غزة: إعلاميون ينتقدون ازدواجية تغطية الإعلام الغربي

غزة: إعلاميون ينتقدون ازدواجية تغطية الإعلام الغربي

19 فبراير 2015
خلال الندوة (عبدالحكيم أبو رياش\العربي الجديد)
+ الخط -
انتقد مختصون إعلاميون في غزة، حالة الازدواجية التي تمارسها الوسائل الإعلامية الغربية، خاصة الأميركية منها، إزاء تعاملها مع القضايا الدولية والإقليمية، متخذين من حادثي مقتل 12 فرنسياً (شارلي إيبدو)، الشهر الماضي، وثلاثة مسلمين عرب في ولاية كارولينا الأميركية (شابل هيل)، نموذجين على ذلك.

وأشاد الإعلاميون خلال ندوة حوارية، نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، في مدينة غزة، اليوم الخميس، بدور ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي بتسليط الضوء على قضية مقتل المسلمين الثلاثة على يد متطرف أميركي، مطالبين وسائل الإعلام العربية بتطوير أساليبها في مخاطبة الجمهور الغربي.

وقال رئيس تحرير صحيفة "الرسالة" المحلية، وسام عفيفة، إنّ الصورة النمطية الموجودة لدى الجمهور تثبت انحياز وسائل الإعلام الغربية ضد العرب والمسلمين، في ظل ضعف وسائل الإعلام العربي وقل إمكاناتها، الأمر الذي أوجد فجوة بينهما.

وأضاف عفيفة أن عدة إشكاليات يواجهها الإعلام العربي ومنها الفلسطيني، أبرزها هيمنة

الغرب على وكالات الأنباء العالمية الكبرى واحتكار المعلومات والأخبار، وكذلك محدودية السياسات الإعلامية العربية الموجهة إلى الآخر، مشيراً إلى وجود عدة محاولات لكسر الاحتكار وتقليص الفجوة، ولكن ما زالت المشكلة قائمة.

ورأى عفيفة أن بعض وسائل الإعلام العربية ما زالت مرتبطة بأنظمة سياسيات، تعمل لصالحها ولخدمتها، في مساحة مقيدة من الحرية، الأمر الذي يضعف قدراتها على منافسة إعلام شعار حرية الرأي والتعبير، بالإشارة إلى الإعلام الغربي.

ولفت عفيفة إلى أن وسائل الإعلام الجديد، أثرت بشكل كبير في بعض وسائل الإعلام الغربية، في تغير تغطيتها لحادثة مقتل المسلمين الثلاثة، مبيناً أن ذلك التأثير نجح بفعل تحرر الإعلام الجديد من الهيمنة السياسية، خاصة أنه لم يدخل تحت سقف جهات معينة تعمل لحساباتها الخاصة.

في السياق ذاته، تحدث الصحافي فارس الغول، عن دور المراسلين العرب في وسائل الإعلام الأجنبية. وقال إن ناشطي وسائل الإعلام الجديد، خاصة على موقع "تويتر" لعبوا دوراً أساسياً في تغطية حادثة مقتل العرب الثلاثة التي لم تلقَ متابعة من وسائل الاعلام الأجنبية، خاصة أنها حدثت في وقت متأخر من الليل.

وأضاف الغول أن الإعلام العربي أو المحلي، يتبع لسياسات وحسابات مختلفة، الأمر الذي يضعف جودة وقوة تأثير الرسالة المقدمة إلى الجمهور الآخر، مطالباً بتطوير المحتوى الإعلامي العربي، بما يتوافق مع التطورات الإعلامية الحاصلة في وسائل الإعلام الأجنبية.

بدوره، طالب الخبير الإعلامي حسام شاكر وسائل الإعلام العربية بالاهتمام بكافة الأحداث التي تحدث بين الحين والآخر، التي لو سلط الضوء عليها باهتمام وبعناية شديدة ستحدث تأثيرات إيجابية كبيرة لصالح القضايا العربية المختلفة، خاصة تلك التي تخصّ الشعب الفلسطيني في

صراعه مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف شاكر خلال كلمته عبر "سكايب"، أن الإعلام العربي يعاني من ضعف في المبادرة والقدرة على ترتيب جدول أعماله، بما يتوافق مع الأهداف المطلوبة منه، إذ يعتمد غالباً على رد الفعل فقط، مشيراً إلى أن الإعلام الاجتماعي ضغط على وسائل الإعلام الأخرى، في تغيير بعض سياساتها لو بصورة مؤقتة.

وشدد المتحدثون في الندوة الحوارية على أهمية التخطيط الإعلامي للسياسات التي تخاطب الجمهور الخارجي، وتوعية الجيل الجديد بأساليب مخاطبة الآخر والتأثير فيه، بجانب ضرورة تأهيل الكادر البشري العامل في الإعلام العربي، لفهم التطورات التي تحصل، وكذلك تثقيفه في الجوانب التقنية.

اقرأ أيضاً: قتل ثلاثة مسلمين في أميركا: هذا ليس إرهاباً!