عوار وبناصر وعطال حالات لن تتكرر مستقبلاً!

عوار وبناصر وعطال حالات لن تتكرر

06 سبتمبر 2020
عطال وبناصر تواجدا في أمم أفريقيا 2019 (Getty)
+ الخط -

 

يبدو أن الصدمة التي تلقاها الشارع الرياضي الجزائري كانت كبيرة، بعد القرار النهائي المفاجئ للاعب الشاب حسام عوار، باللعب للمنتخب الفرنسي، وهو الاختيار الذي كان صريحاً وواضحاً ومباشراً من نجم نادي ليون الفرنسي، عن طريق اتصاله بمدرب "الخضر" جمال بلماضي، مبلغا إياه أنه قرر أن يكون "ديكا" فرنسيا لا "محاربا" جزائريا.

ولأن الحياة عبارة عن اختيارات، فمن حق حسام اختيار المنتخب الذي يمثله، طالما أنه كان شجاعاً وأخذ كامل وقته، واتخذ قراره من دون تردد، وهو ما كتبته من قبل مقال "عوار.. كن رجلا نحترمك"، لذلك لا يمكن لأي أحد أن يقلل احترامه للاعب اختار البلد الذي وُلد فيه وترعرع على أرضه وتعلم الكرة في مراكزه وتدرج ضمن الفئات السنية لمنتخبه.

للأسف لم نفهم كلام بلماضي وقتها خلال المؤتمرات الصحافية والتصريحات الإعلامية، فقد قالها بصراحة، إن الثلاثي عوار، عدلي وآيت نوري يعلمون جيدا مدى اهتمام المنتخب الجزائري بهم، وهي رسالة أن الاتصال قد تم بهم، وأكد في حديث آخر، أن هؤلاء الثلاثة يعتبرون لاعبين فرنسيين، وليسوا "فرانكو جزائريين"، وأن حجز مكانة داخل المجموعة التي تشكل منتخب أبطال أفريقيا ليس بالأمر السهل، في صورة كبرياء وعز نفس مدرب يريد حفظ كرامة بلد، ومنح الثقة لمجموعته، وتبيان الطريق الذي بات يسير عليه منتخب بلد بحجم قارة.

حالة عوار لن تتكرر مستقبلا، ما دام الاتحاد الجزائري لكرة القدم، قد غير استراتيجيته تجاه التعامل مع ملف اللاعبين مزدوجي الجنسية، عن طريق لجنة رصد تم تنصيبها قبل عدة أشهر، والتي ضمنت لحد الآن أكثر من سبعين لاعباً، عبر مختلف الفئات السنية، والتي ستدعم منتخب الجزائر مستقبلا، فهذه الخطوة ستجعل الاتحاد، يعلم مسبقاً الأسماء التي يمكنه وضعها ضمن خطته المستقبلية، من دون انتظار عوار جديد يأخذ عاماً كاملاً ثم يرفض، أو فقير جديد يقول نعم ثم يغير رأيه، أو حمومة جديد يقول إنه لا يعرف الجزائر ولا يحس اتجاهها بأي مشاعر حتى يلعب لها.

 حالة بناصر لن تتكرر، فالمنتخب الجزائري بات اليوم بطل أفريقيا، وصاحب أحسن مشاركة عربية في السنوات الأخيرة في المونديال، والمنتخب الذي يمتلك أكثر سلسلة من دون خسارة، كل هذا يجعل مكانة الخضر أكبر من استدعاء لاعب رديف، وإن كان اسمه بناصر، بل المنظومة التي ترسى قواعدها، هي أن تدرج المواهب عبر الفئات السنية، وتصل للمنتخب الأول جاهزة ذهنيا ونفسيا، وتمتلك الكثير من الخبرة.

حالة عطال لن تتكرر، فالمنتخب الآن كما قُلت سابقا، لن يقبل أن يستدعى لاعب من القسم الثاني، بل بالعكس، سيكون لبلماضي الكثير من الخيارات في المستقبل القريب، عن طريق التشاور مع مدرب المنتخب المحلي مجيد بوقرة، وهذا الأخير لن يجد الكثير من الصعوبات، لأن المنظومة الكروية تسير نحو بسط قاعدة التكوين عبر الأندية، فالموسم المقبل سيعرف انطلاق ثاني مركز تكوين تابع للاتحاد الجزائري، ناهيك عن نادي بارادو المعروف بمدرسته التي منحت الخضر كل من بوداوي، عطال وبن سبعيني، وكذلك الأمر للمشروع الطموح لقائد الخضر السابق عنتر يحي مع نادي اتحاد العاصمة، فضلاً عن مشروع نادي شباب بلوزداد مع مدير المنتخبات الوطنية السابق بوعلام شارف، وأيضا مدرسة الوفاق التي كان الشاب إسحاق بوصوف باكورة أعمالها، وغيرهم من الفرق التي بدأت ترى في التكوين السبيل الوحيد من أجل البقاء في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي تعاني منها الجزائر.

 

المساهمون