فعلتها الإكوادور..

في واحدة من الصفعات المتتالية للأنظمة الخانعة، تأتي صفعة الإكوادور قوية لتزيد من تعرية الأنظمة العربية، وفضحها وكشف عجزها، وضعفها وصَغارها. تلك الأنظمة التي استمرأت الخنوع والخضوع، واستساغت المذلة والمهانة. تطالعنا الأخبار، اليوم، عن موقف مشرف لدول غير عربية ولا إسلامية، لكنها وقفت بجانب الحق، وتحركت عندها النزعة الإنسانية، فما عادت تطيق الصفاقة الصهيونية، وما ترتكبه من مجازر بشعة في حق المدنيين العزل في غزة، وهي تقود حرباً غير أخلاقية، تستهدف فيها البنية المدنية والمؤسسات الأهلية، في تحدّ صارخ لكل القيم والمبادئ الإنسانية. الأمر الذي كشف، بما لا يدع مجالاً للشك، عن مدى الخزي والعار الذي أصاب أنظمتنا العربية والإسلامية. في حين أننا نجد مواقف مشرفة على المستوى الرسمي لدول السلفادور وبيرو والبرازيل وتشيلي والإكوادور، التي سحبت سفراءها من إسرائيل، احتجاجاً على ما تقوم به من مجازر ضد الإنسانية في غزة.
ومن المخزي حقاً أنك لا تجد موقفاً عربياً أو إسلامياً على مستوى الأنظمة، يدفعون به عن أنفسهم خزي الصمت ومذلته. بل من المؤسف حقاً أن تجد كثيرين ممن يحتلون مناصب عليا في جامعة الدول العربية ويرفضون مجرد التعليق على أحداث غزة، حين لاحقتهم أسئلة الصحافيين، تريد منهم استيضاحاً عن الأحداث في غزة، فيرفضون التعليق، أي مهانة وخزي!
لا نعوّل أبداً على تلك الأنظمة التي تفضحها وتعرّيها الأحداث، يوماً بعد يوم، حيث نزداد كل يوم يقيناً بأن هذه الأنظمة المتخاذلة إلى زوال. وأن الشعب الغاضب الثائر المتضامن مع أمته، المتفاعل مع أحداثها، والذي اكتمل عنده الوعي، وتعمق الإدراك، بضرورة مواصلة نضاله وحراكه في مواجهة كل تلك الأنظمة التي ثبتت عمالتها علناً، ووقفت مع عدوها في وجه إخوانها، وغضت الطرف عن وقائع، يشيب لها الولدان، من هول بشاعتها، هو ما سيبيد تلك الأنظمة المتهالكة.
الأمل اليوم معقود على تلك المقاومة الصامدة التي أعادت لنا، نحن الشعوب العربية والإسلامية، شيئاً من عزتنا وكرامتنا، بعدما مرغت تلك المقاومة أنف إسرائيل في وحل الهزيمة، وكسرت شوكتها، وقضت على غطرستها وأذلتها، فراحت تستجدي مبادرة لوقف إطلاق النار، ترفع بها عن نفسها مرارة الاستمرار في التمرغ في وحل الهزيمة. إن المقاومة، اليوم، بما تحققه من نجاحات على الأرض، هي من سيعيد إلى أهل غزة البسمة والفرحة، بعدما حرموا منها بفعل إسرائيل، ومن عاونها وأمدّها من أنظمة الفساد العربية، والنصر للمقاومة والخزي للعملاء.