عن السير مع القطيع والمبادئ العظيمة وتعلّم الصبر

عن السير مع القطيع والمبادئ العظيمة وتعلّم الصبر

28 يونيو 2020
+ الخط -
ـ "يمتلك كل مجتمع أفكاراً عما ينبغي أن يؤمن به المرء، وعن كيفية تصرفه بحيث يتجنب التشكيك ومخالفة الآراء السائدة... وسيبدو الشروع بمساءلة هذه المعتقدات غريباً بل وعدوانياً... عدائية الآخرين ليست هي وحدها السبب الذي يمنعنا من مساءلة الوضع القائم، إذ قد يتم إضعاف إرادة التشكيك الخاصة بنا على نحو كبير بفعل إحساس داخلي أنّ المعتقدات المجتمعية تمتلك أساساً منطقياً حتماً، حتى لو لم نكن واثقين تماماً من ماهيته، لأنها نُقلت إلينا عبر عدد كبير جداً من البشر خلال زمن طويل، وسيبدو من غير المعقول أن يكون مجتمعنا مخطئاً على نحو فادح في معتقداته، وأن نكون نحن ـ في الوقت ذاته ـ الوحيدين الذين أدركوا الحقيقة، إننا نخمد شكوكنا ونتبع القطيع لأننا عاجزون عن اعتبار أنفسنا رواداً في اكتشاف حقائق لا تزال صعبة ومجهولة حتى الآن".

من كتاب (عزاءات الفلسفة كيف تساعدنا الفلسفة في الحياة) لـ ألان دي بوتون، ترجمة يزن الحاج.

ـ "هل تعرف ما هو الفرق بين الحكاية الخرافية في الشمال والحكاية الخرافية في الجنوب، في الشمال تبدأ الحكاية الخرافية بالقول "كان يا ما كان"، أما في الجنوب تبدأ الحكاية الخرافية بالقول: "مش هتصدق الخرا اللي هاحكي لك عليه".

من مقدمة فيلم (ذا ليجيند أوف كوكايين آيلاند) الوثائقي.

ـ "اصح يا صديقي فلم يعد هناك شيء اسمه معاً، عندما تنكسر الرمانة فإنّ جميع حباتها تنفرط وتتبعثر في جميع الاتجاهات، ولا يمكنك أن تعيدها وتجمعها ثانية".


من رواية (لقيطة إسطنبول) لـ إليف شفق، ترجمة خالد الجبيلي.

ـ "عندما يكون الضرر المحتمل صغيراً، لا تكلّف نفسك فوق طاقتها، واسمح بوقوع هذا الخطأ الصغير، ستعيش أفضل بهذه الطريقة، فالطبيعة فيما يبدو لا تعبأ كثيراً بما إن كانت قراراتنا مثالية أم لا، ما دمنا إلى حدٍ ما نستطيع أن نناور للاستمرار في الحياة، وما دمنا ننتبه حين تكون المسألة مسألة حياة أو موت".

من كتاب (فن التفكير الواضح: 52 خطأ في التفكير يجب عليك تبنيها) لرولف دوبلي، ترجمة نرمين الشرقاوي.

ـ "بائع البالونات: الذين يكبرون في بيت بائع البالونات، تظهر عليهم رائحة غاز الهليوم، يعرفون كم بالوناً، يحتاجون لتطيير قلمٍ واحد، يُمنَعون من اللعب قرب أنابيب الغاز، رئاتهم سليمة لشدة ما نفخوا. لا غرفة للبالونات فهي متناثرة في البيت، والخيط الذي يربطها، يتعلّق بالآذان، يتشابك بالمقابض، يلوّث الطعام. لا تّتسع العربة للبالونات، بائع البالونات يحملها ويمشي، ويحلمُ مثلنا أنها تحمله وتحلَّق".

من ديوان (كتاب الحِرَف الحزينة) لميغيل مالدونادو ترجمة غدير أبو سنينة.

ـ "الحياة كلها لغز في غرفة مظلمة والأدب ليس سوى تعبير عنها".

من رواية (لَبس) لـ جيزوالدو بوفالينو، ترجمة بسام حجار.

ـ "لا أعرف كيف يستطيع المرء أن يُقيِّم نفسه؟ هل بالضوضاء المحيطة به؟ أم بالسكون؟ هل بالأجيال القادمة أم بعدد القراء؟ هل لغياب القارئ دخل في ذلك أم أن الأهمية ستخرج في وقت معين؟ أعتقد أن الناس ستقرأ لي لبعض الوقت، على الأقل هذا ما يخبرني به القراء. أحياناً كنت أشارك في نقاشات حول مشاكل المرأة وعرفت ذلك مما تلقيته من خطابات، أما بالنسبة للمعنى الدقيق لفكرة الجودة الأدبية في عملي، فليس لديّ أدنى فكرة".

فلاديمير نابوكوف في حوار مع هربرت غولد وجورج بليمبتون، ترجمه أحمد أبو الخير ونشره في كتاب (رحيق العالم).

