عيد الهالوين... هذه جذوره وطقوسه الاحتفالية في العالم

عيد الهالوين... هذه جذوره وطقوسه الاحتفالية في العالم

26 أكتوبر 2019
الأقنعة أساسية في ليلة الهالوين (Getty)
+ الخط -
مع اختتام شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام  تحتفل أنحاء عديدة من العالم خاصة في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، وإيرلندا، بليلة الهالوين.

وأبرز طقوس الاحتفال في هذه الليلة ملابس الأشباح، والهياكل العظمية البلاستكية أو المرسومة على قماش، وصور الساحرات والأقنعة المخيفة، في أجواء يختلط فيها المرح والإثارة.

ويورد موقع بي بي سي أن هناك اعتقاداً شائعاً بأن الاحتفالات تعود إلى تقاليد كلتية (أو سلتية) قديمة.

والكلت (أو السلت) هم مجموعة الشعوب التي تنتمي إلى الفرع الغربي في مجموعة الشعوب الهندو-أوروبية، ومن امتداداتهم اللغوية والأثرية والتراثية الشعب الأيرلندي والاسكتلندي، حسب بعض النظريات التاريخية.

وكانت تلك الاحتفالات مرتبطة بمواسم الحصاد وجني المحاصيل. والعلاقة بين المواسم الزراعية والطقوس المرتبطة بالمجهول والقوى الخارقة شائعة في التاريخ.

وكانت تلك الاحتفالات سابقاً تتضمن "التنبؤ بالمستقبل" في ما يتعلق بالموت والزواج وأمور شبيهة.

وفي تفسير آخر، فإن الموضوع له علاقة بعيد كلتي يسمى "سامهاين"، يرتبط ببداية البرد والظلام (حيث يقصر النهار ويطول الليل). فوفقاً للمعتقد الكلتي، يقع إله الشمس في أسر الموت والظلام يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول. وفي هذه الليلة، تتجول أرواح الأموات في ملكوتها، وتحاول العودة إلى عالم الأحياء.

ففي هذه الليلة كان الكهنة الدارويديون (كهنة أتقياء في بلاد الغال القديمة وبريطانيا وإيرلندا)، يقيمون عيداً كبيراً وكانوا يؤمنون أن إله الموت العظيم، ويسمى سامهاين يدعو في هذه الليلة كل الأرواح الشريرة التي ماتت خلال السنة، والتي كان عقابها بأن تستأنف الحياة في أجساد حيوانات، وبالطبع كانت هذه الفكرة كافية لإخافة الناس، لذا كانوا يوقدون مشعلة ضخمة ويلتزمون بمراقبة شديدة لهذه الأرواح الشريرة. ومن هنا بدأت الفكرة بأن الساحرات والأرواح تكون هنا وهناك في الهالوين.

وظهر هذا العيد في شكله الحديث في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر مع هجرة الايرلنديين إليها ومعهم عاداتهم وتقاليدهم وقصصهم.

وهناك مظاهر مختلفة للاحتفال به في أنحاء العالم حالياً ففي النمسا، يتركون بعض الخبز والماء ومصباحاً مضاء على الطاولة قبل أن يخلدوا إلى النوم في ليلة الهالوين، وهذا يهدف لاستقبال الأرواح الزائرة.

وفي الصين، يضعون الطعام والماء أمام صور الأعزاء الراحلين. أما في جمهورية التشيك فيضعون الكراسي حول النار، واحد لكل فرد من أفراد العائلة الأحياء، وواحد لكل ميت. 

ولعل أكثر الاحتفالات ثراء تقام في المكسيك ودول أميركا اللاتينية، حيث يعد الهالوين عيد مرح وفرح ومناسبة لتذكر الأصدقاء والأحبة الذين رحلوا.

من مظاهر الاحتفال في العيد أن تقوم العائلات ببناء مذبح في منزلها وتزيينه بالحلويات والزهور وصور من رحلوا، بالإضافة إلى مأكولاتهم ومشروباتهم المفضلة. كذلك ينظفون المقابر ويضعون الزهور على القبور.

وفي بعض الأحيان يضعون شخصاً حياً في تابوت ويجولون به الحي أو القرية، بينما يلقي الباعة الفواكه والزهور في التابوت.

كلمة هالوين تحريف لعبارة "هالوين إيفنينغ" أي الليلة التي تسبق عيد جميع القديسين لدى الطائفة المسيحية الكاثوليكية. وهو عيد يحتفل به في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام. وهكذا أصبح الاحتفال بهالوين في 31 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.

ولأن هذا العيد هو في الأساس وثني، فقد عمدت المسيحية بعد ظهورها لمنع الاحتفال به. ولكن بمرور الزمن وعبر التاريخ اختلطت الأعياد بين دينية ووثنية لدى الناس.

تشمل تقاليد عيد الهالوين طقساً يُعرف باسم حيلة أم حلوى حيث يقوم الأطفال في فترة العيد بالتجول من منزل لآخر مرتدين أزياء الهالوين، ويطلبون الحلوى من أصحاب المنازل، وذلك بإلقاء السؤال حيلة أم حلوى؟ على من يفتح الباب، وهذه العبارة تعني أنه إذا لم يعط صاحب البيت أي حلوى للطفل فإنه سيقوم بإلقاء خدعة أو سحر على صاحب المنزل أو على ممتلكاته.

ارتبط الهالوين في العديد من الثقافات بثمار القرع، ولعل أهم رموزه ما يسمى بـ"مصباح القرع".

تقول أسطورة إن شخصاً كلتياً يدعى جاك كان كسولاً لا يحب العمل، يسكر ويقطع الطريق، وكل هذا بسبب وسوسة الشيطان. لكنه كان ذكياً.

 وحين أراد جاك التوبة استدرج الشيطان وأقنعه بأن يصعد إلى قمة شجرة، وحين صعد الشيطان إلى قمة الشجرة حفر جاك صليباً في جذع الشجرة، ففزع الشيطان وبقي عالقاً على قمة الشجرة.

وحين مات جاك لم يسمح له بالدخول إلى الجنة بسبب أعماله، ولم يجد له مكاناً في جهنم، بل حُكم عليه بالتشرد الأبدي، وحتى لا يهيم في الظلام أُعطي قبساً من نار جهنم.

في الاحتفالات اللاحقة بالهالوين التي تستوحي قصة جاك، استُبدل القبس بجزرة، ثم استبدله الأميركيون بثمرة القرع. وهكذا نشأ مصباح القرع.

وأصبح القرع رمزاً ملازماً للاحتفالات بعيد الهالوين في أميركا الشمالية في وقت لاحق.

وهناك أشكال وألوان من ملابس وأقنعة الهالوين، تتغير عبر الأجيال وتتابع آخر تقليعات الموضة، ولكنها تدور حول فكرة الموت والأشباح بشكل عام.

في السنوات الأخيرة بدأت الملابس والأقنعة تستقي أفكارها من شخصيات أفلام هوليوود، مثل "باتمان" و"سبايدر مان".

المساهمون