غزة.. يا أرض الحياة

على الرغم من الجراح والمآسي، وعلى الرغم من الألم والعذابات واللوعة على فراق الأهل، وعلى الرغم من الحزن على البيوت المهدومة والدمار الكبير، سطَّرتِ في تاريخ العز والشرف أنصع الصفحات يا أرض المقاومة. قدمتِ لنا صفحات ناصعة في معاني الصمود الخارق، وفي التصميم والإرادة ورباطة الجأش، وعلمتنا كيف يكون الفعل المزلزل الحر، وكيف يكون العمل المقاوم العاصف بالمشروع الصهيوني.

أنت النصر الحاضر القريب، وأنت الأمل في دحر الاحتلال، رغماً عن الحصار الظالم من العدو ومن الجار. تغلبت سواعد رجالك على التفوق التكنولوجي والحربي للعدو، وصنعت هذه السواعد آلاف الصواريخ التي زلزلت العمق الصهيوني، وشيدت مئات الأنفاق للمؤنة والدفاع والمناورة.

ما أروعكم يا رجال المقاومة، ما أجملكم يا أهل غزة، ما أشرفكم يا أهل فلسطين.

أنتم شرفنا، وأنتم تاج رؤوسنا وأملنا وحلمنا وبوصلتنا، فرضتم الحصار الجوي على الكيان الصهيوني، أبقيتموه مرتعباً تحت ضربات صواريخكم، وأدخلتموه في التخبط. وأحدثتم موجة هلع رجت كيانه الغاصب. جعلتم عدونا يدخل في هستيريا عامة، بعد أن فشل في كسر الصمود الشعبي والسياسي والميداني، وبعد أن فشل في تحقيق اختراقات استخباراتية. وبعد أن عجز عن ضرب قيادة المقاومة. وفشل في ضرب منصات صواريخ الكرامة العربية. وفي تدمير أنفاق المقاومة، وفي تحقيق نتائج في المواجهة المباشرة، كما نجحتم في تأكيد تضامن ووحدة فلسطينيين عميقين، جعلا كل العالم يستعجب لجمال مقاومة هذا الشعب، وحبه الحياة.

نشكرك غزة، لما أحدثته من توازن رعب، وردع خارق لغطرسة الاستعمار، وتكسير لأسطورة التفوق العسكري الإسرائيلي، وكذبة القبة الدفاعية الجوية، وأكثر الشكر للرجال الذين نقلوا المعركة إلى ما وراء خطوط العدو. فعلاً، نحن أمام مقاومة إذا قالت فعلت، وإذا وعدت نفذت، وإذا قالت، لا تقول إلا الحقيقة.

والنصر بإذن الله، وعزم المقاومة وأهلها آت.