غلام رضا... يحلم بالعودة إلى أفغانستان

غلام رضا... يحلم بالعودة إلى أفغانستان

29 اغسطس 2020
همّ أي والد هو أن يعطي أولاده الرفاهية (العربي الجديد)
+ الخط -

ولد اللاجئ الأفغاني غلام رضا، في باكستان، وعاش فيها عمره كلّه. له فيها عدد كبير من الأصدقاء الباكستانيين، لكنه رغم ذلك ليس سعيداً في باكستان ويتمنى العودة إلى بلاده، غير أنه يخشى من الوضع الأمني السيئ في أفغانستان من جهة، وانعدام إمكانية الحصول على فرصة عمل، من جهة ثانية. يقول غلام رضا إنّ "الحياة في باكستان أصبحت صعبة، خاصة مع تفشي وباء كورونا الذي دمّر الأعمال ومنعنا من العمل في الأشهر الماضية، مع العلم بأنّني أكسب أجرتي يومياً لأصرفها على المنزل وعلى ما تحتاجه الأسرة". يضيف غلام أنه في فترة الإغلاق بسبب الفيروس، اضطر لاقتراض المال، من أجل سدّ حاجات منزله وتسديد إيجار دكّانه ومنزله، وبالتالي هو الآن بحاجة للعمل إلى أكثر من ستة أشهر، بشكل مستمر، كي يسدّد تلك الديون، ذلك علاوة على تأثير كورونا على حركة البيع والشراء. وكان غلام يكسب يومياً قبل كورونا، ما بين ألفي روبية (11 دولاراً) وثلاثة آلاف روبية (17 دولاراً)، لكن الآن بعد انتشار الفيروس، تراجع عدد زبائنه وأصبح يصعب عليه أن يكسب ألف روبية (6 دولارات تقريباً) يومياً، وهو ما يكفي لسدّ رمق عائلته ليوم واحد، من دون أن يبقى له ما يخوّله دفع إيجار البيت والدكان. لكنه يأمل أن تتحسّن الأمور في الأيام المقبلة، ولا سيما بعد مضي موسم الحر، إذ إن قليلاً من الناس يخرجون من منازلهم، كما أنّ أغلبهم يخشون من الجلوس في الدكان لشرب العصير أو تناول الطعام.
ولد غلام رضا في مدينة بيشاور، بعد أن ترك والده حاجي كل، أفغانستان هارباً بأسرته من الحرب الدائرة هناك، وترعرع في بيشاور أيضاً، حيث تنقّل بين مخيمات اللاجئين المختلفة. مارس مهناً مختلفة خلال فترة حياته، التي لم تتجاوز الـ25 عاماً، لكنه حرم من التعليم، كما هو حال الكثير من أقرانه والشباب الأفغان اللاجئين في باكستان.

يقول غلام رضا: "منذ الطفولة، كنت أرغب في الدراسة، وكنت أحب أن أمشي إلى المدرسة كما كان يفعل باقي الأطفال. لكن ظروف أسرتي الاقتصادية لم تسمح لي بذلك، ثم إنّ الأسرة كانت تتنقّل من مخيم إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، بحثاً عن لقمة العيش، فحُرمت من التعليم". هذا ما يؤكده الوالد حاجي كل، ويقول إنّ "همّ أي والد هو أن يعطي أولاده الرفاهية، ويوفّر لهم فرصة التعليم، ولكن بحكم ظروف اللجوء، لم نستطع أن نفعل ذلك".
تزوّج غلام رضا قبل سنتين من قريبته، وصرف ما كسبه من المال في الأعوام الماضية، على مراسم الزفاف، وهو سعيد بزواجه منها، لكنه لم ينجب الأولاد حتى الآن، لأنّ وضعه المعيشي لا يسمح له بأن يربّي الأولاد ويوفّر لهم كل ما يحتاجونه، وبالتالي هو ينتظر أن يتحسّن وضعه المعيشي قبل أن يفكّر بالإنجاب.
أمّا عن الذهاب إلى أفغانستان، فهو ينتظر بفارغ الصبر، فرصة عودته إلى بلاده، لأنّه غير راضٍ عن حياته في باكستان. لكن الوضعَين الأمني والمعيشي في أفغانستان، يمنعانه من العودة، كما أنّ والده يعارض الفكرة في الوقت الراهن.

المساهمون