عن دولة من هم بيننا

عن دولة من هم بيننا

26 مارس 2015
+ الخط -

6 ملايين مقيم، 21 مليار دولار تحويلات سنوياً، عددهم في الخليج العربي يفوق عددهم في الولايات المتحدة الأميركية، حجم التبادل التجاري بينهم وبين دول الخليج بلغ 130 مليار دولار. هذه ارقام تمثل جزءاً من حجم التواجد والعلاقة بين الهنود ودول الخليج، علاقة تمتد لأكثر من 100 عام بين اثنين من أهم المواقع التجارية في شرق ووسط الكرة الأرضية.

حيث يعتبر الهنود من أهم وأكبر الجاليات التي تعمل في دول الخليج، في مختلف التخصصات والوظائف، ولكن هناك العديد من الأمور والمواقف والأرقام والإحصائيات التي تحتاج أن نقف عندها، لكي تكون الصورة كاملة. فالموضوع لا يقتصر عى مجرد عمالة هندية تقوم بأداء مهام بسيطة أو محدودة، ونحن هنا أيضا لا نتكلم عن دولة لها مواقف سياسية محايدة، أو لا تمثل خطرا مباشراً علينا كمنطقة وأمة.

فعندما نعلم بأن مبيعات الكيان الصهيوني للهند من الأسلحة، بمختلف أنواعها وأحجامها بلغ الملياري دولار، فذاك أمر خطير ويتغافل عنه الإعلام العربي كعادته في مثل هذه القضايا. والعلاقات الصهيونية الهندية مزدهرة بعد فترة ركود لعشرات السنين، فهناك على سبيل المثال علاقات اقتصادية في مجالات الزراعة ونقل التكنولوجيا، واستخدام إسرائيل كمنصة لتوسيع التجارة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

فقد ارتفعت الاستثمارات الإسرائيلية في الهند من 36 مليون دولار عام 1992 إلى مليار دولار عام 1999، واتفق البلدان على معاملة كل منهما للآخر معاملة الدولة الأولى بالرعاية. وارتفع معدل التبادل التجاري بينهما من 202 مليون دولار عام 1992 إلى أكثر من مليار دولار، كما اتسعت مجالاته وتنوعت.

وعلى المستوى الدبلوماسي، تعاونت الهند مع إسرائيل في بعض القضايا التي تعرضت فيها إسرائيل للإدانة الدولية، بخاصة فيما يتعلق بالمساواة بين الصهيونية والعنصرية، وذلك في مقابل تأييد إسرائيل للهند في مواجهة باكستان.

ولم تعد الهند تتبنى مشروعات قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية، كما أصبحت تمتنع عن إدانة التصرفات الإسرائيلية حيال الفلسطينيين.

كل هذه المواقف تجعل من الهنود حليفاً قوياً للعدو الأكبر للأمة العربية. ولكن مواقف الهند في القضايا الإسلامية غير محايدة، وحتى تعاملها مع المسلمين الهنود البالغ عددهم 150 مليون مسلم، وهم ثاني أكبر تجمع للمسلمين بعد أندونيسيا يتسم بعدم العدالة، بل يصل حد الاضطهاد العنصري.

وكما أوردت مجلة فوربس العربيه عن أغنى 10 هنود في الخليج، تفوق ثروتهم الـ 15 مليار دولار، على رأسهم ميكي جاجتياني مالك مجموعة لاندمارك، التي تأسست في البحرين عام 1973 من خلال متجر واحد هناك، لكن مجموعة لاند مارك توسعت لاحقا لتصبح إحدى أضخم شركات البيع بالتجزئة في الخليج، ويصل مدخولها السنوي إلى 3.2 مليار دولار ويعمل بها قرابة 31 ألف موظف. ويبدو أن كل ذلك هو مجرد بداية، مع خطط لزيادة دخلها إلى حوالي 5 مليارات دولار ونصف وافتتاح قرابة 1200 متجر جديد بحلول العام 2015. نال جاجتياني لقب أهم مغترب هندي عام 2009 في قائمة أريبيان بزنس لأهم المغتربين في الخليج والشرق الأوسط.

وأما فيما يتعلق بمجال التوعية وبيان الحقيقة، خصوصا القضية الفلسطينية ومختلف قضايا الإسلام، فهناك نسبة كبير من الهنود في الخليج أميون، فكما صرح السفير الهندي في البحرين، بأن نسبة الأمية بين الجالية الهندية في البحرين تبلغ الـ70 %.


(البحرين)

المساهمون