فتيات "نينجا" في إيران

فتيات "نينجا" في إيران

24 أكتوبر 2015
خلال أحد التدريبات (العربي الجديد)
+ الخط -

تراهنّ يتحرّكن برشاقة. يقفزن وهن ملثّمات مرتديات زياً أسود. يمسكن أسلحة خفيفة كالمخالب وغيرها، ويحركنها كما لو أنهن يتدربن منذ نعومة أظافرهن على استخدامها. هؤلاء فتيات النينجا في إيران. في بعض الأحيان، يتدربن في أماكن مفتوحة كالحدائق العامة أو المناطق الجبلية القريبة من العاصمة، بالإضافة إلى النوادي.

لطالما كان مقاتلو النينجا ذكوراً يحمون القرى من المهاجمين والسارقين، علماً أن المهن والفنون القتالية والعسكرية ارتبطت غالباً بالرجال. لكن الفتيات استطعن أن يصبحن جزءاً من هذا الفن، وقد استُعين بهنّ كجاسوسات أو عميلات ولاحقاً كمقاتلات حقيقيات.
مع الوقت، تطوّر فن النينجا، وصار جزءاً من الرياضات والفنون القتالية. ولا تعتبر الإيرانيات النينجا فناً عنيفاً يجب أن يظل محصوراً بالذكور. على العكس، يرين أنهن قادرات على تعلم المهارات والحركات القتالية.

ميترا قاضي مرادي (22 عاماً)، لم تعد متدربة فقط في صفوف فتيات النينجا. على الرغم من صغر سنها، استطاعت خلال سنوات قليلة تطوير مهاراتها، لتصبح مدربة للفتيات في إيران. كانت قد حصلت على شهادة بكالوريوس في هندسة الفيزياء، وقد بدأت التحضير لشهادة الماجيستير. أمرٌ لا يؤثّر على هواياتها. فقد أحبت الجمباز والسباحة منذ صغر سنها، ولطالما انجذبت للفنون القتالية، إلى أن تعرفت على فن النينجا بالصدفة من خلال إحدى صديقاتها. ذهبت وإياها إلى أحد النوادي، لتبدأ بالتدريبات حتى أتقنت هذا الفن. تضيف لـ "العربي الجديد" أن والديها لم يعترضا على الأمر، على الرغم من استغراب كثيرين الأمر.
ترى مرادي أن "الفنون القتالية تعد أمراً مهماً للنساء"، مشيرة إلى "ضرورة تعلم تقنيات الدفاع عن النفس على الأقل. هذا يمنح أي امرأة الثقة بالنفس". تضيف أنها رياضة قاسية تعتمد على حركات بهلوانية وتدريبات جماعية في الغالب، ما جعلها تتعرّف إلى كثيرات مثلها.

كثيرات أحببن فن النينجا كونه غريباً ويعلمنهن تقنيات الدفاع عن النفس. هذا ما تقوله زهرا خدايي (23 عاماً) أيضاً، وهي إحدى فتيات النينجا. توضح أن هذا الفنّ علّمها الصبر والتركيز، ومنحها الثقة بالنفس، وشعوراً بالتميز، لافتة إلى أن "هذه رياضة مختلفة". كانت قد تعرّفت بالصدفة إلى فتيات النينجا قبل أعوام، وطلبت من والديها اللذين يملكان نادياً رياضياً الاستعانة بمدربة نينجا. من هنا كانت البداية، قبل أن تحترف هذا الفن.
تقول خدايي إن "هذه الرياضة لم تنتشر في المجتمع بعد. ما زال كثيرون لا يعلمون بوجود فتيات النينجا في إيران أصلاً"، لافتة إلى أنه يتوجب على المسؤولين دعم هذه الرياضة ونواديها.

اقرأ أيضاً: نساء إيران ضحايا الرشق بالحمض

صحيح أن النينجا يعدّ فناً قتالياً سرياً يعتمد على التخفي، حتى أنه يدرس في نواد خاصة من دون رعاية أو إشراف حكومي في عدد من البلدان، إلا أن الشروع بأي دورات تدريبية في إيران يحتاج إلى ترخيص رسمي وقانوني، ما دفع وزارة الشباب والرياضة إلى تسجيلها، بحسب مؤسّس فن النينجا في البلاد أكبر فرجي. الأخير، وهو مدرّب كونغ فو، كان قد تعرّف على النينجا في اليابان خلال ثمانينيات القرن الماضي. وبعد سنوات من التدريب، قرر إطلاق هذا الفن القتالي إلى إيران، وكانت هذه إحدى أصعب مهامه. يضيف أنه كان عليه تسجيل هذا الفن رسمياً على الرغم من كونها رياضة حرة. إلا أنه نجح في تحقيق غايته، وما زال حتى اليوم يزور اليابان بين الحين والآخر، ويتدرّب على أحدث تقنيات فن النينجا، ويحملها معه إلى إيران.

ويوضح فرجي أن المشكلة كانت في تدريب الفتيات. كان قد حصل على ترخيص لتدريب الشبان منذ عام 2001 حتى أنه كان يدرّب بعض الفتيات سراً إما في الحدائق أو في نوادٍ خاصة، إلى أن حصل عام 2002 على ترخيص لتدريب الفتيات أيضاً.
في البداية، لم يعرف كيفية إيصال هذه التقنيات للفتيات. ففي إيران، لا يجب أن يكون هناك أي تماس جسدي مع المدرب. وفي هذه الحالة، يفضّل أن تكون الدورات التدريبية لهذا النوع من الرياضات تحت إشراف مدربة. بعدها، قرر تدريب زوجته، أو تقديم عروض أمام مدربات للتعرف على أحدث تقنيات النينجا. بهذه الطريقة، أسس فن النينجا للنساء، وصار في إيران اليوم نحو 260 مدربة. كما يوجد في إيران اليوم نحو 9000 مقاتل نينجا و4000 مقاتلة، بحسب فرجي. هؤلاء تعلّموا هذا الفن لأنهم أحبوه.

اقرأ أيضاً: إيرانيات يلجأن إلى الصناعات اليدويّة

المساهمون