Skip to main content
فاروق لمبز.. لامتناهيات الحرف العربي
فوزي باكير
مقطع من "كلموا الناس على قدر عقولهم"

في معرضه "جنة عدن 4"، الذي افتتح أول أمس السبت في "غاليري نبض" في عمّان، يقترح التشكيلي الأردني فاروق لمبز (1942)، مجموعةً من أعماله الحروفية الجديدة، مواصلاً سعيه إلى ابتكار تشكيلات بصرية تعتمد على نصوص مُخطّطة جاهزة؛ يعمل هو على جمعها وتركيبها ثمّ إضفاء اللون عليها.

وفي حديثه لـ"العربي الجديد" حول معرضه، يقول الفنان: "لا أعتقد بوجود اختلاف كبير بين أعمالي السابقة والحالية، فالتقنية التي أستعملها بكبس الحرف يدوياً على الورق وبعدة طبقات تعطي أبعاداً مختلفة وعمقاً للوحة بشكلٍ تلقائيّ".

يُلاحَظ في أعمال لمبز الترابط بين شكل النص ونوع الخطّ المستخدم، ومحتوى النص نفسه ومعناه؛ فمعظم الأعمال التي يقدّمها الفنان، تعتمد على خطّ الثلث الذي يمتاز بمرونته وسلاسة تركيباته، إلى جانب تميُّزه بأطرافه الحادّة.

من جهة أخرى، ورُغم السمة التقليدية في أعمال لمبز أحياناً، فإنّ الحرف العربي، كما يرى، يوفّر مساحة واسعة للتعبير عن الهوية العربية في سياقٍ فنيّ مُعاصر، ليس بوصفه تراثاً فحسب، وإنّما بوصفه لغة بصرية تتميّز باستمرارية حركتها وتطوّرها وانفتاحها الدائم على عناصر التجديد، يقول:

"إنّ التراث الفني العربي والإسلامي يعتبر من أغنى الموارد التي يعتمدها الكثير من الفنانين كونها إحدى أهم المخزونات الذاتية لكل منهم. ولا يمكن لأي فنان أن يتجاوزها لعلاقتها الوثيقة بالبيئة والواقع الاجتماعي والعقائدي، وكونها ترفد الفنان بما يحتاجه للتعبير عن البعدين الزماني والمكاني والحركة والسكون".

ويضيف: "ما أريد تأكيده هو قدرة هذه الأحرف والخطوط على رفد أي عمل فني حديث بمفردات ذي خاصية وهوية واضحة".


ورغم اعتماد لمبز في أغلب الأحيان على آياتٍ قرآنية في لوحاته، إلّا أنه، في المقابل، يترك مساحةً حرّة يوزّع عليها الحروف لتبدو تجريديّة، مرتكزاً على الألوان والأشكال الحية التي تمنح مفرداته لغةً تشكيلية خاصة. فالحرف العربي بالنسبة إليه "هو الشكل والموضوع والحركة والتجريد المتناهي، ويمتلك قدرات تشكيلية مميزة ينفرد بها عن غيره من حروف اللغات الأخرى".