فاوتشي يحذّر من "مشكلة خطيرة" مع تفشّي كورونا في أميركا

27 يونيو 2020
يثير الفيروس موجة من القلق في الولايات المتحدة(ستيفاني كيث/Getty)
+ الخط -
حذّر كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنطونيو فاوتشي، من أنّ بلاده تواجه "مشكلة خطيرة" في ظلّ انتشار جديد لفيروس كورونا، الذي كبح استئناف النشاط في اثنتين من أكبر ولايات البلاد. وأغلقت ولايتا تكساس وفلوريدا الحانات، وأعادتا فرض قيود أخرى الجمعة، مع زيادة قياسية في عدد الإصابات اليومية في 16 ولاية، معظمها في الجنوب والغرب. واستمرّ انتشار المرض في أميركا اللاتينية، حيث سجّلت البرازيل 1140 وفاة جديدة، وشدّدت الأرجنتين إجراءات إغلاق العاصمة بوينس آيرس. 

في أوروبا، يدور نقاش حول خطط إعادة فتح حدود الاتحاد جزئياً، بينما يشكّك المسؤولون في البيانات المتعلّقة بانتشار المرض، لا سيما في الصين، حيث ظهر كوفيد-19 للمرة الأولى نهاية العام الماضي. وتواصل دول غربية عدة الضغط باتجاه تخفيف القيود على الحياة اليومية، على الرغم من تحذيرات مسؤولي القطاع الصحي من التسرّع الذي قد يؤدي إلى مزيد من الوفيات، على حدّ قولهم.
وقال فاوتشي، في أول إيجاز صحافي منذ شهرين، لفريق عمل مكافحة فيروس كورونا في البيت الأبيض، "نواجه مشكلة خطيرة في بعض المناطق". وأضاف أنّ "الطريقة الوحيدة التي سننهي فيها الوباء، هي أن نقوم بذلك معاً". وتسجّل أكثر من ثلاثين ألف إصابة بالفيروس يومياً في الولايات المتحدة. وقد بلغ عدد الوفيات 125 ألفاً، في أكبر حصيلة مؤكّدة في العالم. وكانت تكساس بين الولايات الأكثر اندفاعاً في تخفيف القيود. لكن استراتيجيتها جاءت بنتائج عكسية، إذ باتت ثاني ولاية في عدد السكان في البلاد، التي تسجّل أعداداً قياسية يومية من الإصابات الجديدة. وقال حاكم تكساس، غريغ أبوت: "من الواضح أنّ الارتفاع في الإصابات، ناجم عن بعض أنواع النشاطات، بينها التجمّعات في الحانات".

جدل حول فتح الحدود 
قال دبلوماسيون أوروبيون إنّهم يعتزمون استبعاد السفر من الولايات المتحدة إلى القارة، عندما يعاد فتح الحدود الخارجية للتكتل في الأول من يوليو/تموز. وجرت نقاشات بين ممثلي دول الاتحاد الأوروبي بشأن وضع معايير. وأوضحت مصادر لوكالة "فرانس برس"، أنّ اجتماعاً انتهى، الجمعة، بوضع لائحة مؤقتة، تضمّ حوالى 18 دولة يسمح بالسفر منها إلى أوروبا. ويبدو الاتفاق على "ممرّات سفر" صعباً، مع خضوع العديد من دول العالم لحجر صحي، بدرجات متفاوتة، وفي مراحل مختلفة من تفشي الوباء. وقالت بريطانيا إنها سترفع قرار فرض الحجر الصحي لأسبوعين على القادمين، وعن الزوار الذين يأتون من دول "متدنية المخاطر"، وذلك بعد ضغوط من شركات الطيران.


وانتقدت السويد منظمة الصحة العالمية لإدراجها بين الدول العالية المخاطر. وتصدّر عناوين الصحف في السويد ارتفاع عدد الوفيات، بعد أن اختارت السلطات الامتناع عن فرض إجراءات عزل صارمة. وقال عالم الأوبئة السويدي أندرس تيغنيل "لدينا زيادة في الإصابات لأننا بدأنا في إجراء عدد أكبر بكثير من قبل، من الفحوص، الأسبوع الماضي".

جهود لجمع تبرعات 
دعت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إلى تقديم تبرّعات إضافية بقيمة 27,9 مليار دولار، للإسراع في تطوير وإنتاج معدّات الفحص واللقاحات والعلاجات الأخرى، في إطار خطتها العاجلة لجمع موارد دولية. وقالت المنظمة العالمية إنّ وعوداً قطعت لتقديم 3,4 مليارات دولار بالفعل، قبل تجمّع كبير لجمع التبرعات في بروكسل تنظّمه المفوضية الأوروبية، السبت، ويشمل عروضاً لمشاهير بينهم شاكيرا وجاستن بيبر.
وتوفي أكثر من 490 ألف شخص في جميع أنحاء العالم بسبب الفيروس، بينما يتوقع أن يصل عدد الإصابات إلى عشرة ملايين الأسبوع المقبل، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
وفي الهند تجاوز عدد الإصابات الـ500 ألف، السبت، بعد قفزة يومية قياسية بلغت 18 ألفاً و500. ولا يتوقع الخبراء أن يبلغ الوباء الذروة قبل أسابيع، ويقدّرون أن عدد الإصابات سيتجاوز المليون، قبل نهاية يوليو/تموز. وتمّ تسجيل الجزء الأكبر من الأرقام في أميركا اللاتينية، حيث ارتفع عدد الوفيات في البرازيل إلى 55 ألفاً، وعدد الإصابات إلى أكثر من 1,2 مليون. وفي الأرجنتين المجاورة، أعلن الرئيس ألبرتو فرنانديز تشديد إجراءات الإغلاق في العاصمة مع ارتفاع عدد الإصابات. وقال إنّ "الناس لا يمكنهم مغادرة منازلهم إلا لشراء متطلباتهم للحياة اليومية".
أمّا في البيرو، فقد قررت السلطات إخراج العاصمة ليما، ومناطق أخرى، من إجراءات العزل. ونصّ مرسوم رئاسي على إبقاء إجراءات العزل في سبع من مناطق البلاد الـ25، تضم نحو سبعة ملايين من سكان البلاد، البالغ عددهم 33 مليون نسمة. ولا يسمح بالتنقل في هذه المناطق سوى للحصول على "خدمات وسلع أساسية". ولم تعد العاصمة ليما، بسكانها البالغ عددهم عشرة ملايين، تخضع للحجر، ويمكن للذين تبلغ أعمارهم بين 18 و65 عاماً التنقل بحرية فيها، إذ أصبح الوباء في مرحلة "تراجع" حسب السلطات. وبسبب إجراءات الإغلاق، أدى الوباء إلى شلّ الاقتصادات، وبدأت تظهر إشارات الضرر. ففي جنوب شرق آسيا، قال قادة رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تضم عشر دول، إنّ الوباء تسبّب بانكماش اقتصاد المنطقة للمرة الأولى منذ 22 عاما. وقال رئيس الوزراء الفيتنامي، نغوين تشوان فوك، إنّ الوباء "جرف نجاحات السنوات الأخيرة (...) ويهدّد حياة الملايين من الناس".

(فرانس برس)