عن التحالف الأميركي ضد داعش
لماذا تركت الولايات المتحدة الأميركية، ومعها حلفاؤها الأوروبيون والغربيون، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، يمارس إرهابه ضد البشر والحجر والشجر، كل هذا الوقت، ولم تجيّش تحالفاً دولياً ضد هذا التنظيم، الذي وصفه الرئيس باراك أوباما بالسرطان، إلا بعد ذبح صحافيين كان قد اختطفهما في سورية مند سنة؟
لماذا اختار الرئيس باراك أوباما، ومعه الإدارة الأميركية، ذكرى 11 سبتمبر 2001 لتوجيه خطاب يرسم الخطوط العريضة لاستراتيجية أميركية في مواجهة داعش في إطار تحالف دولي ضد تنظيم الدولة، يقتصر فيه الدور الأميركي على توجيه الضربات الجوية على قلاع هذا التنظيم، في سورية والعراق، من دون مجازفة بدفع الجيش الأميركي إلى حرب برية، يعرف البنتاغون مسبقاً أنه الخاسر الأكبر فيها، بالنظر إلى تجاربه العسكرية في مواجهة ما يسميه "الإرهاب" منذ مطلع القرن الحالي؟
وكيف وصل كل ذلك العدد من المقاتلين، الذين قدّرت مراكز الدراسات المتخصصة أعدادهم بالآلاف، إلى سورية والعراق؟ مَن سهّل لهم التنقل إلى سورية والعراق من أكثر من 81 دولة؟ كيف تمت العملية ووفق أي مخطط؟ أي مسؤولية دولية في هذا الإطار؟
طرح هذه الأسئلة مسألة مهمة وضرورية، لأن طبيعة الأجوبة حولها، هي المدخل الكفيل بفهم الكيفية التي سيتم بواسطتها إقناع شعوب الدول المعنية بتحالف أميركا الواسع بأهمية المشاركة في الحرب المفترضة ضد التنظيمات الإرهابية في الشام والعراق، وفي مقدمتها تنظيم داعش الذي أصبح التنظيم الإرهابي الدولي الأكثر خطورة والأكثر إغراءً لتجنيد المقاتلين من كل دول العالم، بسبب موارده المالية الضخمة.
للحرب على الإرهاب كلفة ومخاطر جمة، والأطراف التي ستقودها، والأخرى التي ستشارك فيها، يقع عليها عبء شرح مصلحتها في هذه الحرب، ومدى انعكاسها الإيجابي على أمنها القومي، وعلى أمن مواطنيها واستقرارهم. ماذا ربحت أميركا من حربها على الإرهاب طوال الـ13 سنة التي أعقبت زلزال الحادي عشر من سبتمبر 2011؟ هل قلّصت من مخاطر الإرهاب؟ أم أنها وفّرت البيئة الحاضنة له بشكل غير مسبوق؟ لماذا فشلت العملية السياسية في العراق، بعد إسقاط نظام صدام حسين؟ ومَن حكم عليها بالفشل؟ مَن زرع بذور الطائفية، أو شجع زراعتها في هذا البلد؟ ومَن سمح بعودة الإرهاب إليه في غفلة من العالم، تحت عباءة الخلافة المزعومة؟
الحرب على الإرهاب، داخلياً كانت أم خارجياً، ضرورة تمليها عدة اعتبارات، يتداخل فيها الإنساني بالأمني. لكن، من حق شعوب العالم أن تسأل: بأيّ ثمن، ووفق أيّ تصوّر استراتيجي؟