عندما تتحول المناسبات الدينية إلى طقوس دموية

عندما تتحول المناسبات الدينية إلى طقوس دموية: عاشوراء ومناسبات أخرى

03 أكتوبر 2017
التطبير في عاشوراء بباكستان (Getty)
+ الخط -
يرتبط التطهّر في العديد من الطقوس الدينية عند مختلف الطوائف حول العالم بالعنف الدموي، وجلد الذات، كنوع من التكفير عن الخطايا والتخلص من الذنوب، وتتنوع أشكاله ما بين الضرب بالسوط، الصلب، المشي على الجمر، وثقب الجسد بأدوات حادة. وعلى الرغم من أن تاريخ أغلب هذه الطقوس يعود إلى عدة قرون ماضية، إلا أنها ما زالت تمارس حتى يومنا هذا في العديد من أنحاء العالم. هنا 4 مناسبات دينية تمارس فيها شعائر دموية:

1- جلد الذات والصلب في عيد الفصح عند المسيحيين الكاثوليك:

تعتبر الكاثوليكية من أكبر المذاهب في الديانة المسيحية، يبلغ عدد أتباعها 1.2 مليار نسمة منتشرين في العديد من دول العالم وخاصة في جنوب أوروبا وأميركا اللاتينية، وهي الأكثر تمسكًا بالتعاليم المتشددة في هذا العصر، من منع تحديد النسل إلى تحريم الطلاق، وغيرها من القوانين الصارمة.

يعتبر عيد الفصح من أهم الأعياد الدينية المسيحية، وهو ذكرى صلب المسيح وقيامته، حيث تقام مراسم خاصة في هذا العيد، من بينها شعائر عنيفة تقوم بها مواكب من المتدينين الذين يرتدون أثوابًا وأقنعة بيضاء، في بعض المدن على البحر المتوسط وخاصة إسبانيا والبرتغال وإيطاليا، يجلدون أنفسهم بالسياط، أو يضربونها بإسفنجة مليئة بالدبابيس، كنوع من التكفير عن الخطايا والتقوى، وقد تشمل الصلب في بعض البلدان، كالفيليبين، كطريقة لمشاركة المسيح آلامه.

 

2- ضرب المتشددين اليهود لبعضهم بالسوط في يوم الغفران

تضمّ اليهودية الأرثوذكسية في صفوفها الجماعات المتدينة الوطنية اليهودية والجماعات الأكثر تزمتاً وتشدداً اجتماعياً وثقافياً وسلوكياً، والأكثر تمسكاً بأصول الديانة اليهودية، كطائفة الحريديم، التي تتحكم بشكل كبير في نهج الحياة اليهودي في فلسطين المحتلة في الوقت الحاضر.

يعتبر "يوم الغفران" من أهم الأعياد اليهودية ويحتفل فيه اليهود الأرثوذكس بما يسمى طقس "مالكوت" التقليدي، وهو أحد الطقوس الغريبة التي يمارسونها من خلال ضرب المتشددين لبعضهم على ظهورهم بسوط مصنوع من الجلد معتقدين أن ذلك يكفر عن الخطايا والذنوب.

 

3- المشي على الجمر وثقب الجسم في عيد الآلهة الأباطرة التسعة لدى الطاويين

تتكون الديانة الطاوية من مجموعة مبادئ، تنقسم لفلسفة وعقيدة دينية، مشتقة من المعتقدات الصينية الراسخة القدم وتعتبر الديانة الأكثر تأثيرا على المجتمع الصيني بعد الكونفوشيوسية، كما توجد فئات طاوية في ماليزيا وسنغافورة وتايلاند، وتعد اليابان من أكثر البلاد التزاما بالطاوية في أيامنا هذه.

تحتفل الكثير من الجماعات الصينية الطاوية في جنوب شرق آسيا بما يسمى عيد "الآلهة الأباطرة التسعة"، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، باتباع نظام غذائي نباتي قاس، إلا أن الاحتفالات في جزيرة فوكيت في تايلند تأخذ أشكالاً فريدة أكثر عنفاً، يعبر من خلالها أتباع الديانة الطاوية عن إيمانهم بتحمل الألم على مدى أسبوع كامل، فيمشون على فحمٍ ملتهب، أو يثقبون أجسادهم بأدوات حادة مختلفة.

4- التطبير في يوم عاشوراء عند المسلمين الشيعة:

تعتبر الطائفة الشيعية ثاني أكبر طائفة إسلامية، وهم الذين عرفوا تاريخياً بـ"شيعة علي" أو "أتباع علي"، ويشار بمصطلح الشيعة غالباً إلى الشيعة الإثني عشرية على وجه التحديد، لأنها الفرقة الأكثر عدداً بين المذاهب الشيعية.

ويمارس بعض أتباع الطائفة الشيعية طقوساً دينية غريبة كغيرها من العديد من الطوائف في العالم، حيثُ اعتادَ المسلمون الشيعة في العراق وفي بلدان أخرى من كل عام على إحياء طقوس عاشوراء، أو ذكرى مقتل الإمام الحسين بالقرب من كربلاء، ضمن طقوس دينية دموية تعرف بـ"التطبير"، يقومون فيها بضرب أنفسهم بالسياط والسيوف والسلاسل الحديدية ويجدون في ذلك تكفيراً عن ذنبهم لعدم نجدتهم الإمام الحسين عند مقتله في موقعة كربلاء. وقد حرّم عدد من رجال الدين الشيعة التطبير بينما اعتبره آخرون ضرورياً، كجزء من تقاليد عاشوراء ومراسمها.


(العربي الجديد)




المساهمون