فتحي غانم... تلك الأيام

فتحي غانم... تلك الأيام

25 فبراير 2020
ظلّ غانم مأخوذاً بثورة 1952 (فيسبوك)
+ الخط -
برز فتحي غانم على الساحة الأدبية بوصفه روائياً مميزاً يقدر النقاد كتاباته، وإن كانت حياته الوظيفية وتطلعاته الشخصية قد وضعته في خانة السلطة الضيقة. بعد رحيله في 24 فبراير/ شباط 1999، كتبت صافيناز كاظم: "لو أخلص فتحي غانم لمهمته الروائية، كما فعل نجيب محفوظ، لكان وفر على نفسه الكثير من وخز الضمير الذي أوقعه فيه استسلامه لإغراء المناصب العليا في الصحافة بعد التأميم، ومن ثم غواية الاستقطاب السياسي. تلك الرمال المتحركة التي أغرقت الكثير من جيله الذي بدأ شباباً طازجاً واثباً نحو مصالح الوطن، وانتهى شائخاً مكبوتاً بالتنازلات مراوغاً بألاعيب الممكن والمتاح".
ولد محمد فتحي غانم بالقاهرة في 1924، وتخرج في كلية الحقوق سنة 1944. عمل بعد تخرجه في مجال الصحافة، وترأس تحرير مجلة صباح الخير، وجريدة الجمهورية، ومجلة روز اليوسف، وشغل منصب رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط.
قدم فتحي غانم مجموعة مميزة من الأعمال القصصية والروائية؛ تحوّل كثير منها إلى أعمال فنية ناجحة في نظر الجمهور والنقاد. حاز غانم على وسام العلوم والآداب في عام 1991، كما حاز كذلك على جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة في عام 1994. ترأس غانم لجنة التحكيم لمهرجان السينما للرواية المصرية في عام 1990.
لا يعاني القارئ أو المشاهد طويلاً في إدراك أن صراع السلطة والبحث عن النفوذ وثورة يوليو بوصفها من أهم العوامل المشتركة في معظم تلك الأعمال. ففي رواية "الرجل الذي فقد ظله" التي أخرجها للسينما كمال الشيخ 1968، وقام ببطولة الفيلم ماجدة، كمال الشناوي، صلاح ذو الفقار؛ يتحدث غانم عن يوسف السويفي، الصحافي الانتهازي الذي يسعى إلى الارتباط بطبقة أعلى ممثلة بسعاد الأرستقراطية، على عكس صديقه "شوقي" الثوري الذي يناضل من أجل بناء عالم جديد.
وفي فيلم "حكاية تو" من إخراج يحيى العلمي 1989 وبطولة فريد شوقي، شويكار، صلاح ذو الفقار. تدور الأحداث حول رجل شرطة متقاعد يجد شاباً يطارده في كل مكان يذهب إليه، ويعرف بعد ذلك أن هذا الشاب هو ابن مسجون سياسي مات على يده بسبب التعذيب.
وفي رواية "وتلك الأيام" التي أخرجها أحمد غانم 2010، ومثلها محمود حميدة، أحمد الفيشاوي، صفية العمري؛ تدور الأحداث حول مفكر وكاتب سياسي كبير، متزوج بامرأة مبهورة بالسلطة والمال، تجمعه الظروف بضابط شرطة سابق يستعين به لكتابة كتاب جديد، وتتطور العلاقة بين الضابط وزوجة الكاتب.
أما رواية "قليل من الحب كثير من العنف" التي أخرجها للسينما رأفت الميهي 1995، ومثلتها ليلى علوي ومحمود حميدة ويونس شلبي، فتدور حول المهندس طلعت الذي يجبره والده على الزواج من فتاة فقيرة تعمل عند والده. يتمرد طلعت على والده فيطلق فاطمة، ويتعرف على ابن سياسي كبير ويقرر الزواج من شقيقته ليحقق النفوذ والسلطة والمال.
وكذلك فيلم "وزير في الجبس"، وهو من إخراج كريم ضياء الدين (1993)، وبطولة صلاح ذو الفقار، فايزة كمال، حسين الشربيني. يدور حول أستاذ أكاديمي يطمح في أن يكون وزيراً، ويحاول أن يحقق طموحه لينسى حياته الفقيرة في حي شعبي وما فيها من انكسارات.
أما أبرز الأعمال الدرامية التلفزيونية المأخوذة عن أعمال فتحي غانم؛ فتتصدرها رواية "زينب والعرش" التي أخرجها للتلفزيون يحيى العلمي 1980، من بطولة سهير رمزي، حسن يوسف، كمال الشناوي، محمود مرسي. وفيها تتزوج الفتاة زينب من شخص بخيل يعاملها بوحشية، وحين تحاول الخلاص منه تقع فريسة لرئيس تحرير فاسد. وتصور الرواية صراعاً كبيراً بين الجيل القديم الذي أدار المؤسسة قبل ثورة يوليو والجيل القادم مع الثورة.

وهناك مسلسل "الجبل" الذي تدور أحداثه حول فتحي غنيم، مفتش التحقيقات بوزارة المعارف الذي يسافر إلى الأقصر ليحقق في الشكوى المقدمة من أحد الفلاحين المقيمين في الجبل بقرية الجرنة عن بعض المخالفات المالية؛ فيكتشف أن هناك صراعاً حول استخراج الآثار والاتجار فيها. المسلسل أخرجه إبراهيم الشوادي 2006، وقام ببطولته كمال أبو رية، محمد رياض، وشيرين.
بينما تدور أحداث مسلسل "بنت من شبرا" في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي حول علاقة الجاليات اليونانية والإيطالية بالشعب المصري من خلال الشخصية الرئيسية والتي ولدت من أب مصري وأم يونانية لكنها تنشأ على مبادئ أوروبية رافضة للتقاليد المصرية. المسلسل من إخراج جمال عبد الحميد 2004، وبطولة: ليلى علوي، طارق لطفي، وعزت أبو عوف.

المساهمون