فرنسا: تقلص الفوارق بين المرشحين الأربعة الأوائل للرئاسة

فرنسا: تقلص الفوارق بين المرشحين الأربعة الأوائل للرئاسة

14 ابريل 2017
ميلانشون عزّز شعبيته المتصاعدة (لوا فينونس/فرانس برس)
+ الخط -

أظهر استطلاع للرأي، نشرت نتائجه اليوم الجمعة صحيفة "لوموند"، وأنجزته مؤسسة "إيبسوس سوبرا"، أن الفروق تضاءلت، بشكل كبير، بين المرشحين الأربعة الأوائل للانتخابات الرئاسية الفرنسية، قبل تسعة أيام من الدورة الأولى التي تجرى الأحد 23 أبريل/ نيسان.

وتعكس نتائج هذا الاستطلاع "الطابع الاستثنائي وغير المسبوق" لهذه الانتخابات، إذ إنها المرة الأولى في تاريخ الانتخابات الرئاسية التي يمتلك فيها أربعة مرشحين حظوظاً متوازنة للتأهل إلى الدورة الثانية من الرئاسيات، ويتعلّق الأمر بمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، والمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، ومرشح اليسار الراديكالي جان لون ميلانشون، والمرشح اليميني المحافظ فرانسوا فيون.

ومع احتساب هامش خطأ بنسبة 2,7 في المائة، ومع نسبة تقل أو تزيد عن 20 في المائة للمرشحين الأربعة، بات من الصعب الآن تحديد المرشحيْن الاثنين الأوفر حظاً للمرور إلى الدور الثاني.

ومنذ بداية شهر ينايركانون الثاني الماضي، كان لوبان وماكرون المرشحين الأوفر حظاً، حسب استطلاعات الرأي المختلفة، وكانا يتجاوزان المرشح الثالث بنحو سبع نقاط، وينفردان بمقدمة السباق، وهذا ما دفع بعض المحللين إلى اعتبار معركة الدورة الأولى شبه محسومة سلفاً، غير أنه، ابتداء من شهر مارسآذار الماضي، بدأ ماكرون ولوبان يفقدان النقاط في الاستطلاعات.


واستقرت مرشحة اليمين المتطرف في الاستطلاع الأخير في المرتبة الأولى، بنسبة 22 في المائة، متراجعة بخمس نقاط بالمقارنة مع استطلاع "ايبسوس" في منتصف الشهر الماضي. 

وفقدت لوبان الكثير من الأصوات في غالبية شرائح الناخبين، وحتى في صفوف الذين يعتبرون أنفسهم متعاطفين مع أفكار اليمين المتطرف.

ويعاني ماكرون من التراجع نفسه، إذ يمنحه الاستطلاع الأخير نسبة 22 في المائة في المرتبة الأولى مع لوبان، إذ فقد ست نقاط بالمقارنة مع آخر استطلاع أنجز في منتصف الشهر الماضي. 

وأشار الاستطلاع إلى أن ماكرون فقدَ الكثير من الأصوات، خاصة في أوساط الشباب الذين تستميلهم دعوة ماكرون إلى تجديد النخبة السياسية وتجاوز الأجهزة الحزبية التقليدية. 

ويخشى فريق ماكرون الانتخابي من هشاشة "خزانهم الانتخابي" وتردّده في اليومين الأخيرين قبل الاقتراع. 

في المقابل، يعزّز مرشح اليسار الراديكالي ميلانشون من شعبيته المتصاعدة حسب الاستطلاع، ويبرهن أنه الرابح الأكبر في هذه الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية

وحصل ميلانشون على نسبة 20 في المائة بفارق نقطتين فقط عن ثنائي مقدمة السباق لوبان وماكرون. 

ويبيّن الاستطلاع أن شعبية المرشح الراديكالي شهدت ارتفاعاً صاروخياً في أوساط شريحة الشباب، كما أنه حقق اختراقاً في أوساط الناخبين الاشتراكيين الذين صوّتوا في الانتخابات السابقة على الرئيس الحالي فرانسوا هولاند.

أما مرشح اليمين المحافظ فرانسوا فيون فما يزال ضحية تدهور شعبيته بسبب مشاكله مع القضاء، واتهامه بالاختلاس واستغلال النفوذ في قضية التوظيف الوهمي لزوجته وأبنائه. 

ومنحه الاستطلاع الأخير نسبة 19 في المائة، ويكون بذلك قد ترسّخ موقعه في المرتبة الرابعة بعد أن تجاوزه ميلانشون وأخذ محلّه في المرتبة الثالثة.  

وأظهر الاستطلاع أيضاً ارتفاع نسبة المترددين الذين ينوون مقاطعة الاقتراع إلى نحو ثلث عدد الناخبين، وهي نسبة قياسية لانتخابات رئاسية تنجح عادة في تعبئة نحو 80% من الفرنسيين، والذين سيكون هم الحكم الفيصل بين المتنافسين الأربعة، بعد أن باتوا يمتلكون مفاتيح الاقتراع الرئيسي أكثر من أي وقت مضى، إذ هناك 47 مليون فرنسي مسجل في اللوائح الانتخابية، وبين كل خمسة ناخبين هناك اثنان ما يزالان، حسب استطلاعات الرأي والتحقيقات، يترددان في اختيار مرشحهما، أي ما يعادل 18 مليون ناخب، وهو رقم هائل سيحسم بقوة في كفتي الميزان يوم الاقتراع، خاصة في ظل التقلّص الكبير للفوارق بين المرشحين الأربعة الأوائل.