Skip to main content
غضب فلسطيني من "لقاءات التطبيع": عبث وتكرار للفشل
ضياء خليل ــ غزة
دعوات لإطلاق يد المقاومة عوضاً عن اللقاءات التطبيعية(فرانس برس)
تعود قضية اللقاءات التي تعقدها شخصيات من السلطة الوطنية الفلسطينية مع مسؤولين إسرائيليين إلى الواجهة مع الكشف عن لقاء عقد أخيراً بين مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية، محمود الهباش، وعضو اللجنة المركزية لـ"فتح"، مسؤول ملف الاتصال بالمجتمع الإسرائيلي، محمد المدني، وبين الوزير الإسرائيلي أيوب قرا، في مدينة القدس المحتلة.

ووفقاً لما سرّبته مصادر إسرائيلية وفلسطينية، فإنّ اللقاء ناقش كيفية تحريك ملف المفاوضات المتوقفة بين السلطة وإسرائيل، والتي تمرّ بحالة ركود تام، بعدما فشل الطرفان في التوصل إلى أي اتفاق في الآونة الأخيرة. وتسعى السلطة الفلسطينية عبر هذه اللقاءات، وفق تقديرات وتصريحات خرجت أكثر من مرة للعلن، إلى محاولة تحريك المفاوضات مع إسرائيل المتوقفة منذ سنوات، إلى جانب بعث رسائل طمأنة للمستوى السياسي الإسرائيلي، بأنّ لا انتفاضة ولا مقاومة مسلحة من الضفة الغربية.

في العادة، لا يتم الكشف عن اللقاءات التي تضم مسؤولين رفيعي المستوى من السلطة ومسؤولي الاحتلال، لكنّ وسائل الإعلام الإسرائيلية "تتطوع" لفضح هذه اللقاءات، التي لا تعتبرها السلطة "عادة سيئة"، لكنها لا تعلن عنها دائماً. وعلى الرغم من تسريب الخبر، رفض عدد من مسؤولي حركة "فتح"، في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، التعليق والردّ على استفسارات "العربي الجديد".

اقرأ أيضاً: "الشعبية" تنتقد لقاءً تطبيعياً بين مسؤولين بالسلطة والاحتلال بالقدس

يرى عضو الدائرة الإعلامية في حركة "حماس"، طاهر النونو، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الإسرائيليين يستخدمون رجالات السلطة الواحد تلو الآخر، ويتعاملون معهم بالإطار النفسي والمصلحي وليس السياسي"، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ محصلة الأداء السياسي للسلطة في السنوات العشر الأخيرة ومنذ وفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات هو صفر.
ويشير النونو إلى أنّ "قادة السلطة ينظرون للمفاوضات كوسيلة لمراكمة الامتيازات الخاصة، وليس من أجل استرداد الحقوق"، موضحاً أنّ التنسيق الأمني والتطبيع له تأثيرات على العلاقات الوطنية ككل، وليس على علاقة السلطة بحركة "حماس" فحسب.

من جهته، يهاجم عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رباح مهنا، في حديث لـ"العربي الجديد"، اللقاء التطبيعي الذي عقده الهباش والمدني، مؤكداً أنّهما ينفذان "سياسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي لم يتنازل يوماً عن التطبيع والتنسيق الأمني والمفاوضات، والذي لا يرى حلاً إلا بالمفاوضات مع الإسرائيليين". ويلفت مهنا إلى أنّ محاولات السلطة إحياء المفاوضات باللقاءات التطبيعية لن تنجح، لأنّه، بحسب موقف حكومة نتنياهو، لا يمكن التوصل مع الأخير إلى اتفاق، إلا بالتنازل عن الثوابت الوطنية الفلسطينية، وحتى التنازل عن بنود اتفاق أوسلو.

ويشير مهنا إلى أنّ التطبيع يعمل على "تآكل الموقف الوطني والصف الوطني الداخلي"، متسائلاً "كيف نطلب من العالم مقاطعة إسرائيل ويقوم في الوقت نفسه الهباش ومن معه بالتطبيع مع إسرائيل؟". ويوضح مهنا أنّ اللقاءات التطبيعية، المعلن عنها والسرية، لا تمثل إلا أصحابها، ولا تعبر عن قناعات الشعب الفلسطيني، داعياً إلى وقف ما سمّاه "عبث التطبيع والتنسيق الأمني" بشكل فوري.

في هذه الأثناء، يؤكد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، أحمد المدلل لـ"العربي الجديد"، أنّ اللقاءات التطبيعية مرفوضة فلسطينياً، وهي لا تخدم إلا العدو الذي تعطيه شرعية، وتكرس احتلاله للأرض الفلسطينية، مشدداً على ضرورة وقف هذه اللقاءات ووقف التنسيق الأمني أيضاً. ويلفت المدلل إلى أنّه يجب أنّ "نحاكم مجرمي الحرب الصهاينة، وأنّ نفضحهم أمام العالم كله، وأن نسوقهم إلى المحكمة الجنائية الدولية"، لا أنّ يتم عقد لقاءات تطبيعية مخزية معهم، ومحاولة إحياء مفاوضات هي في الأصل سراب. ويشدد المدلل على أنّ المفاوضات التي تسعى السلطة بكل الوسائل للعودة إليها "لم تجلب للشعب الفلسطيني إلا مزيداً من الكوارث والمآسي"، داعياً إلى "الوقف الفوري لمحاولة استجداء التفاوض ووقف كل ما من شأنه تبييض وجه المحتل".

كما يطالب القيادي في "الجهاد" السلطة الفلسطينية بالاعتذار عن اللقاءات التطبيعية ووقفها فوراً، وأنّ توقف الحديث عن المهزلة المسماة المفاوضات، ووقف التنسيق الأمني وإطلاق يد المقاومة، والذهاب بقوة إلى الوحدة الوطنية وتكريس الوفاق الوطني الداخلي، فضلاً عن وضع استراتيجية وطنية واحدة لمواجهة التحديات وردع الإجرام الصهيوني المستمر ضد كل من هو فلسطيني.

اقرأ أيضاً فدوى البرغوثي: قرارترشح مروان للرئاسة سيتخذ فى الوقت المناسب