غضب عراقي ودعوات لقطع العلاقات مع الإمارات بعد إشهار التطبيع

غضب عراقي ودعوات لقطع العلاقات مع الإمارات بعد إشهار التطبيع: "خيانة"

14 اغسطس 2020
عدة فعاليات مدنية تستعد للتحشيد إلى تظاهرة في بغداد رفضاً للاتفاق (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت قوى سياسية وبرلمانية ودينية عراقية مختلفة، اليوم الجمعة، رفضها الإعلان عن إشهار التطبيع بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، وسط دعوات إلى استدعاء السفير، وأخرى طالبت بقطع العلاقات.

وأعلن البيت الأبيض، أمس الخميس، ما سمّاه "اتفاقاً تاريخياً" لتطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والاحتلال الإسرائيلي. 

وأشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تغريدات عبر "تويتر"، إلى أن "اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات انفراجة كبيرة"، مضيفاً أن "الاتفاق خطوة مهمة باتجاه بناء شرق أوسط أكثر رخاء"، معبراً عن أمله في "تحقيق اتفاقات مشابهة الآن في المنطقة".

واعتبرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، اليوم الجمعة، الإعلان بأنه "خيانة بحق الأمتين العربية والإسلامية".

ووفقاً لمقرر اللجنة مختار الموسوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، فإنّ "المجتمعين الإسلامي والعربي يجب أن يكون لهما موقف حازم من هذه الخيانة، والتهاون مع هكذا تصرفات حمقاء يدفع المزيد من الأنظمة إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني"، كاشفا عن أن "العراق سيتخذ موقفا رسمياً شديداً خلال الساعات المقبلة لرفض هذا التطبيع، الذي لا يتعدى كونه خيانة جديدة ومخالفة لكل المقررات والتوصيات العربية والإسلامية".

في المقابل، قال عضو البرلمان العراقي حسن سالم إنّ كتلته في البرلمان "تحشد باتجاه الذهاب إلى قطع العلاقات مع الإمارات، رداً على خطوة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وطرد سفيرها في بغداد"، مضيفاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الموقف العراقي الرافض سيترجم على كل المستويات". 

 هيئة علماء المسلمين في العراق، أبرز الواجهات الدينية في البلاد، أصدرت بياناً مطولاً استنكرت فيه اتفاقية التطبيع داعية إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني.

وقالت الأمانة العامة في هيئة علماء المسلمين بالعراق إن الاتفاق بين حكومة الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني، بترتيب وتنسيق أميركيين، سيفضي إلى إقامة العلاقات والتعاون المشترك بين الطرفين والاعتراف بالكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين؛ بذريعة تجميد ما يُعرف بضم الضفة الغربية، وهو أمر سرعان ما نفاه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، معلنًا استمرار سياسة الاستيطان بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية.

وبيّنت هيئة علماء المسلمين أن "هذه الاتفاقية التطبيعية الكاملة غير مبررة وغير مقبولة، ولا تخدم سوى المحتل وحده، ولا تصب في صالح القضية الفلسطينية أو البلاد العربية والشعوب المسلمة؛ بل ستؤدي إلى الإساءة إليهم، والإضرار بحاضرهم ومستقبلهم ومصالحهم؛ لأنها تمنح الاحتلال فرصة كبيرة للمضي بمواقفه العدوانية، والإيغال في استهداف الشعب الفلسطيني والتنكيل به وهضم حقوق أبنائه، وتشجع الكيان الصهيوني الغاصب على الاستمرار في قتل وتعذيب وحصار الفلسطينيين، فضلًا عن التمكين له في محاولاته للنيل من المسجد الأقصى أولى القبلتين، وتنفيذ مخططاته تجاهه، وستمكنه كذلك من تنفيذ مشاريعه الاستيطانية الواسعة واغتصاب الأراضي الفلسطينية؛ وهو ما سيتسبب بتهديد السلم في المنطقة ويعرض أمنها لتداعيات خطيرة". 

وسجلت هيئة علماء المسلمين في العراق أسفها البالغ على هذه الاتفاقية واستنكارها الشديد لهذا التطبيع، ودعت الإمارات إلى "إعادة النظر في هذا القرار والتراجع عنه، من منطلق واجب رعاية مصالح الأمة وحماية الشعب الفلسطيني من ويلات الاحتلال الصهيوني".

وأكدت الهيئة في ختام بيانها على أن "الوقوف مع الشعب الفلسطيني المطالب بحقوقه ودعم مواقف أبنائه وصمودهم في وجه الاحتلال الصهيوني؛ هو السلوك الوحيد المتوقع عربيًا وإسلاميًا وإنسانيًا؛ لنصرة القضية الفلسطينية، وليست الخطوات التطبيعية التي تساهم بتوسيع الخلاف بين الدول العربية والإسلامية لصالح الكيان الصهيوني، في وقت أحوج ما تكون فيه هذه الدول إلى من يوحد كلمتها لمواجهة الخطر الداهم الذي يهدد وجوده". 

وبدوره، قال المرجع الديني الشيعي جواد الخالصي، في بيان صحافي، إن "التطبيع إثم كبير وخيانة بحق هذه الأمة، ومشاريع التطبيع أو التنازل التي تجري هنا وهناك لن تؤدي إلى نتيجة، ومن يعمل على التطبيع ويتحدث عن الهولوكوست اليهودي، وينسى الهولوكوست الذي يجري بحق الشعب الفلسطيني، عليهم أن ينتبهوا أن هذه القضايا لا يمكن أن تمر، وعليهم أن يفهموا أن التطبيع هو عمل خاطئ وإثم كبير، فإنه يغطي على جرائم المحتلين وأعمالهم". 

وبين الخالصي أن "الفلسطينيين والمجاهدين معهم في هذه الأمة هم أصحاب الحق في رفض مشاريع التسوية، التي تحاول أن تنسي الناس قضية فلسطين، كما لا يحق لأحد أن يتكلم عن مشاريع لحل الدولتين، أو ضم المناطق الفلسطينية إلى أراضي الاحتلال، أو التسوية في ظل ظروف يحاول العدو من خلالها أن يفرض نفسه وأن يفرض إرادته على الجميع". 

في غضون ذلك، علم "العربي الجديد" أن عدة فعاليات مدنية تستعد للتحشيد إلى تظاهرة في بغداد لرفض الخطوة الإماراتية في توقيع اتفاقية تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ولدعوة حكومة بغداد إلى اتخاذ موقف من هذا الإعلان.