عن "جنود الخليفة" العاديين جداً

عن "جنود الخليفة" العاديين جداً

05 يوليو 2015
إجراءات أمنية مشددة في تونس بعد اعتداء سوسة (الأناضول)
+ الخط -
ترتفع حالة الهلع في أوروبا، مع كل خبر عن المتطرفين. فتنقل وسائل الإعلام مثلاً خبراً كالتالي: "ثلاثة من الأفغان (جهاديون)، يتم اعتقالهم في المغرب، وهم في طريقهم إلى الدنمارك... يحملون معهم مخططات". ويضاف إليه استنفار رئيس الحكومة البريطانية، دايفيد كاميرون، وخوف بريطانيا من "تطرف" مسلميها وخصوصاً التلاميذ.

ومن يدفع ثمن هذا الهلع غالباً ما يكون عرب المهجر الأوروبي، الذين يتلقون هم ردود الفعل على أفعال "جنود الخلافة". وهو ما بات واضحاً بعد هجمات تونس الأخيرة، وسقوط ضحايا أوروبيين.

وهو ما يعيد طرح علامات استفهام حول أداء الإعلام الغربي، ودقته في مواكبة ملف التطرف الإسلامي. مثلاً نلاحظ حرفية التركيز منفذ الهجوم في ليون "شخص عادي جداً... ولطيف"، وفي تونس "كان يبدي بعض الفكاهة والمزاح"، كأي شاب عربي قد يكون جاراً أو زميلاً في العمل لأي مواطن أوروبي. وهو على الأرجح ما يريد "الجهاديون"، فماذا يرشد الخليفة أكثر من أن يكون "جنده" مثل أي شاب مسلم وعربي في "بلاد الكفار"؟

اقرأ أيضاً: BBC تردّ على كاميرون: لن نستبدل "الدولة الإسلامية" بـ"داعش"

بل حتى في نقل الحدث الإرهابي في الكويت لتلك الوسائل "وخبراء الشرق الأوسط" فيها، رأي يعاد فيه تعريف "السني والشيعي". هذا بالنسبة للإعلام المعتدل. أما اليمني المتطرف فيذهب أبعد من ذلك بكثير من خلال التركيز على "جنود الخليفة الذين يبدون عاديين جداً، ويحبون الملذات المستوردة من الغرب ويستخدمون تقنياته كلها... بينما "الرعايا" وبالملايين فوق التراب الأوروبي مطلوب منهم "الهجرة إلى دولة الخلافة" ليعيشوا بهناء ورغد ويصبحوا مسلمين حقيقيين".

تستعمل هذه اللغة بهدف تعزيز خطاب "من لا يعجبه العيش في دولنا فليرحل إلى دولة البغدادي". هذا يحدث يومياً ودونه عبقرية مؤيدي سلطة الخليفة. فكل رافض لسلطته "خارج عن الملة"، وكل خارج عن الطاعة لا يستحق سوى الموت... النتيجة ببساطة تشبه نتيجة حاكم مستبد: "إما أحكمكم أو أقتلكم... وإلى حين سأنغص عليكم ما تسمونه حياة في الغرب".

اقرأ أيضاً: الجيش المصري يعرض صورة طفل على أنه إرهابي

المساهمون