إلى أربعينياتهم.
بعيداً عن الأسباب الشخصية جداً أحياناً، فإنّ هؤلاء يعانون أكثر من غيرهم من المواطنين العرب في بلدان أخرى، لأنّهم شبه معزولين عن فرص اللقاء والتعارف بأشخاص من خارج مجتمعاتهم الضيقة، خصوصاً مواطنيهم الفلسطينيين في الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة. وذلك بالطبع لأسباب سياسية خارجة عن سيطرتهم. وهو ما يقلص فرص الاختيار والبحث عن شريك.
نتيجة لهذه الأزمة ولعدم وجود أطر ملائمة للقاء الشباب والشابات العازبين، بادر سامي يحيى (42 عاماً، من مدينة حيفا) إلى إنشاء مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تجمع أكثر من 600 شخص بهدف التعارف. وهؤلاء جميعهم عازبون من مختلف البلدات العربية في الداخل الفلسطيني.
يقول يحيى لـ"العربي الجديد" إنّ الفكرة في إنشاء مجموعة "مين وايل سنغل" أو "عازب حالياً" بالعربية، نابعة من تجربته الشخصية، وكذلك من حواراته مع أصدقائه حول ضرورة إيجاد أطر اجتماعية للتعارف بين الصبايا والشباب وصنع إمكانية اللقاء. يتابع: "ثمّة مشكلة جغرافية في هذه المسألة، فالبلدات العربية متباعدة. الجليل مثلاً يبعد عن المثلث والنقب. كذلك فإنّ ثمّة اختلافات ثقافية وطبقية ودينية. أنا مثلاً أعمل في القدس في مجال السياحة خلال أيام الأسبوع، وفي الإجازة الأسبوعية أعود إلى حيفا. خلال أوقات عملي، لا إمكانية لتعارف أو لقاء أبداً".
يطلق أعضاء المجموعة على يحيى لقب "الأب الروحي". وكانت المجموعة قد انطلقت بعد تبلور الفكرة بينه وبين صديقات له، بهدف توسيع دائرة التعارف لعدم وجود إطار آخر يوفّر لهم الإمكانات والمكان من أجل ذلك، وفق ما يقول. ويعيد الإقبال على المجموعة إلى "الحياة العصرية السريعة وظروفها وانشغالنا. المجموعة ضمّت في أول ثلاثة أيام بعد إطلاقها أكثر من 300 شاب وشابة. الشابات هنّ بمعظمهنّ فوق الخامسة والعشرين، والشبان بمعظمهم يتجاوزون الثلاثين. وكلّهم خريجو جامعات".
يشير يحيى إلى عديد من طرق التعارف، منها الوساطة التي لا يفضلها. وثمّة طريقة أخرى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؛ أي العلاقات الافتراضية. يقول: "هي طريقة شائكة لأنّك لا تعرف من الذي تخاطبه وتدردش معه، وهل المعلومات التي يقولها صحيحة؟ لا أمان مائة في المائة في هذه العلاقات، على الرغم من أنّها تحتل مكاناً في حياة الناس من أجل كسر الوحدة". ثالث الطرق هي ما يعتمدونه في المجموعة الإلكترونية التي يتفقون فيها على تنظيم نشاطات فعلية مشتركة. من ذلك، تنظيم رحلات إلى الجولان والبحر وإقامة إفطارات رمضانية. ويشير إلى أنّ "هنالك أماناً، خصوصاً للشابات في المجموعة. لا نسمح لأيّ كان بالدخول. المجموعة مغلقة. نفحص معلومات الشخص جيداً إن كان فعلاً عازباً (أو عزباء) قبل انضمامه".
اقــرأ أيضاً
لا تقتصر نشاطات المجموعة على التعارف بهدف الارتباط، فالأعضاء يناقشون أيضاً الكتب التي يقرؤونها. وفيها أيضاً نشاطات خاصة بالرسم والفنون الأخرى. أما النشاط الأبرز، فهو اللقاءات المنظمة بينهم في المقاهي وعلى الشواطئ.
يقول يحيى: "وضعنا دستوراً خاصاً بالمجموعة لقبول الأعضاء، فهي تشمل عازبين ومطلقين من جميع الديانات، مسلمين ومسيحيين ودروزاً، ومن جميع المناطق في الداخل، وكذلك جزء من الضفة الغربية". باختصار، يقول إنّ "المجموعة تحمي نفسها وتحافظ على أعضائها".
أما عن أسباب ارتفاع نسبة العنوسة، فيشير يحيى من واقع خبرته إلى أنّه يعود إلى تطوّر القرية العربية وشحّ أراضي البناء، ما يصنع أزمة اقتصادية. ومنها التعليم الجامعي الذي يؤخّر سنّ الزواج، ومن بعده البحث عن عمل، خصوصاً لدى الشابات اللواتي يفضلن بناء سيرة مهنية قبل الزواج. كذلك فإنّ أهل الشابة غالباً ما يشترطون على العريس امتلاكه شقة، وهو أكبر عائق في درب المقبلين على الزواج.
يعود يحيى إلى مجموعته، فيقول: "الهدف من التعارف ليس بالضرورة الزواج والارتباط، إنما استغلال التعارف لأهداف عدّة. إذا كان زواجاً، فمرحباً به، وسوف أكسب بالتوفيق بين رأسَين في الحلال مكاناً في الجنة". ويؤكد يحيى أنّه على الرغم من الاختلافات الدينية والجغرافية بين أعضاء المجموعة إلا أنّ النقاش فيها يُدار بمستوى راقٍ وحضاري ومن دون التهجم على آراء الآخرين ومواقفهم أو التجريح بهم.
