Skip to main content
فايا يونان تهاجم أهالي دمشق: عذر أقبح من ذنب
عمر بقبوق
فايا يونان (فيسبوك)
تفرض النجومية على الفنانين ضريبة معينة. فهم مقيدون في كل زمان ومكان، ويجدون أنفسهم في الكثير من الأحيان مجبرين على استيعاب معجبيهم ومجاملتهم وملاطفتهم والتحدث معهم والتقاط صور السيلفي برفقتهم؛ إلا أن بعض الفنانين لا يتمتعون بالمرونة الكافية للتعامل مع هوس معجبيهم، فيبقون تحت سيطرة مزاجيتهم، التي تضعهم غالباً في موضع النقد والسخرية. وهذا هو بالضبط ما حدث مع فايا يونان، التي تحولت في غضون أيام إلى نجمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
فقبل أسبوع، أحيت المغنية السورية فايا يونان حفلاً فنياً في قلعة دمشق الأثرية؛ وتصرفت في الحفل بشكل غير لائق، حيث رفضت أن تتصور مع أحد معجبيها على طريقة السيلفي، بعد أن تمكن من اعتلاء خشبة المسرح والإفلات من أيدي رجال الأمن المحيطين بالخشبة. وأثر امتناعها عن التقاط الصورة حمل أحد رجال الآمن المعجب وشتمه بشكل مستفز، وترافق ذلك مع ضحكة فايا المستفزة لما حصل، وهذا ما وثقته كاميرات الجمهور، الذين سارعوا إلى تحميل الفيديو عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح بعد ساعات هاشتاغ "# هلأ كلن بيجوا "من أكثر الهاشتاغات المتداولة في المنطقة.
ودار جدل واسع في العالم الأزرق حول تصرف فايا يونان، فالبعض غضب ورفض فعلها، مما اضطر يونان للرد والاعتذار من خلال حسابها الرسمي على موقع فيسبوك، إثر النقمة والاستفزاز؛ واعتبرت يونان أن الفيديو المنتشر هو فيديو كيدي، يظهر شخصيتها بطريقة مدروسة، ويهدف لزرع الحقد والكراهية بين محبيها، وأن ما فعلته ليس إلا "غنجاً طفولياً"، هدفه إرسال رسالة بأن الصور على المسرح هو أمر مرفوض تماماً بالنسبة لها؛ وأدعت أيضاً بأن من قاموا بنشر الفيديو هم المغرضون وأعداء النجاح، فهم من قاموا بتسريب الفيديو، وتقصدوا بطريقة تغطية الحفل، إظهار يونان بأسوأ صورة ممكنة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث عادت يونان لاستفزاز الجمهور من جديد، بعد أن ردت على التعليقات الساخرة التي طاولتها على السوشيال ميديا، من خلال تحقير الجمهور الدمشقي، واستثمار الصراع الطائفي والسياسي بين أبناء دمشق وأبناء اللاذقية، حيث صرحت بحفلتها في اللاذقية بأن أبناء الشام يعملون على إلغاء وتعطيل حفلتها في اللاذقية، وكذلك صرحت بأن الجمهور قد يقف بسبب السيلفي، إلا أنها سوف تتجاوز ذلك، وسوف تغني في اللاذقية، وافتتحت حفلتها بالنشيد "العربي السوري"، لتحاول من خلال ذلك أن تتنصل من أزمتها؛ فحمل ذلك الموقف أبعاداً سياسية وطائفية لم تكن موجودة في اللحظات الأولى، لتصبح الهجمات على فيديو فايا بين مؤيدين ومعارضين للنظام. ولذلك بحثت عن طريق أو منبر آخر، وهو تلفزيون الجديد، لتوضح وجهة نظرها في محاولة منها لاسترداد ما خسرته من جمهورها، ولتناقض تصريحاتها السابقة، حيث صرحت بأنها أحست منذ اللحظة الأولى أنها لم تعبر عن موقفها بشكل صحيح، ولم توضح للجمهور ما عنت، ويبدو أن الكلمات خانتها، ففهمها الجمهور بشكل خاطئ، فهي ليست ضد السيلفي بالمطلق، كما تدعي، ولكن قبولها للصورة الأولى، سيجعل من الصعب عليها رفض التقاط صورة أخرى! فما حصل في حفل اللاذقية مجرد رد فعل غاضب، لما شهدته من منشورات ساخرة منها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فبدا واضحاً بعد لقائها التلفزيوني، أنها عاجزة عن حفظ ماء وجهها، وأن موجة السخرية لن تنتهي بسهولة.