هل هذا هو منتخب الأرجنتين الذي انتظرته الجماهير في مونديال 2018؟ هل هذا هو ليونيل ميسي النجم الأول القادر على قيادة 11 لاعباً؟ هل هذا سامباولي الذي يريد التتويج بلقب المونديال؟ هذه الأسئلة أجابت عنها المواجهة التي جمعت "الألبيسيليستي" مع كرواتيا وانتهت بفوز كرواتي ساحق دون مقاومة حتى.
فشل تكتيكي واضح
فشل سامباولي تكتيكياً مع الأرجنتين على مختلف الأصعدة، ففنياً منتخبه ليس جاهزاً لمقارعة الكبار والمنافسة على المونديال، بدنياً لم يتمكن من مجاراة منتخب بحجم أيسلندا وسقط أمام كرواتيا بسهولة، أما تكتيكياً فحدث ولا حرج، فهي فضيحة كروية بكل معنى الكلمة بعد 180 دقيقة.
كيف ظهرت الأرجنتين أمام كرواتيا مع سامباولي؟ الإجابة سهلة، 11 لاعباً وكأنهم يلمسون الكرة لأول مرة، تمريرات خاطئة كثيرة، أجنحة بدون جدوى وأشبه بأصنام، ميسي ليس ميسي، خط وسط خارج نطاق الخدمة، مدافعون في خبر كان وحارس مرمى في عالم آخر.
منتخب بحجم الأرجنتين لا يملك صانع ألعاب واحد قادر على الانتقال بالكرة من الدفاع إلى الهجوم، أو أقله قادر على تسليم ميسي بطريقة صحيحة ومنحه الأفضلية على الخصم في المقدمة. أجنحة لا يمكنها صناعة كرات عرضية خطيرة ولا حتى المراوغة، وفي وقت يجب أن تكون بمثابة الدفع الكبير لتغيير الأمور في المقدمة، كانت عاهة على الأرجنتين أمام كرواتيا وأشبه بكارثة.
ماسكيرانو انتهى منذ مونديال 2014، ولا يمكن الاعتماد عليه اليوم أبداً، فهو لاعب عادي يرتكب أخطاء كثيرةً وتمريراته لم تعد كالسابق، والمُلفت أنه أخطأ في ثلاث كرات خلال المباراة الأخيرة بطريقة غريبة وكأنه يلعب كرة القدم لأول مرة في حياته.
أما سامباولي فله حصة "الأسد" في الانتقادات، مُدرب مهزوز لا يملك الحلول التكتيكية التي تُعين منتخباً بحجم الأرجنتين، تبديلات غريبة جداً ومتأخرة، فكيف لمدرب يحتاج للفوز أن يُخرج أغويرو ويُدخل مكانه إيغوايين، بدلاً من أن يلعب بالثنائي الهجومي من أجل فتح الثغرات ورفع الضغط وفتح المساحات أمام ليونيل ميسي.
كيف لمدرب يعلم جيداً أن كرواتيا تملك أفضل خط وسط في المونديال والعالم، أن يقرر فجأةً إفراغ خط وسط وإدخال أجنحة بنزعة هجومية وينسى أنه لم يعد يملك لاعبي خط وسط يدافعون فسُجل في مرماه هدفان بطريقة فاضحة بسبب عدم تواجد لاعبين في الوسط قادرين على العودة للدفاع.
لا أحد أكبر من الأرجنتين
لا يمكن تحميل المسؤولية للمدرب فقط وإن كان يتحمل الجزء الأكبر، وذلك لأن ميسي واللاعبين لم يظهروا بتلك الروح القتالية التي تجعلهم يقاتلون على كل كرة من أجل الفوز، وباختصار "لا أحد أكبر من الأرجنتين، ولا أحد أفضل من مارادونا".
قميص الأرجنتين يحتاج للاعبين يملكون الولاء له ويقاتلون من أجله فقط، بينما ميسي الذي غاب لمدة 180 دقيقة في المونديال حتى الآن دون أي يقدم أي شيء، لم يحمل المنتخب على كتفيه مثل 2014، بل كان الحاضر الغائب على أرض الملعب. وهنا تجدر الإشارة إلى أن مارادونا حمل المنتخب وحقق له كل شيء وصنع التاريخ لوحده، وسيبقى اليوم وغداً وإلى الأبد الأفضل للأرجنتين.