اقــرأ أيضاً
بعيداً عن الأسباب الشخصية جداً أحياناً، فإنّ هؤلاء يعانون أكثر من غيرهم من المواطنين العرب في بلدان أخرى، لأنّهم شبه معزولين عن فرص اللقاء والتعارف بأشخاص من خارج مجتمعاتهم الضيقة، خصوصاً مواطنيهم الفلسطينيين في الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة. وذلك بالطبع لأسباب سياسية خارجة عن سيطرتهم. وهو ما يقلص فرص الاختيار والبحث عن شريك.
نتيجة لهذه الأزمة ولعدم وجود أطر ملائمة للقاء الشباب والشابات العازبين، بادر سامي يحيى (42 عاماً، من مدينة حيفا) إلى إنشاء مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تجمع أكثر من 600 شخص بهدف التعارف. وهؤلاء جميعهم عازبون من مختلف البلدات العربية في الداخل الفلسطيني.
يقول يحيى لـ"العربي الجديد" إنّ الفكرة في إنشاء مجموعة "مين وايل سنغل" أو "عازب حالياً" بالعربية، نابعة من تجربته الشخصية، وكذلك من حواراته مع أصدقائه حول ضرورة إيجاد أطر اجتماعية للتعارف بين الصبايا والشباب وصنع إمكانية اللقاء. يتابع: "ثمّة مشكلة جغرافية في هذه المسألة، فالبلدات العربية متباعدة. الجليل مثلاً يبعد عن المثلث والنقب. كذلك فإنّ ثمّة اختلافات ثقافية وطبقية ودينية. أنا مثلاً أعمل في القدس في مجال السياحة خلال أيام الأسبوع، وفي الإجازة الأسبوعية أعود إلى حيفا. خلال أوقات عملي، لا إمكانية لتعارف أو لقاء أبداً".
يطلق أعضاء المجموعة على يحيى لقب "الأب الروحي". وكانت المجموعة قد انطلقت بعد تبلور الفكرة بينه وبين صديقات له، بهدف توسيع دائرة التعارف لعدم وجود إطار آخر يوفّر لهم الإمكانات والمكان من أجل ذلك، وفق ما يقول. ويعيد الإقبال على المجموعة إلى "الحياة العصرية السريعة وظروفها وانشغالنا. المجموعة ضمّت في أول ثلاثة أيام بعد إطلاقها أكثر من 300 شاب وشابة. الشابات هنّ بمعظمهنّ فوق الخامسة والعشرين، والشبان بمعظمهم يتجاوزون الثلاثين. وكلّهم خريجو جامعات".
يشير يحيى إلى عديد من طرق التعارف، منها الوساطة التي لا يفضلها. وثمّة طريقة أخرى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؛ أي العلاقات الافتراضية. يقول: "هي طريقة شائكة لأنّك لا تعرف من الذي تخاطبه وتدردش معه، وهل المعلومات التي يقولها صحيحة؟ لا أمان مائة في المائة في هذه العلاقات، على الرغم من أنّها تحتل مكاناً في حياة الناس من أجل كسر الوحدة". ثالث الطرق هي ما يعتمدونه في المجموعة الإلكترونية التي يتفقون فيها على تنظيم نشاطات فعلية مشتركة. من ذلك، تنظيم رحلات إلى الجولان والبحر وإقامة إفطارات رمضانية. ويشير إلى أنّ "هنالك أماناً، خصوصاً للشابات في المجموعة. لا نسمح لأيّ كان بالدخول. المجموعة مغلقة. نفحص معلومات الشخص جيداً إن كان فعلاً عازباً (أو عزباء) قبل انضمامه".
لا تقتصر نشاطات المجموعة على التعارف بهدف الارتباط، فالأعضاء يناقشون أيضاً الكتب التي يقرؤونها. وفيها أيضاً نشاطات خاصة بالرسم والفنون الأخرى. أما النشاط الأبرز، فهو اللقاءات المنظمة بينهم في المقاهي وعلى الشواطئ.
يقول يحيى: "وضعنا دستوراً خاصاً بالمجموعة لقبول الأعضاء، فهي تشمل عازبين ومطلقين من جميع الديانات، مسلمين ومسيحيين ودروزاً، ومن جميع المناطق في الداخل، وكذلك جزء من الضفة الغربية". باختصار، يقول إنّ "المجموعة تحمي نفسها وتحافظ على أعضائها".
أما عن أسباب ارتفاع نسبة العنوسة، فيشير يحيى من واقع خبرته إلى أنّه يعود إلى تطوّر القرية العربية وشحّ أراضي البناء، ما يصنع أزمة اقتصادية. ومنها التعليم الجامعي الذي يؤخّر سنّ الزواج، ومن بعده البحث عن عمل، خصوصاً لدى الشابات اللواتي يفضلن بناء سيرة مهنية قبل الزواج. كذلك فإنّ أهل الشابة غالباً ما يشترطون على العريس امتلاكه شقة، وهو أكبر عائق في درب المقبلين على الزواج.
يعود يحيى إلى مجموعته، فيقول: "الهدف من التعارف ليس بالضرورة الزواج والارتباط، إنما استغلال التعارف لأهداف عدّة. إذا كان زواجاً، فمرحباً به، وسوف أكسب بالتوفيق بين رأسَين في الحلال مكاناً في الجنة". ويؤكد يحيى أنّه على الرغم من الاختلافات الدينية والجغرافية بين أعضاء المجموعة إلا أنّ النقاش فيها يُدار بمستوى راقٍ وحضاري ومن دون التهجم على آراء الآخرين ومواقفهم أو التجريح بهم.