إجماع نادر بين السوريين تجلّى بتأبين ناجي الجرف (فايسبوك)
"لا عزاء لنا بشهيد، الدم بالدم" هاتان الجملتان كانتا "ستاتوس" شاركه الشهيد الصحافي السوري ناجي الجرف على حسابه على "فيسبوك"، قبل اغتياله بثلاثة أيام، عندما استقرت، يوم الأحد، رصاصتان داعشيتان في رأسه وصدره في مدينة عنتاب التركية، لينضم إلى قوافل شهداء السوريين. كتبها الجرف تعبيراً عن حاله بعد استشهاد شقيقه وعدد ممن دربهم من الناشطين السوريين في دورات "المواطن الصحافي" التي كان يشرف عليها خلال العدوان الروسي المستمر على المدنيين السوريين منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وأيضاً ألماً لاغتيال "داعش" للناشطين الثلاثة الذين كانوا يعملون في حملة "الرقة تُذبح بصمت".
هاتان الجملتان هما حال ملايين السوريين، أولئك الذين فقدوا أعزاء وأهلا على يد "داعش" ونظام الأسد. لم يُجمِع السوريون منذ فترة طويلة على تأبين شهيد لهم، كما حصل مع استشهاد الجرف، كما لا يريد العالم أن يفهم هاتين الجملتين، رغم أنهما تلخصان كل شيء، بل ويستمر في التعامل مع القضية السورية على أنها مجرد حرب أهلية لاختلاف وجهات النظر بين فرقاء سياسيين متساوين، متناسياً البداية الأولى لها عندما كانت المعركة بين طغمة مستبدة وثوار سلميين يبحثون عن حريتهم. لم تبق دولة أو تنظيم قادر في العالم على التدخل ضد هذه الثورة إلا وتدخلوا، سواء بحجة "نصرة المسلمين في الشام" أو بحجة "قتال داعش" أو "دعم محور الممانعة وتحرير القدس"، ولكن لم يتدخل أحد قط ليوقف الأسد ويضع لساديته حدّاً، حتى بعد استخدامه السلاح الكيماوي.
يقول العالم إنها "حرب أهلية" ولا يتساءل مرة واحدة: أي ثورة في العالم هي تلك التي ستحتمل أن تقدم أكثر من نصف مليون شهيد، و12 مليون بين نازح ولاجئ، ويحوم في سمائها طيران الغرب والروس وإسرائيل، ويتقاتل على أرضها جميع اللاعبين الإقليميين، وتتم تصفية جميع الحسابات بأبنائها، ومن ثم يُطلَب منها أن تبقى على سيرتها الأولى ومتحدة، بل وتنسى دماء أبنائها وتغفر وتتخلى عن الانتقام وتجلس على طاولة مفاوضات مع النظام ورأسه، وهما سبب كل المأساة؟
إنّ من يطالب السوريين بأن يصبحوا أنبياء ويغفروا أو يستسلموا ليبقى قاتلهم يحكمهم، يتجاهل المنطق والطبيعة البشرية والتاريخ.
هاتان الجملتان هما حال ملايين السوريين، أولئك الذين فقدوا أعزاء وأهلا على يد "داعش" ونظام الأسد. لم يُجمِع السوريون منذ فترة طويلة على تأبين شهيد لهم، كما حصل مع استشهاد الجرف، كما لا يريد العالم أن يفهم هاتين الجملتين، رغم أنهما تلخصان كل شيء، بل ويستمر في التعامل مع القضية السورية على أنها مجرد حرب أهلية لاختلاف وجهات النظر بين فرقاء سياسيين متساوين، متناسياً البداية الأولى لها عندما كانت المعركة بين طغمة مستبدة وثوار سلميين يبحثون عن حريتهم. لم تبق دولة أو تنظيم قادر في العالم على التدخل ضد هذه الثورة إلا وتدخلوا، سواء بحجة "نصرة المسلمين في الشام" أو بحجة "قتال داعش" أو "دعم محور الممانعة وتحرير القدس"، ولكن لم يتدخل أحد قط ليوقف الأسد ويضع لساديته حدّاً، حتى بعد استخدامه السلاح الكيماوي.
يقول العالم إنها "حرب أهلية" ولا يتساءل مرة واحدة: أي ثورة في العالم هي تلك التي ستحتمل أن تقدم أكثر من نصف مليون شهيد، و12 مليون بين نازح ولاجئ، ويحوم في سمائها طيران الغرب والروس وإسرائيل، ويتقاتل على أرضها جميع اللاعبين الإقليميين، وتتم تصفية جميع الحسابات بأبنائها، ومن ثم يُطلَب منها أن تبقى على سيرتها الأولى ومتحدة، بل وتنسى دماء أبنائها وتغفر وتتخلى عن الانتقام وتجلس على طاولة مفاوضات مع النظام ورأسه، وهما سبب كل المأساة؟
إنّ من يطالب السوريين بأن يصبحوا أنبياء ويغفروا أو يستسلموا ليبقى قاتلهم يحكمهم، يتجاهل المنطق والطبيعة البشرية والتاريخ.