Skip to main content
عن عار الصمت واستعمالات القلب وواجهة التاريخ

كشكول

بلال فضل
ـ "إذا حدث وقرأت قصصاً لا تتعارض بشكل مباشر لأي من الأحداث أو القضايا الكبيرة التي نعيشها، فلا تظن أن هذه القصص المعنية بصغائر الأمور كانت بمنأى عن هذه الأحداث الكبيرة أبداً، فالأحداث الكبيرة هي كبيرة فقط، لأنها تصوغ وتلون المناخ أو المزاج العام الذي يعيش فيه الخلق من عباد الله، وهي تؤثر بالتالي أعمق التأثير في تفاصيل الحياة اليومية وفي طبيعة العلاقة العادية بين الإنسان ونفسه وبالآخرين وبالدنيا التي يعيش فيها، والسعي فنياً من أجل التعبير عن طبيعة هذه العلاقات الإنسانية هي وظيفة الفنون جميعاً".

إبراهيم أصلان من (شيء من هذا القبيل)

ـ "الشخص فاقد الشخصية غير مدرك بتحوله لآخر، من هنا يأتي نجاح هذه الأنظمة السياسية والاقتصادية، فدعمها الحقيقي يأتي من ضحاياها."

خوان خوسيه مياس من رواية (من الظل) ترجمة أحمد عبد اللطيف

ـ "من حقق النظر، وراض نفسه على السكون إلى الحقائق، وإن آلمتها في أول صدمة، كان اغتباطه بذم الناس إياه، أشد وأكثر من اغتباطه بمدحهم إياه"

ابن حزم

ـ "ماذا نعرف عن بشر عاشوا حروباً أهلية؟ عنفاً ودماراً وخساراتٍ وخيباتٍ؟ وخوفاً مريعاً، بلا شك؟ كيف يتحولون، وما الذي يتغير فيهم ويقسو؟ في المربع الأخير من الحياة، ذلك الذي يغدو الموت فيه قريباً ومحتملاً بشدة، لا يعود القلب سوى مضخة للاستعمال المفيد، دم ساخن يدفق بقوة في الأعضاء من أجل الهرب، لا من أجل أي شيء آخر سوى الهرب."

هدى بركات من رواية (بريد الليل)

ـ "أيام ورا أيام ورا أيام.. لا الجرح يهدا ولا الرجا بينام.. ماشي في طريق الشوك ماشي.. ماشي لكن قلبي مطرح ما يمشي يبدر الأحلام.. العتمة سور والنور بيتوارى.. ويش للفقارى في زمان النوح.. ميتى تخطي السور يا نوارة.. ويهل عطرك عالخلا ويفوح.. ويشدنا لقدام.. من عتمة الليل النهار راجع.. ومهما طال الليل بييجي نهار.. مهما تكون في عتمة ومواجع.. العتمة سور ييجي النهار تنهار.. وضهرنا ينقام"

سيد حجاب ـ من أغنية مقدمة مسلسل (الأيام)

ـ "وراء الواجهة الحمراء للحرب والسياسة والبلوى والفقر والزنا والطلاق والقتل والانتحار، عاشت الملايين من البيوت المرتبة، والزيجات المخلصة، والرجال والنساء المملوءات عطفا وحنانا، القلقون على أطفالهم والسعداء بهم، بل إننا نجد في التاريخ المسجل الكثير جدا من أمثلة الصلاح، بل النبل، بحيث نستطيع أن نغفر الخطايا وإن كنا لا ننساها. فعطايا الخير والإحسان تساوت تقريبا مع ألوان وحشية ساحات القتال والسجون، وكم من المرات حتى في الحكايات السريعة التي رويناها، رأينا البشر يساعد بعضهم البعض... فمن ذا سيجرؤ على كتابة تاريخ عمل الخير عند البشر؟"

من كتاب (دروس التاريخ) لـ ويل ديورانت وزوجته إيريل ترجمة علي شلش

ـ "كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا
بهجة الأهل
صوت الحصان
التعرف بالضيف
همهمة القلب حين يرى برعما في الحديقة يذوي
الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي
مراوغة القلب حين يرى طائر الموت
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة"

أمل دنقل

ـ "قال عمرو بن عتبة لرجل يشتم رجلا وآخر يستمع له، فقال للمستمع: نزّه سمعك عن استماع الخنا، كما تنزه لسانك عن الكلام به، فإن السامع شريك القائل، وإنما نظر إلى شر ما في وعائه فأفرغها في وعائك، ولو رُدّت كلمة جاهل في فيه لسعد رادُّها، كما شقي قائلها."

