عيد الفطر بطعم الحرب في سورية

عيد الفطر بطعم الحرب في سورية

05 يوليو 2016
غلاء الأسعار يقلص الحركة في الأسواق (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -

يُكمل السوريون، اليوم الثلاثاء، آخر أيام صيام شهر رمضان الكريم، بعد إعلان القاضي الشرعي في دمشق يوم غد الأربعاء أول أيام عيد الفطر السعيد في سورية، التي يتصدر الصراع المسلح الدائر فيها منذ نحو خمس سنوات اهتمامات الناس، الذين يختلف واقعهم من منطقة إلى أخرى، ميدانياً واقتصادياً، وإن كانت السمة الغالبة على السوريين هي البؤس.

ومن يتجوّل في العاصمة السورية دمشق عشية العيد، يعتقد للوهلة الأولى أن الحياة طبيعية فيها، فالأسواق على مختلف أنواعها مزدحمة والناس يتجولون جماعات، لولا أن دوي انفجار من جوبر، أو داريا، أو رشقة رصاص من هنا أو هناك، تذكر بأن سورية تعيش عاماً خامساً في صراع دموي، وصف بأنه الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية في أربعينيات القرن الماضي.

وقال محمد، شاب في العشرينيات من العمر، يعمل في محل لبيع الملابس الجاهزة في شارع الحمرة، لـ"العربي الجديد": "رغم ما نراه من ازدحام شديد في السوق، إلا أن حركة البيع منخفضة، وكثير ممن يدخلون إلى المحال يكتفون بمعرفة الأسعار والإعراب عن الاستهجان من ارتفاعها"، لافتا إلى أن "هذا هو حال جميع الأسواق على اختلاف بضائعها، فالأسعار ترتفع بشكل يومي، في وقت لا يتحسن معه دخل المواطن السوري".

على الصعيد الاجتماعي، يمكن أن نتلمس داخل منازل السوريين ما أورثته الحرب لهم. أم أحمد، النازحة من الغوطة الشرقية، والتي تسكن ضاحية قدسيا بريف دمشق، قالت لـ"العربي الجديد": "أي عيد يمكن أن يكون لي، وأنا أم لأربعة أبناء جميعهم غادروا البلد وكل منهم استقر في دولة، وزوجي ما زال محاصراً في الغوطة الشرقية"، وتضيف "أبناء أخ زوجي معتقلون منذ ثلاث سنوات ولا نعلم عنهم شيئاً".

وأضافت "عائلتي المقيمة في دمشق مكونة من 23 أسرة، كل أسرة منهم لديها مصيبة أكبر من الأخرى، إضافة إلى أنهم نازحون من بيوتهم منذ سنوات، ووضعهم الاقتصادي في تردٍ يومي".


وتفيد مصادر أهلية من دمشق، لـ"العربي الجديد" بأن "العيد يمر على السوريين وهم يفتقدون الأحباب والخلان، فمنهم من هاجر أو نزح أو محاصر أو معتقل أو مفقود أو مقتول، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة، فالناس اليوم اختصرت كثيراً من مظاهر العيد التي اعتادت عليها قبل عام 2011، فالزيارات تقتصر على العائلة فقط، وحلويات العيد تقتصر على نوع واحد، وأغلب الأسر تحاول صنعها في المنزل لتوفير القليل من المال".

ولفتت ذات المصادر إلى أن "هناك طبقة في المجتمع وإن كانت صغيرة، ما زالت قادرة على البذخ وشراء ما تشتهي، وترتاد أماكن السهر والترفيه، وهي في الغالب إما المتنفذون أو تجار الحرب".

يشار إلى أن دمشق تشهد هذه الأيام حملة جديدة لسوْق الشباب للخدمة العسكرية قسراً في صفوف القوات النظامية، مستغلة حركة الناس في العيد، إضافة إلى الازدحام الشديد الناتج عن الحواجز الأمنية المنتشرة في جميع شوارع العاصمة.