غنيمة الطاقة تدعّم إقامة دولة كردستان

غنيمة الطاقة تدعّم إقامة دولة كردستان

18 اغسطس 2014
صراع النفط يحتدم في كردستان العراق (أرشيف/getty)
+ الخط -



تتشابك المصالح في كردستان العراق والهدف واحد، هو الحصول على غنيمة الطاقة في الأقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي، حيث تلتقي أول مرة مجموعة من التناقضات حول الإقليم الذي يحتوي على ثروة ضخمة من النفط والغاز الطبيعي.

وحسب محللين متابعين للملف العراقي فإن مشروع إنشاء "دولة كردستان" من المشاريع، التي تلبي مصالح ثلاث جهات عالمية تتصارع على الطاقة في كردستان العراق، وهذه الجهات، هي تركيا وإسرائيل وشركات النفط العالمية، وعلى رأسها الشركات الأميركية الكبرى مثل "شيفرون" و"إكسون موبيل" و"جينيل"، التي يملكها الملياردير اليهودي، ناتان روتشيلد وملياردير تركي.

وقال المحللون إن شركة "جينيل"، التي يملكها الملياردير، ناتان روتشيلد، حفيد روتشيلد المعروف في التاريخ بالتمهيد لنشوء دولة إسرائيل في فلسطين، هي التي تمهد الطريق لمبيعات النفط الكردية في إسرائيل ودول أخرى.

تذليل عقبات التصدير

ورغم العقبات القانونية، التي اعترضت تسويق النفط الكردستاني في البداية، فإن هذه العقبات بدأت تذلل، ويلاحظ حتى الآن أن الإقليم تمكن من بيع 3 شحنات بلغت قيمتها 350 مليون دولار. وعلى صعيد شركات النفط العالمية، يلاحظ أنها خططت منذ البداية للحصول على غنيمة النفط والغاز الكردستاني.

ووقعت الشركات على اتفاقات تنقيب وتطوير النفط والغاز، وهي تعلم مسبقاً، أنها تخالف القانون الدولي والدستور العراقي، الذي ينص على أحقية الدولة المركزية في بغداد في التصرف واستغلال الثروات القومية في الأقاليم العراقية.

وحسب المسوحات الجيولوجية، التي أعلنتها مصلحة الطاقة الأميركية، فإن احتياطي النفط الكردستاني، من النفط القابل للاستخراج يقدر باثني عشر مليار برميل، ولكن هنالك فرصة كشوفات جديدة يتوقع أن ترفعه إلى 60 مليار برميل.

كما أن احتياطي الغاز الطبيعي يقدر بـ3.3 تريليون قدم مكعب، وهنالك فرص زيادته أكثر من اثني عشر تريليون قدم مكعب.

دولة غنية في الأفق

ورغم أن الاحتياطي القابل للاستخراج من النفط والغاز في الإقليم، لا يمثل سوى نسبة عشرة في المائة من احتياطي العراق ككل، والذي يقدر بنحو 143 مليار برميل نفط و126 تريليون قدم مكعب من الغاز، إلا أنه يمثل حجماً كبيراً من الطاقة مقارنة بعدد سكان كردستان البالغ خمسة ملايين نسمة، وبمساحة الإقليم الصغيرة، وهو ما سيجعل من كردستان العراق إمارة غنية في حال انفصالها عن العراق وتكوين دولة مستقلة.

ولكن ما يغري شركات النفط العالمية أكثر في النفط الكردستاني، أن كلفة استخراجه رخيصة، إذ لا تتجاوز كلفة استخراج البرميل دولارين، كما لا تتجاوز إجمالي كلفة الاستخراج والشحن والتسويق عبر ميناء جيهان التركي بعد مد خط الأنابيب أكثر من ستة دولارات.

وعلى صعيد إسرائيل، فإن حكومة الاحتلال ترغب في الحصول على نصيب من غنيمة الطاقة الكردية، وهذا ما يفسر سر استعجال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تأييد مشروع قيام الدولة الكردية.

أما على الصعيد التركي، فإن أنقرة التي كانت تعارض سابقاً قيام دولة مستقلة للأكراد، فهي الآن أحرص الأطراف على قيام الدولة، وأصبحت لديها مجموعة مصالح بالحصول على إمدادات ثابتة من النفط والغاز الكرديين وبسعر رخيص.

وقال وزير الطاقة التركي تانر يلدز اليوم الاثنين إن 6.5 مليون برميل من نفط كردستان العراق قد تم شحنها إلى الأسواق العالمية عن طريق ميناء جيهان التركي منذ بدء التصدير.

وقال يلدز إن ضخ الخام عبر خط الأنابيب كركوك - جيهان توقف من اليوم بسبب أعمال صيانة. وبدأت الإمدادات عبر الخط البالغة سعته 120 ألف برميل يوميا في نهاية 2013 لكن تحميل أول شحنة لم يبدأ حتى مايو أيار.