عناوين كثيرة بإمكاننا إطلاقها على مباراة نصف نهائي دوري الأبطال بين موناكو الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي. قد يكون أبرزها - بسبب الأرقام - مباراة الهجوم ضد الدفاع، لأن موناكو يمتلك ماكينة تهديفية، إن صح التعبير، ويوفنتوس لم يتلقَّ أكثر من هدفين هذا الموسم في دوري الأبطال، ولأن مباراة العودة أمام برشلونة ما زالت تلقي بظلالها على أجواء البطولة.
لكن ما لا يعرفه جيداً خصوصاً من لا يتابع الدوري الإيطالي عن كثب، أن لقب "فريق دفاعي" هو ليس اللقب الأنسب لليوفي الآن. وبين الفرق الأربعة الواصلة إلى المربع الذهبي، يوفنتوس هو الفريق الأكثر اكتمالاً تقريباً.
صحيح أن مباراة العودة أمام برشلونة لا يمكن إلا أن يطلق عليها مباراة دفاعية بحتة، لكن ذلك بسبب الأهداف الثلاثة التي سجّلها لاعبو يوفنتوس في تورينو، الرقم الذي لا يسجّله عادة "فريق دفاعي" فقط، وأمام أقوى وأخطر وأصعب خط هجوم في العالم!
ماسيميليانو أليغري، الذي أثبت حتى اللحظة أنه يعتمد أسلوب "الغاية تبرّر الوسيلة" منذ بداية هذا الموسم، سيدخل مباراة موناكو التي ستلعب أولى أجزائها في الإمارة الفرنسية، سيدخلها بعقلية الفوز، وليس الدفاع، فالجميع يعلم أن تحقيق هدف واحد خارج الديار هو بمثابة 50% من فرصة التأهل للدور النهائي. ومع وجود خط دفاع مرعب، ليس عليه أن يقلق من تلقّي الأهداف، عليه التركيز فقط على نجوم خط وسطه وهجومه، للتمكّن من ضمان التأهل للمباراة النهائية من موناكو.
وسيدخل البرتغالي ليوناردو جارديم من جهته، المباراة بعقلية إثبات أن موناكو لم يصل إلى هذه المرحلة بالصدفة، وإن متابع كرة القدم والدوري الفرنسي تحديداً، يعرف أن هذا الفريق قد تم بناؤه ليصل ويحقّق ما وصل إليه الآن. منذ أيام كلاوديو رانييري، ومع فترات الصعود والهبوط المادي والمعنوي للفريق الذي اضطره لبيع أهم وأفضل نجومه ومن ثم استعادة بعضهم، ومع تركيز الإدارة على المواهب الشابة والصغيرة، ها نحن نجد موناكو بين فرق المربع الذهبي الأربعة الذين سيتنافسون على لقب "زعيم" أوروبا كروياً.
المباراة بين متصدّر الدوري الفرنسي ومتصدّر الدوري الإيطالي، كثيرون من أهل الاختصاص يعطونها نسبة 50% للطرفين، أي أنها ستكون مباراة مفتوحة قابلة للتوقعات. هي مباراة بين فريق وصل لنهائي دوري الأبطال ثماني مرات حقّق فيها اللقب مرتين ويتعطّش كثيراً للفوز مجدداً بكأس ذات الأذنين، وبين فريق وصل للمباراة النهائية مرة واحدة في تاريخه وغاب بعدها عن مربّع الكبار فيها ليعود بفريق مليء بالآمال والمعطيات و"الثقة" بتحقيق المفاجأة.
بإمكاننا القول إن موناكو سيدخل هذه المباراة من دون أن يكون لديه ما يخسره، على عكس يوفنتوس، الذي يصف تشكيلته هذه البعض بتشكيلة "خمس نجوم"، والذي على الرغم من توقّع نسبة فوز 50% لكلا الفريقين، إلا أنه منذ سحبت قرعة نصف نهائي دوري الأبطال، يتحدّث ويتوقّع كثيرون، أن يكون نهائي كارديف عبارة عن مواجهة تقليدية جديدة، بين يوفنتوس وريال مدريد.
لمتابعة الكاتبة.. https://twitter.com/ShifaaMrad