عنصرية على مواقع التواصل العبرية

عنصرية على مواقع التواصل العبرية

15 أكتوبر 2015
التحريض لم يتوقّف منذ أسابيع (Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي يتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والطبقة السياسية الإسرائيلية، السلطة الفلسطينية والحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بـ"التحريض" الذي قاد إلى تفجير عمليات المقاومة الأخيرة، بلغ التحريض على الفلسطينيين في مواقع التواصل الاجتماعي العبرية حدوداً غير مسبوقة. وقد لعب ساسة ورجال دين إسرائيليون بارزون دوراً مركزياً في توظيف مواقع التواصل في التحريض. 

وعرض النائب اليميني السابق، ميخائيل بن يائير، على حسابه على تويتر، شريط فيديو يظهر فيه وهو يطالب بطرد فلسطينيي 48 من "المدن المختلطة التي يعيش فيها اليهود والفلسطينيون". وقال موجهاً حديثه لليهود: "هؤلاء العرب لا ينقطعون عن التفكير في ذبحكم، هم لن يكتفوا بمدنهم في الجليل والمثلث، بل عيونهم على المدن الساحلية، هم يريدون الوصول إلى هناك لطردنا". وفي تغريدة أخرى، كتب بن مئير، الذي ولد في المغرب: "العرب كلهم أشرار، حتى عندما يبدون منفرجي الأسارير ومنشرحي الوجه ويتحدثون بموضوعية ومهنية". 

من ناحيته كتب باروخ مارزيل، أحد قادة المستوطنين اليهود في الخليل، على حسابه على تويتر: "لقد صدق الحاخام كهانا (مؤسس حركة كاخ العنصرية) قبل 30 عاماً، فقد كان يتوجّب طرد العرب". أما الحاخام بنتسي غوفشتاين، زعيم حركة "لاهفا" المتطرفة، فقد كتب تغريدة على حسابه على تويتر، جاء فيها: "إذا لم نطرد العرب الآن، فإن عمليات القتل ستتواصل بدون نهاية". 

وقد تداول ناشطون يهود على مواقع التواصل الاجتماعي، نص الفتوى التي أصدرها الحاخام شموئيل إلياهو، الحاخام الأكبر لمدينة صفد، وعضو مجلس الحاخامية الكبرى، والتي توجب معاقبة كل جندي وشرطي لا يقوم بقتل أي مقاوم فلسطيني بعد إلقاء القبض عليه. وعلى حسابها على "تويتر"، دعت منظمة "عائدون للهيكل" اليهودية المتطرفة "جموع اليهود" إلى استغلال الأوضاع الحالية وإعادة بناء الهيكل. وهذه تمثل دعوة صريحة لتدمير الحرم القدسي الشريف.
 
وعلى حسابه على "فيسبوك"، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، إلى تصفية كل مقاوم يتم ضبطه. وفي منشور آخر، اعتبر ليبرمان جميع فلسطينيي الداخل شركاء في الحرب على إسرائيل، وأنهم جميعاً "مجرد مزرعة تنتشر فيها الأعشاب السامة". ولم يقتصر التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي على نخب اليمين، بل تعداه إلى بعض الصحافيين المحسوبين على اليسار والوسط. وقد برز الصحافي أتيلا سموفالفي، المعلق السياسي في موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، والمعروف بتوجهاته "اليسارية"، بتغريداته على تويتر التي تطالب بتصفية الفلسطينيين لمجرد الاشتباه بنواياهم. 

وفي السياق، ذكرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر يوم الإثنين الماضي، أن مواقع التواصل الاجتماعي العبرية غصّت بالشعارات العنصرية التي تحرض على "الفتك" بالعرب. ونوهت الصحيفة إلى أن شعار "الموت للعرب"، يعد أكثر الشعارات التي زخرت بها مواقع التواصل. ونوهت الصحيفة إلى أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين دعوا على حساباتهم على "فيسبوك" إلى إيقاع "نكبة ثانية" بالفلسطينيين. ونوهت الصحيفة إلى أن مواقع التواصل العبرية روّجت لدعوات لمقاطعة التجار العرب وعدم الشراء من المحلات والمتاجر التي يملكها العرب، سيما في المدن المختلطة. 

وفيما يشي بالشماتة، أشارت الصحيفة إلى أن الكثير من الإسرائيليين عرضوا صوراً لجثث شهداء فلسطينيين بعد قتلهم من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين. وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، برز نحو 29 ألف حوار على مواقع التواصل تحمل تعابير عنف ضد العرب، في حين أنه تم تسجيل سبعة آلاف حوار تحريضي ضد العرب في يوم الخميس الماضي وحده، وهو اليوم الذي وقعت فيه عملية الطعن في تل أبيب. 
وذكرت الصحيفة أن 40 في المائة من التحريض ضد العرب يتم في "فيسبوك"، و38 في المئة على "تويتر"، و12 في المائة في الردود على المناشير، و8 في المائة في المنتديات، و1 في المائة من خلال المدونات. 

وأشارت إلى أن حسابات المواقع الإخبارية على "فيسبوك" و"تويتر" تستقطب أشد الخطابات العنصرية، سيما موقع "أخبار 0404"، وموقع قناة التلفزة الثانية، وموقع وللا، وروتر، وصفحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ونوهت الصحيفة إلى أن أحد أكثر المناشير رواجاً على "فيسبوك" والذي حظيت بتعاطف كبير، كان المنشور الذي نشرته المجندة عيدان ليفي، التي نشرت صورتها وعلى كف يدها كتب: "كراهية العرب ليست عنصرية بل قيمة".


اقرأ أيضاًالاحتلال يهدد الناشطين لتغييبهم إلكترونياً

دلالات

المساهمون