فؤاد فهد الجمل... ليس للمرء غير وطنه

فؤاد فهد الجمل... ليس للمرء غير وطنه

01 يوليو 2020
عمل في مهن عدة (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يعرف اللاجئ الفلسطيني فؤاد فهد الجمل، الذي ولد في منطقة القليلة التي تقع في جنوب لبنان، بلدته البصة (تقع في أقصى شمال غرب فلسطين، وهي ملاصقة للحدود اللبنانية جنوبي الناقورة). فقد خرج أهله منها هرباً من بطش الصهاينة ومجازرهم التي راح ضحيّتها عدد كبير من الفلسطينيين.  

ترك أهله فلسطين وكل ما يملكون باستثناء بعض الليرات. ووصلت العائلة إلى منطقة الناقورة، ومنها إلى منطقة القليلة، ثم إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان). يقول: "سكنّا في الشوادر كبقية الفلسطينيين الذين لم يجدوا مأوى، علماً أن الشوادر كانت تخنقهم بسبب ضيقها، هم الذين كانوا يملكون سهولاً". يتابع: "لم يعمل أحد من أهلي بالزراعة أو البناء. والدتي عملت في المطبخ التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الذي كان في منطقة جبل الحليب (مخيم عين الحلوة)، وكانت الأخيرة تؤمن الطعام للعائلات الفلسطينية".

يقول الجمل: "المدرسة التي تعلّمت بها كانت في بادئ الأمر عبارة عن شادر، ولم يكن عدد التلاميذ كبيراً جداً. لكنّ زاد العدد وبنت الأونروا المدارس، وكنتُ حينها في الصف الثاني الأساسي. في الصف كنا ثلاثين تلميذاً، وكان هناك إقبال كبير على التعليم كونه الطريق للحصول على الأفضل وتحديداً في مجال العمل". 

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ترك المدرسة بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وتعلّم مهنة الكهرباء. انتقل إلى العاصمة اللبنانية بيروت وعمل فترة محدودة في هذه المهنة. ثم انتقل للعمل في مهنة النجارة وسافر إلى الكويت. وفي عام 1982 اجتاح الصهاينة لبنان "وقصف منزلنا ودمر بشكل كامل، وتوجهنا إلى حي القياعة في مدينة صيدا (جنوب لبنان). دخل العدو إليها ونادى على جميع الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و40 عاماً واعتقل بعضاً منهم. عدتُ إلى المخيم ونمت في منزلنا المهدم قبل أن نبدأ بترميمه".

ويذكر أنه حين تجمع الشبان والرجال في ساحة القياعة، بقوا من الساعة الخامسة صباحاً وحتى الخامسة مساء، "وكان هناك ظلم كبير. تركوني أعود إلى المخيم، لكننا عشنا رعباً بسبب وجود العملاء". 

تزوج في عام 1978، لكن لم يرزق بأولاد. وبعد استتباب الأمن، "لم أستطع العودة إلى الكويت بسبب إقفال المطار، وخسرت عقد العمل في الكويت". 

اليوم، يعيش في بيته مع عائلته وأشقائه وأولادهم، وقد افتتح دكاناً صغيراً تحت درج البيت، يبيع فيه السكاكر وغيرها للأطفال. يختم حديثه قائلاً: "أتمنى العودة إلى فلسطين التي لم أولد فيها، لكن ليس للمرء سوى وطنه. فيه يعيش بكرامة".  

المساهمون