فادي سمير... المسيحي المتهم بالانتماء للإخوان

فادي سمير... المسيحي المتهم بالانتماء للإخوان

19 فبراير 2014
+ الخط -

اعتقلته قوات الشرطة المصرية في 8 يناير الماضي عندما كان يسير بصحبة مجموعة من أصدقائه بشارع طلعت حرب القريب من ميدان التحرير بوسط القاهرة، واتهمته بالانتماء لجماعة الأخوان المسلمين على الرغم من كونه مسيحي الديانة.

إنه فادي سمير، ذو الـ 19 ربيعا، الذي أُلقي القبض عليه ضمن حملة اعتقالات عشوائية في منطقة وسط القاهرة بعد تنظيم حركة "شباب 6 إبريل" مظاهرة للإفراج عن المعتقلين. لم يُطلق سراح من نادت "6 إبريل" بعودتهم إلى أسرهم، بل زاد عليهم 11 آخرين من بينهم فادي.

"لم أشارك في مظاهرة 6 إبريل، لكني فوجئت بالباعة الجائلين يحيطون بنا من كل جانب وسلمونا لنقطة شرطة التحرير"، قال فادي الذي أُطلق سراحه، أمس الثلاثاء، بعد احتجاز استمر أكثر من شهر تنقل خلالها بين أقسام الشرطة والسجون التي تعرض خلالها لـ"شتى أنواع التعذيب"، على حد تعبيره.

"كانت البداية عندما ضربهم الباعة الجائلون بعصي مليئة بالمسامير انغرس أحدها في كتف صديقه علي محمد قبل وصولهم لنقطة شرطة التحرير التي نقلوا منها لقسم شرطة عابدين"، كما أوضح فادي لـ"العربي الجديد".

وتابع "فقد أحد أصدقائي، كان يعاني من ارتجاج بالمخ، فقد وعيه بعد ضربه بالعصا، فاضطررت لحمله فضربني العساكر أثناء دخولي للقسم.. وضربه أحد الضباط حتى استعاد وعيه".

سلخانة عابدين!

"تحول قسم عابدين لسلخانة تعذيب؛ حيث أجبرنا الضباط على خلع ملابسنا، سمحوا لنا بارتداء ملابسنا الداخلية فقط، وأوسعونا ضربا بالعصي لأكثر من 3 ساعات ونحن معصوبو العينين وأيادينا مقيدة للخلف بطريقة وحشية"، أضاف فادي بنبرة يملؤها الحزن.

وأكمل "لم يتوقف التعذيب أثناء التحقيق الذي تعرضنا خلاله لتحرش جنسي؛ حيث أمر المحقق العساكر بالإمساك بمناطق حساسة في أجسادنا، وتم صعق حسام شاكر، عضو حركة "أولتراس ثورجي"، بالكهرباء أثناء التحقيق معه واتهمونا بالانتماء للإخوان، وعندما قلت لهم إني مسيحي، اتهمني المحقق بالانتماء لحركة "6 إبريل".

وواصل روايته "بعد انتهاء التحقيقات ألقوا بنا تحت السلم في القسم دون ملابس، لم نر المكان فكنا معصوبي العينين، وألقوا علينا الماء البارد، واستمر الحال حتى نقلنا لقسم شرطة الدرب الأحمر في الثالثة من فجر اليوم التالي".

لم يتعرض فادي وأصدقاؤه للتعذيب في قسم شرطة الدرب الأحمر الذي انتقلوا منه، يوم 23 يناير، إلى سجن طنطا العمومي خوفا من اقتحام الأقسام في ذكرى 25 يناير، حسب قوله.

وقال: "عانينا كثيرا أثناء نقلنا لسجن طنطا، فقد تكدس 40 معتقلا في سيارة الترحيلات، وأصيب عدد منا بإغماءات، خاصة أنهم تركونا 4 ساعات داخل السيارة سيئة التهوية بعد وصولنا للسجن".

ويضيف، "كانت معاناتنا الأكبر أنهم سمحوا لنا باستخدام دورة المياه في السجن ، مرة واحدة في الثامنة صباحا فقط"، أوضح فادي.

عاد المعتقلون الـ 11 إلى قسم شرطة قصر النيل، في 3 فبراير الحالي، الذي تعرضوا فيه للضرب عندما اعترضوا على اعتداء ضباط القسم على أحد زملاءهم، كما يقول فادي.

على الرغم من إطلاق سراحه بكفالة 200 جنيه، إلا أنه لا يزال على ذمة القضية رقم 324 جنح عابدين بتهمة البلطجة وإتلاف الممتلكات العامة، أوضح فادي.

وأضاف "ضاع مستقبلي؛ فغيابي طوال هذه الفترة قد يتسبب في فصلي من "معهد الساليزيان" الذي يخصص جزءا من الدرجات على حضور المحاضرات".

درس السلطة

"تظن السلطة أن تنكيلها بالشباب سيخيفهم، لكن ما لا تعلمه أن كراهيتنا لهم تضاعفت بعد التعذيب والانتهاكات التي تعرضنا لها خلال اعتقالنا"، أكد فادي.

وهنا التقط والده طرف الحديث ليقول: "شاركنا في مظاهرات 30 يونيو، وفوضنا السيسي لمحاربة الإرهاب وليس لاعتقال أولادنا وتعذيبهم في السجون".

"ندمت على مشاركتي في 30 يونيو؛ فلم يحدث أي تغيير، لم يعتقل هذا العدد الكبير من الشباب في عهد مرسي"، تمتم الأب الذي أعرب عن أمله في إغلاق صفحة القضية التي اتهم فيها ولده.