عودة ليفربول تبدأ من الميركاتو..ماذا سيضيف فيرمينو لزعيم الميرسيسايد؟
بعد تعاقد ليفربول مع روبرتو فيرمينو، زاد الجدل بين المشجعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والسر يعود إلى مركز البرازيلي داخل الملعب. البعض يقول إنه مهاجم صريح، والبعض الآخر يؤكد أنه لاعب وسط وليس هدافاً. ورغم الاختلاف الكبير بين الجانبين، إلا أن كل رأي يستند إلى الأرقام والإحصاءات التي تجعله سليماً وصائباً في النهاية.
فيرمينو
فيرمينو نصف مهاجم ونصف لاعب وسط، يستطيع اللعب في كل مراكز الهجوم، ويتحرك بجرأة وشجاعة خلال الثلث الهجومي الأخير من الملعب. ولا يكتفي اللاعب اللاتيني بتسجيل الأهداف، بل يقوم بدور محوري في صناعتها، بسبب قدرته على التحكم بالكرة على الأطراف وأمام خط الوسط، لذلك يلعب باستمرار خلف المهاجمين مع فريقه الألماني هوفينهايم، بالإضافة إلى تحوله المستمر باتجاه الخط الجانبي بعيداً عن الرقابة.
أثناء مشاركته مع المنتخب البرازيلي، يلعب فيرمينو كمهاجم صريح في بعض المباريات، ومهاجم وهمي في مباريات أخرى. ومع قوته بالكرة وبدونها، وحاسته التهديفية العالية، واندفاعه البدني ضد المدافعين، يستطيع اللاعب القيام بالأدوار التكتيكية التي يريدها المدرب دونغا مع السيلساو.
رقمياً، شارك فيرمينو في 17 هدفاً بالدوري الألماني هذا الموسم، سجل سبعة أهداف وصنع عشرة، وبالتالي يعتبر البرازيلي إضافة حقيقية لتشكيلة ليفربول خلال الموسم المقبل، خصوصاً مع المنافسة المنتظرة بالدوري الإنجليزي الممتاز.
الرهان القادم
تحدث زونال ماركينغ عن قيمة المهاجمين الذين يدافعون من الأمام، وأكد أن هذا التكتيك هو النموذج الأمثل في كرة القدم الحديثة، لأن الفرق الكبيرة يجب أن تدافع من الثلث الهجومي الأخير داخل منتصف ملعب الخصم. والدليل على صدق هذه المقولة، قوة برشلونة الحالية وفوزه بالثلاثية، بسبب المجهود الجماعي المتكامل للثلاثي الهجومي، ميسي، نيمار، وسواريز. الـMSN لا يقوم بالهجوم فقط، بل يضغط على دفاع الخصم، وينفذ الهجوم الخاطف السريع بمجرد الحصول على الكرة.
قدرات فيرمينو الدفاعية مذهلة للجميع، فهو مهاجم وصانع ألعاب في آن واحد، مع مهارات دفاعية يُحسد عليها. وبالعودة إلى أرقامه في البوندسليغا، يقوم البرازيلي بعمل أكثر من 2.5 عرقلة مشروعة خلال المباراة الواحدة، مع 2.3 لعبة هوائية. ليكون الرهان القادم في ليفربول على لعبة الضغط العالي، الاستراتيجية التي يعشقها المدرب رودجرز وأشار إليها التكتيكي ويلسون في أكثر من حديث سابق.
ثنائية سواريز ـ ستوريدج القديمة، من الممكن مشاهدتها مرة أخرى خلال الموسم المقبل، مع كل من فيرمينو ـ ستوريدج، أو فيرمينو ومهاجم جديد آخر سيتعاقد معه ليفربول وفق آخر الأخبار، مع إمكانية شغله مركز صانع الألعاب رقم 10، وتحول مواطنه كوتينهو إلى الأطراف كجناح حقيقي. في كل الأحوال، هناك وفرة خططية متنوعة للريدز في القادم من الأيام.
كلاين
ليس فيرمينو فقط هو الوافد الجديد، بل مدافع ساوثهامبتون ناثانيل كلاين أيضاً، بعد أن أصبح الليفر هو الأقرب لإتمام صفقة التعاقد مع ظهير أيمن فريق ساوثامبتون. كلاين لاعب مميّز جداً في مركز الظهير الأيمن، والمعضلة الكبرى التي تؤرق جميع مدربي زعيم ميرسيسايد منذ عدة سنوات. ويستطيع اللاعب التوغل باستمرار باتجاه الهجوم، لأنه قادر على شغل مركزي الظهير والجناح بالقدرة نفسها كما كان يفعل مع القديسين.
يهتم ليفربول دائماً بالنجوم التي تلعب في أكثر من مركز داخل الملعب، لذلك كانت الصفقة الأولى له هذا الموسم هي جلب جيمس ميلنر، لاعب مانشستر سيتي السابق، المميز جداً على مستوى التمركز في كل مراكز الوسط، سواء في العمق أو على الأجنحة. كذلك رودجرز له سوابق قديمة مع إيمري كان، لاعب الوسط الذي تألق خلال الموسم الماضي في خانة المدافع الثالث أمام المرمى.
مع وجود تقارير قوية تؤكد أن الفريق يسعى خلف لاعبين آخرين، فإن مسألة توقع خطة ليفربول بالموسم المقبل أمر في غاية الصعوبة، بسبب وجود أكثر من خيار، من 4-4-2 إلى 4-2-3-1، و 4-3-3، إلى 3-4-2-1 في نهاية المطاف. لكن الشيء الوحيد المؤكد أن إدارة النادي تعمل بشكل إيجابي في الميركاتو الحالي عكس السنوات السابقة.
الموسم الفاصل
الفرق عبارة عن مجموعات، كل مجموعة تصارع من أجل الوصول إلى درجة تناغم، وبعدها تتحول إلى فرق كبيرة. الانسجام هو المفتاح، والحل في توظيف التكتيك بشكل مثالي لتحقيق الانتصارات المبنية على استراتيجية كروية سليمة. يمتاز براندن رودجرز بقدرة خططية غير عادية، من الممكن أن يسهر طوال الليل من أجل تطبيق خطة جديدة، لكنه يفقد البوصلة في الأمتار الأخيرة من عمر الموسم، ويفشل في السيطرة على فريقه خلال لحظات الحسم.
يجب على براندن تشكيل وصياغة فلسفة محددة لفريقه بالموسم المقبل، مع استراتيجية أساسية تكون هي القاعدة الثابتة في عملية عودة الليفر، خصوصاً أن الافتتاحية في البريمييرليغ معقدة بشدة في الأشهر الأولى من عمر المسابقة. لأن تعثر النتائج وسوء المستوى، سيدخلان الفريق الأحمر دائرة المجهول سريعاً.
لذلك، يحتاج المدرب الشاب إلى تحقيق المعادلة الصعبة، الدفاع القوي واللعب الهجومي في الوقت نفسه، مع الشخصية المتزنة التي تنعكس في الغالب على فريقه داخل المستطيل الأخضر. إنها الفرصة الأخيرة لرودجرز، وفي حالة فشل ليفربول في العودة مرة أخرى إلى الطريق المثالي، فإن إقالة الرجل المولع بالتكتيك ستكون هي كلمة النهاية الحزينة لمشوار رجل شجاع.
اقرأ أيضاً..
"العار"... بهذا الوصف علّقت الصحف البرازيلية على هزيمة منتخبها