غارسيا مع روما.. فاشل أم ضحية؟‏

14 يناير 2016
+ الخط -

انتهت حكاية فرنسية كانت جميلة في بدايتها ثم صارت مزعجة في نهايتها، انتهت في عاصمة ليست ككل العواصم، لا تشبهها في شيء، لا نتحدّث فقط عن العراقة والتاريخ والهيبة، بل عن عاصمة أوروبية هي الأصعب بين نظيراتها في عالم كرة القدم، عن روما وغارسيا نتحدّث.

أُقيل رودي غارسيا، لم يكن هناك مفرّ من ذلك، لم يترك مجالاً للإدارة لحمايته، الفريق انهار تماماً، فوز وحيد في آخر عشر مباريات، المركز الخامس لمن يملك نظرياً أفضل اللاعبين للفوز باللقب، ومشاكل لا تنتهي...

فقد غارسيا السيطرة على غرفة الملابس، لم يعد روما فريقاً، صار مجموعة نجوم ليس أكثر، لكن السؤال الذي يطرح الآن وبعدما ينقشع غبار رحيل غارسيا وعودة لوتشانو سباليتي، هل غارسيا سيئ إلى هذا الحد أم أنه دفع ثمناً عن أمور لا علاقة له بها؟

للإجابة على ذلك لا بدّ من العودة إلى بداية غارسيا مع روما، سنة أولى جمع خلالها روما ٨٥ نقطة، رقم قياسي للفريق، يخوّله الفوز هذا الموسم باللقب مثلاً لولا أن يوفنتوس كان وقتها من كوكب آخر.

الانتصارات في الدّربي، وأداء الفريق أدخل غارسيا إلى قلوب عشاق روما، روما المدينة التي من السهل جداً أن يقع في غرامها أي إنسان، وهكذا حصل مع غارسيا...

ربما من هنا بدأ التراجع، آخر من فاز في روما هما نيلس ليدهولم وفابيو كابيلو، مدرّبان بقيا بعيدين عن سحر وإغواء روما، بقيا بعيداً عن جمهورها وصحافتها، وهذا ما لم يفعله المدرب الفرنسي.

بالتأكيد لكُلٍّ الحق في حياته الخاصة، لكن عندما يكون ذلك في روما، تتداخل الأمور. ارتباطه بمذيعة قناة روما الرسمية ونشره صورهما في الكولوسيوم أحدث شرخاً ما، يتحدّثون عنه بهمس صار مسموعاً في روما، صارت أخبار الفريق وأسراره في بعض الأحيان تأتي من مصدرٍ واحد، لم يكن الأمر سهلاً، في روما هو ليس كذلك إطلاقاً.

صار الكلام كثيراً، في أكثر عاصمة تملك إذاعات تتحدّث في كرة القدم، خمس تحديداً، من الصباح إلى المساء، لا كلام لها سوى كرة القدم وفريقي العاصمة.

في موسمه الثاني، بدأ روما بقوّة أيضاً، هم جاءت مباراة تورينو، بعد احتجاجه الشهير تم إيقافه، بدأ التراجع، مباراة البايرن كانت كارثية، لم يعرف الفريق كيف يقف على قدميه مجدّداً وانتهى الموسم مرّة جديدة بمركزٍ ثانٍ في الأمتار الأخيرة.

الصيف الماضي كان غارسيا قاسياً في المؤتمر الصحفي، نحن غير قادرون على منافسة اليوفى، في روما أحدث ذلك شرخاً كبيراً بينه و بين الإدارة، والجمهور أيضاً.

لكن الإدارة أجبرت غارسيا على العمل مع مساعدين لا يريدهم، كانت تضغط عليه في الكثير من الأحيان، المركاتو لا يبدو أن القرار الأخير فيه كان له، بل لساباتيني. الإصابات أثرت عليه هذا الموسم، الفريق لم يعد يستجيب له، الجمهور مقاطع و هذا أثّر أيضاً والنتائج حسمت الأمور.

يترك غارسيا وفي جعبته أيام رائعة، وأخرى سيئة في روما، أحبّ هذه المدينة، على الأرجح سيمضي وقتاً أطول فيها، يملك سنتين ونصف من عقد يعطيه أقل بقليل من ثلاثة ملايين يورو في السنة، ينتظر ربّما فريقاً آخر، لكن روما بالنسبة له لن تكون مجرّد ذكرى، ستكون أياماً رائعة بحلوها ومرّها، ستكون المدينة التي نجحت بإغوائه، بكل معنى الكلمة...

لمتابعة الكاتبة...https://twitter.com/ShifaaMrad

دلالات
المساهمون