عودوا إلى أدب الخيانة

11 اغسطس 2014
+ الخط -

إذا نظرنا في القاموس السياسي العربي، نجد أن مفردة الخيانة حاضرة دائماً. حتى استساغها كل السياسيين، فأصبح من يتهم بالخيانة لا يشعر بأنه مذموم أو محتقر.

لكن، على الرغم من ذلك، كان هناك دائماً بروتوكول متبع مع كل فعل سياسي يوصف بالخيانة، فأحياناً ترى هذا الموسوم بالخيانة يلقي خطباً يزلزل فيها الأرض تحت الإسرائيليين، ويؤكد أن إسرائيل هي العدو الأوحد، وفلسطين بوصلة الأمة، وكنت تراه يمدح المقاومة، ويدعو عليها، وإن كان من تحت الطاولة، بحفر قبرها، ويصافح عدوها. لكن، في النهاية هو يعرف أن للخيانة قاموساً وشروطاً أدبية يجيد مرانها.

الجديد علينا في هذه الأيام، أن بروتوكول أدب الخيانة أُسقط من حسابات ساسةٍ عربٍ كثيرين، فأصبحت خيانتهم مفضوحة وقحة، بل صارت محطّ فخر لهم ولمناصريهم. فيا أيها الساسة العرب، لا نريد منكم مواقف ولا بطولات. لكن، نرجوكم فقط أن تعودوا إلى مربع خيانتكم المهذبة، فضجيجكم ملأ الفضاء، وشوه الوعي، وخرب الكثير الكثير في حياتنا العربية.
avata
avata
محمد سعد (فلسطين)
محمد سعد (فلسطين)