فرحة الإيرانيات بمتابعة المباريات في الملعب تجاوزت مغادرة المونديال

فرحة الإيرانيات بمتابعة المباريات في الملعب تجاوزت مغادرة المونديال

26 يونيو 2018
إيرانيات في ملاعب كرة القدم لأول مرة (فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -
فاقت فرحة وجود النساء الإيرانيات في استاد أزادي بطهران لمتابعة مباراة منتخب بلادهن ضد البرتغال، شعور الخيبة جراء عدم التأهل إلى الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس العالم في كرة القدم المقامة في روسيا.

وخاض المنتخب الإيراني، مساء الاثنين، مباراة قوية ضد البرتغال، انتهت بالتعادل بهدف لكل منهما رغم فرصة إيرانية للفوز في الثواني الأخيرة، ولم تسمح النتيجة للفريق بانتزاع إحدى بطاقتي التأهل للدور المقبل عن المجموعة الثانية، وتأهلت البرتغال وإسبانيا إلى الدور الثاني، بعدما تعادلت الأولى مع إيران (1 ـ 1) والثانية مع المغرب بهدفين لكل منهما.
وتفوقت فرحة الإيرانيات بدخول ملعب كرة قدم في طهران، في خطوة نادرة، على خيبة الخروج من المنافسة. وقالت أريزو، وهي إيرانية في الثلاثينيات من عمرها: "عندما شعرت بحرارة الحشود في الملعب، اعتقدت أني أريد الاحتفاظ بهذه اللحظة كواحدة من اللحظات الأفضل في حياتي".

وشأن العديد من السيدات الإيرانيات اللواتي حضرن المباراة في ملعب "أزادي"، كانت أريزو تشاهد مباراة في كرة القدم في بلادها للمرة الأولى، بعد سماح السلطات المحلية بذلك بصورة استثنائية.
وعاش متابعو المباراة بين البرتغالي كريستيانو رونالدو وزملائه من جهة، والمنتخب الإيراني، الأجواء وكأنهم في ملعب مدينة سارانسك الروسية، على رغم أنهم تابعوها عبر شاشة عملاقة وعلى بعد آلاف الكيلومترات.
وقالت رانا، التي تعمل كمضيفة طيران: "هذه المرة الأولى في حياتي التي أذهب فيها إلى ملعب (لكرة القدم). كنت أتطلع إلى ذلك، وأنا سعيدة للغاية".




وعلى رغم سعته التي تصل إلى 100 ألف متفرج، فإن ملعب "أزادي" (الكلمة تعني الحرية باللغة الفارسية)، امتلأ بنسبة الثلث، وطغت على المشجعين من رجال ونساء وأولاد ألوان العلم الإيراني (الأبيض والأخضر والأحمر)، وحيوا اللاعبين لحظة ظهورهم على الشاشة، في وقت ظللت فيه الاستاد صور للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، ولمؤسسها آية الله الخميني.
وطغى عنصر الشباب على الحضور، وكانت العديد من العائلات مصحوبة بولد أو اثنين، وفي بلد لا يسمح فيه للنساء بدخول الملاعب لرؤية الرجال يلعبون كرة القدم، يعد الحضور المختلط لمباراة إيران والبرتغال عبر الشاشة في ملعب "أزادي" أمرا استثنائيا.




ولا تزال مسألة حضور النساء للمباريات مثيرة للجدل في إيران، وبدا الأمر واضحا في الأيام الماضية في ظل تردد السلطات في السماح لهن بذلك. ففي 15 يونيو/حزيران، أجازت السلطات بداية حضور النساء إلى الملعب لمتابعة المباراة الأولى لإيران أمام المغرب، قبل أن تتراجع عن ذلك.
وفي 20 من الشهر ذاته، وافقت السلطات مجدداً، وتوجه الجمهور بالسيارات إلى محيط الملعب تمهيدا للدخول لمتابعة مباراة إسبانيا وإيران، إلا أن رجال الشرطة أقفلوا المنافذ المؤدية إلى الملعب، وسمحوا بعدها لزهاء أربعة آلاف متفرج فقط بالدخول.

المحاولة الثالثة كانت أفضل، إذ ارتفع العدد، لكن المنتخب البرتغالي عكّر المزاج بتسجيله إصابة التقدم في الدقيقة 45، عبر ريكاردو كواريسما. وفي الاستراحة الفاصلة بين الشوطين، صعدت الممثلة الشهيرة بهنوش باختياري إلى منصة مثبتة على العشب الأخضر، وتوجهت بالشكر إلى الرئيس حسن روحاني، "على هذه الأمسية الرائعة بالنسبة إلى النساء"، وأملت أن يتكرر الأمر في مناسبات أخرى.




وسبق للرئيس روحاني الذي انتخب في 2013 وأعيد انتخابه لولاية ثانية في 2017، أن أبدى رغبته مراراً بالسماح للنساء بحضور المباريات في الملاعب، إلا أن رغبته لقيت معارضة من المحافظين.

الدقائق الأخيرة من المباراة مع البرتغال كانت مثيرة. فقد أدركت إيران التعادل، وأضاعت فرصة محققة لتسجيل الفوز والعبور إلى دور الـ16 للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتها في نهائيات كأس العالم.
ورغم ذلك، رفع العديد من النساء والعديد من الأزواج شارات النصر. وأملت آرزو، وهي طبيبة نفسية، أن "يشكل ذلك بداية لثقافة جديدة، تستطيع فيها النساء الذهاب إلى ملاعب كرة القدم في إيران لحضور المباريات".

وأياً تكن النتيجة، وكما حصل في المباراتين السابقتين، نزل الآلاف من الإيرانيين إلى الشارع في مسيرات سيارة وراجلة، وأطلقوا العنان لأبواق سياراتهم ورقصوا، كما حصل على الطريق السريع غرب العاصمة، حيث أطلق البعض أيضاً شعارات مناهضة للسلطة.

(فرانس برس)

المساهمون