غزّيون يُسافرون بصوتهم للعالم.. رغم الحدود المغلقة

غزّيون يُسافرون بصوتهم للعالم.. رغم الحدود المغلقة

26 نوفمبر 2016
صوتهم يأمل في تخطي الحصار (العربي الجديد)
+ الخط -
على سطح برج عالٍ بغزة، يصدح شُبان وفنانون فلسطينيون بصوتهم العالي أغنية جديدة، تعبر عن أملٍ لطالما تمسّك به الغزّيون رغم كل ما يعيشونه. طاروا بها في فضاء المدينة المحاصرة إسرائيلياً وعبروا الحدود المغلقة وكسروا القيود، مُصرين على أن صوتهم قادر على السفر خارج أسوار غزة المغلقة.

"Today We Sing" هو اسم الأغنية التي خرج بها حديثاً مجموعة شبان من مدينة غزة، أبدعوا بإخراجها عبر فيديو كليب حمل فنوناً متنوعة بالغناء، لفتت الأنظار لهم، وبعثت بالأمل في نفوس آخرين غيرهم، مُرسلين صوتهم ورسالتهم بالغناء لغزة وخارجها.

الفلسطينية هديل أبو شر (27 عامًا)، شاركت بالأغنية بمقطوعة باللغة الإنكليزية، دعت بكلماتها إلى عدم ركن صوت الفلسطينيين جانباً وأكدت أنهم قادرون على صناعة قرارهم، وتحقيق أحلامهم مهما كانت الصعوبات، إذ غنّت وأرسلت رسائل عن الإيمان بالنفس والمثابرة لتحقيق هدف كل فلسطيني.

وتوضح لـ"العربي الجديد" أن اللغة الإنكليزية بالأغنية تجعل من صوت الفلسطينيين مسموعاً لدى العالم أكثر من كونه غير مسموع محلياً، مضيفةً أنها خصّت الفلسطينيات ذوات المواهب المتنوعة كونهن يحتجن إلى فرصة لإثبات وجودهن، داعيةً إلى بحثهن عن السلام والحب بعيداً عن الحرب.

فن الراب الفلسطيني لم يغب عن الأغنية، إذ عمل الفنان الفلسطيني منعم عوض (26 عاماً) على إيصال رسائل أمل وحب للعيش رغم كل الصعوبات التي تواجه الفلسطينيين بغزة، نفضلا عن دعمه لنشاطات فتيات غزة ومشاركتهن بأعمال فنية في ظل مجتمع محافظ لا يدعم الفن والفنانين بشكل كبير.

ويبيّن عوض لـ"العربي الجديد"، أنه شارك بالأغنية لإيصال رسالة للعالم عن وجود الفن والطاقة لدى شباب فلسطينيين بغزة، رغم كل القيود والمعيقات التي تواجههم طوال حياتهم، إلا أنهم يظلون قادرين بأقل الإمكانات على إيصال فنهم للعالم والظهور بصورة فنية متكاملة وجميلة عن غزة للعالم أجمع.

بدوره، يوضح المخرج الفلسطيني يوسف نتيل لـ"العربي الجديد" أنه منذ اللحظة الأولى لسماعه الأغنية لم يتردد في فكرة إخراجها عبر فيديو كليب، كونها تعبر عن نمط جديد للفن الغزّي، وتعكس صورة جديدة عن القطاع، إذ كانت التجربة كفيلة بإعطاء صورة عن شباب فلسطيني مبدع.

ويقول: "العمل تطلب يومين من التصوير بمعدل 6 ساعات يومياً، و72 ساعة مونتاج، إضافة لإخراج الكليب بأقل المعدات والإمكانات"، مضيفاً أن شباب غزة لا يجدون الفرص لاحتوائهم وتدريبهم، لكنهم رغم الصعوبات يعلمون أن التجربة والمحاولة هي بمثابة التعليم في ظل واقع غزة الصعب.    





المساهمون