غضب دحام على الدنمارك

غضب دحام على الدنمارك

30 يوليو 2018
+ الخط -
حضر دحام لاجئا مع زوجته و8 من أطفالهما.. انزعج من الشرطة الدنماركية التي "بصمته"، كلاجئ، إذ "أصلا السويد كانت وجهتي"، راح يخبر شعب الدنمارك من على شاشة تلفزتهم.. برفقة مترجم.

لماذا غضب دحام؟
لم تبق صحيفة أو قناة لم تتحدث عن قصته، فأصبح "نجم اللجوء"، تقتبس عنه "أريد الزوجتين الأخريين وبقية أطفالي الـ12".. "الدنمارك أمرضتني".

ويبدو أنه وقع مع آخرين في فخ "قالوا لنا: 3 أشهر ويلتئم الشمل". بعد 3 سنوات حصل على موافقة لم شمل 17 طفلا فقط (الثلاثة الأخيرين تجاوزوا 18 سنة) وزوجة واحدة.. لكنه غير راض، و"لا أستطيع تعلم اللغة والعمل".


قبل عامين سأله برلماني دنماركي - عربي، ناصر خضر، أمام ملايين المشاهدين: هل كنت سترفض العمل في بلدك، فيموت أطفالك من الجوع؟.. بدا السياسي المحافظ قاسيا، لكن لدى دحام جواب بسيط: "مريض"..

يصر خضر "هذا الرجل مستفز ويضر باللاجئين ودعم الشعب لهم". المال يلعب دورا، دافعي الضرائب يرونه مكلفا، برفضه تحمل تكلفة المعيشة، فيما هو غاضب لأن البلد لا يساعده كفاية "أنا لاجئ وأنتم ملزمون بي".

يمين السويد المتشدد أعجبته النقاشات في موسم الانتخابات إذ تجاوزت قصته قصة "أحمد وزوجاته الثلاث و16 طفلا" في استوكهولم.. ولنا أن نتخيل يمين الدنمارك المتشدد.

كغيره، لم يكن دحام بعد يستوعب تأثير مواقفه، المتحدية في الفضاء العام، على شعب يُسقط ويغير حكومات وقوانينا بحقه الديمقراطي، وليس لأجل خاطره وغيره تعديل قوانين وثقافة منع تعدد الزوجات، والزواج بقصر، والأخير نبع لقصص "غضب" أخرى.. أمر مفهوم، في سياق ويلات وفظائع الوقائع العالمية، البحث عن بلد لجوء يُسهل "لم الشمل".

عندما أدرك خطأه، أردف "احترم للدنماركيين، إناثا وذكورا.."، لكنه ذكر مستضيفيه وبإصرار أنه لن يسمح لأطفاله العيش كالدنماركيين، وأغلبهم بين 4 و15 سنة. يبدو ربما "يتحوط" للمستقبل ومن باب علم المجتمع بالشيء، ليلزم الدنماركيون حدودهم ويعرفوا من يكون هو ومن يكونوا هم.. "فشرطي للبقاء كلاجئ.. إما كلنا أو لا أحد".

حين اكتشف دحام غضب الصحافة عليه، وأن تعليقات المواطنين أطنانا سلبية، أقلها: "عد إلى بلدك"، رمى قنبلته الدخانية "لو كنت في الـ18 لعدت إلى بلدي"..

ضحك زميل "كار" دنماركي مغرم بالفلافل: "هل نسق دحام مع "حزب الشعب المتطرف"؟.. لاجئون آخرون راحوا يسألون "من أين لدحام أن يقول: "مسموح لي في بلدي 92 زوجة؟".

من بين الأسئلة همني: كم للتصرف الفردي تأثيره على الجماعة؟