رواه الجاحظ في الجزء الثاني من (البيان والتبيين)

ـ "ها أنذا أحاول أن أجترح تصوير شيء ما ، وما إن يلفني الصمت حتى أدرك أني ما قلت شيئا على الإطلاق، ثمة مادة دبقة، نورانية على نحو بديع، بقيت في أعماقي تتحدى الكلمات، وهي اللغة التي لم أتفهمها هناك، والتي من المحتم أنها الآن تجد ترجمتها في دواخلي؟ هناك أحداث، صور وأصوات بدأ معناها الآن ينبعث حيا، تلك الكلمات التي لم تعرف التسجيل ولا الصياغة التي تكمن فيما وراء الكلمات، أبعد غورا، أكثر التباسا من الكلمات".

إلياس كانيتي من (أصوات مراكش)

ـ "يا نظام الجنون الذي لا يمكن إصلاحه، هل يمكن أن يكون وارداً شيء آخر، غير إعادة شبح العدالات غير المجدية، إلى الجزر المفقودة تحت الريح، حيث لا يتعطل أحد عبثا، وحيث على واجهات العواهر، يحتفل شعب بكامله من المحكوم عليهم، بالأشغال الشاقة، يحتفل بوقار بقُدّاس المتع السامية"

جورج حنين من نص (الجزر تحت الريح) ترجمة ساران ألكسندريان

ـ "إن هذه الملايين من البشر المهجورين المطرودين من وليمة الحياة، يتزاحمون ويتصادمون في ظلمات الأقبية التي دفعهم إليها أخواتهم الكبار، فهم يقرعون بالتلمس بابا ما، ويبحثون عن مخرج ما، حتى لا يختنقوا في الكهف المظلم. هذه محاولة أخيرة يائسة مستميتة في سبيل أن يكونوا عصبةً على حدة، في سبيل أن ينفصلوا عن كل شيء، ولو عن الشكل الإنساني، شريطة أن يعيشوا على ما يشاء لهم هواهم، وأن لا يكونوا معاً".

فيودور دوستويفسكي من (ذكريات شتاء عن مشاعر صيف) ترجمة سامي الدروبي

ـ "هناك وقت نكف فيه عن التبدل يا عزيزي... فكرت بمرارة وهو ماض في تلاوة ثرثرته عن العيش في منتصف العمر، أي كاتالوج بعد يستطيع أن يغوينا؟ أية معارض عقيمة عن الجمال، أية مآثر بعد في مقدورها أن تزرع السعادة فينا؟ نحن الذين لن يرغب فينا أحد بعد الآن، لن يشتهينا أحد بعد الآن، نحن حيث أمنيتنا الوحيدة هي سرير بارد وغوص في النسيان".

ياسمينة رضا من رواية (هامر كلافيير) ترجمة نزار آغري

ـ "نواصل الصراع لأننا نحب التفوق لا الخنوع.. نحن نغني رغم أنه لا وجود لمن يسمعنا، نكتب لأنفسنا ولا نعمل للآخرين، نحن أسياد بساتين العالم، البستان ملكنا، نحرثه ونشذب شجره ونجمع غلاله ونعصر أعنابه ونحتسي خلاصة خمرها، بمعنى عندما ننسى الحدود نستطيع فعل المستحيلات، العقل والقلب يقيداننا"

نيكوس كازنتزاكيتس، كما روت عنه لطفية الدليمي في كتابها (الروايات التي أحبّ)

ـ "منين أجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه
إذا كنت باجي أقوله نص عقلي يتوه؟
لأ.. نحاول
الكلام مش مستجيب.. والصمت عار
والمسافة بعيدة بين الفعل والقول البليد
لكن نحاول
لا القصيدة حتجري ع الأسفلت ولا ترمي حجر
ولا فوق أكتافها راح تحمل شهيد
ولا حتبعِّد خطر ولا حاتقرّب بعيد
الكلام ـ آخر المطاف ـ هوه الكلام
والدم دم
القصيدة توصف الدم الذكي
ما تشيلش نقطة
توصف الأم اللي ماتت بنتها قدام عينيها
بس وصف
وصف جيد.. وصف خايب
وصف صادق.. وصف كاذب
في النهاية كله وصف
كل شعر الوصف
ما يساويش في سوق الحق صرخة
الكلام عن كل ده
شيء م التطاول
إنّما.. لازم نحاول"

عبد الرحمن الأبنودي من قصيدة (الموت على الأسفلت)