ـ "في الوضع الاجتماعي الحالي لا يمكن لمجموعة من الناس مهما كانت نواياهم صادقة جميعاً، ومهما كانوا لا ينشغلون سوى بمحاربة الأوهام الاجتماعية والعمل من أجل الحرية، أن يعملوا مجتمعين دون أن يخلقوا استبداداً بينهم بعفوية، دون أن يخلقوا استبداداً من نوع جديد، يكمّل استبداد الأوهام الاجتماعية، دون أن يهدموا في الممارسة كل ما يريدون على مستوى النظرية، دون أن يعرقلوا قدر الإمكان الهدف الذي يريدون دعمه، ما العمل؟ المسألة بسيطة... أن نعمل جميعاً من أجل الهدف نفسه، لكن متفرقين....إذا اشتغلنا مجتمعين من أجل الهدف الفوضوي نفسه، سيساهم كل واحد بمجهوده في تحطيم الأوهام الاجتماعية وخلق المجتمع المستقبلي الحر، وهو ما يصبو إليه، وإذا اشتغلنا متفرقين لا يمكننا بأي شكل أن نخلق استبداداً جديداً، لأن ليس لأي أحد تأثير على الآخر، وبالتالي لا يمكنه، حتى لو أخضعه، أن يقلل من حريته، ويطفئها إن هو ساعده. إذا اشتغلنا هكذا متفرقين من أجل الهدف نفسه، تكون لنا الفائدتان: المجهود المشترك وعدم خلق استبداد من نوع جديد. سنبقى متحدين. لأننا متحدون معنوياً ونعمل بالطريقة نفسها من أجل الهدف نفسه، سنظل فوضويين، لأن كل واحد منا يعمل من أجل المجتمع الحر، لكن سنكف عن أن نكون خائنين، عن قصد أو غير قصد لقضيتنا، سنكف عن ذلك، لأنه بواسطة العمل الفوضوي المنعزل، سنضع أنفسنا خارج التأثير القاتل للأوهام الاجتماعية، في انعكاسها المتوارث على الصفات التي وهبتها الطبيعة... بالعمل متفرقين كنا نتعلم الثقة في أنفسنا وأن لا نعتمد بعضنا على بعض، أن نصير أكثر حرية، ونهيئ أنفسنا والآخرين للمستقبل باتباع قدوتنا".

من قصة "البنكي الفوضوي" لفرناندو بيسوا المنشورة في كتاب (الباب) من ترجمة سعيد بنعبد الواحد.

"هذا غريب لم يتزحزح عن مسقط رأسه، ولم يتزعزع عن مهب أنفاسه، وأغرب الغرباء من صار غريباً في وطنه، وأبعد البعداء من كان بعيداً في محل قربه".

أبو حيان التوحيدي

ـ "تكون ذكياً إن تعاملت مع الأمور بصبر، بل دعني أخبرك: منذ دقائق أكدت أنك لا ترغب في الإنصات لي، أنك لا ترغب في التعلم، أنك متعلم بالفعل. أنت الآن ـ على الأقل ـ بدأت تتعلم الصبر، وإذا بتّ صبوراً فستصبح كل علوم الحياة الأخرى أكثر سهولة، يصبح المرء عندئذ أكثر قابلية للتلقي، أكثر إنسانية، أقل جشعاً".

من رواية (أخف من الهواء) لفيديريكو جانمير ترجمة محمد الفولي.

ـ "يا هؤلاء الذين يريدون تحرير الناس من الاستعمار، من الطاغوت، من الرأسمالية، وأنا منكم، فلنحرر أنفسنا أولاً من كل ذلك، من نير حقائقنا، من نور عظماتنا الذي يغشي العيون، من عظمة دورنا التاريخي أو الإلهي أو الوطني. اكشفوا للناس شهوة السلطة التي تحرك القلم، اكشفوا سلطة المقال عليكم، سلطة "أمانة" الاتساق المعادية لأمانة الحقيقة، لنمزق رداء التواضع الكاذب، لنعري ألوهيتنا الدفينة. لنتواضع تواضعاً حقيقياً، لنكشف للناس اعتباراتنا التي تحكم نصوصنا، ولنشرح لهم كيف يتكون "صدق المشاعر" في إبداعاتنا. أقول لكم أيضاً: لنكشف للناس تواريخنا، تواريخ صراعنا التي جعلت منا كُتّاباً. تواريخ إزاحتنا من أجل الحقيقة والمنبر والمكانة، تواريخ إحباطاتنا من سياقات أخرى في الحياة. لنشرح لهم، لنشرح مأزق الكتابة والإبداع على هوامش الحياة، لنشرح ألم "الحياة البديلة" في خندق الثقافة، لنشرح ملابسات النشر والدعاية والشهرة التي تهبط بالخطاب من علياء تجرده، ولكن لا نلبسنّ مسوح الشهداء، لنكن متواضعين، مثل كل نجار مبدع في حرفته، لنكن أحراراً، ونتخلص من رداء العظمة الذي يقتل أرواحنا وأبداننا، لنكن صرحاء، ولندع الناس يتحررون من هوياتنا، ليصنعوا هوياتهم وإبداعاتهم، إذا كنا نؤمن حقيقة بأن الحقيقة صنو الحرية. لنكف عن الحديث عن "المبادئ العظيمة"، لنحبط توالدها الطبيعي في أزمنة الانحطاط".

الدكتور شريف يونس من كتاب (سؤال الهوية: الهوية وسلطة المثقف في عصر ما بعد الحداثة).
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.