عملية زرع رأس.. إجراء العملية للبشر وارد

عملية زرع رأس.. إجراء العملية للبشر وارد

04 مايو 2017
(في مستشفى ديجون بـ فرنسا، الصورة: غارو / فاني)
+ الخط -

تصدّر جرّاح المخ والأعصاب الإيطالي "سيرجيو كانافيرو- Sergio Canavero" عناوين الأخبار حول العالم خلال العامين المنقضيين، والتي تناولت اقتراب إجرائه لعملية زرع رأس إنسان على جسد إنسان آخر. على الرغم من العقبات العلمية والأخلاقية العديدة التي يواجهها كانافيرو فيبدو أنه يمضي بقوّة تجاه هدفه. أجرى في العام الماضي ما سمّاه إجراء "إثبات المفهوم" والذي قام خلاله بفصل الحبل شوكي لكلب ثم أعاد توصيله وهذا الإجراء يمثّل أحد العقبات الرئيسية لاستكماله في البشر.

والآن نشر كانافيرو دراسة أخرى تتناول بالتفصيل كيفية إجرائه برفقة جراح صيني آخر يدعى "شياو بينج رن – Xiaoping Ren" لعملية زرع رأس فأر على جسد جرذ. ثم كرر الفريق الإجراء في حيوانات عدّة أخرى، مُوجدين سلسلة من فئران ذات رأسين.

عاش أغلب الحيوانات التي استخدمها كانافيرو في تجاربه لعدّة أيّام فقط، بقيت الفئران ذات الرأسين على قيد الحياة لمدّة 36 ساعة في المتوسّط. الحفاظ على الحيوانات على قيد الحياة لم يكن هدف كانافيرو؛ يقول في هذا الصدد "من المفترض أن تكون كل تجربة دليلاً على أن إجراء العملية كاملة للبشر أمر يلوح الأفق".

بحث تلك الفكرة الغريبة علماء عدّة لغايات نبيلة في المقام الأوّل، مثل إنقاذ حياة البشر المصابين بأمراض مميتة كضمور العضلات الشوكي. وفيما يلي خمس عقبات رئيسية ستواجهها عملية زراعة رأس ناجحة.


لا يمكن أن يظل الرأس على قيد الحياة بمفرده
في أي عملية زرع أعضاء، يجب الحفاظ على عضو المانح (العضو المأخوذ من جسد المانح أو المتبرّع) على قيد الحياة حتى يمكن زرعه داخل جسم المتلقي.

بمجرّد إخراج العضو من الجسد، يبدأ بالموت. لذلك يُبرّد الأطباء العضو للمساعدة في خفض قدر الطاقة التي تحتاجها خلاياه ليبقى حيًا. مستخدمين محلولا ملحيا، يمكنهم الحفاظ على الكُلَى لمدة 48 ساعة، والكبد لمدّة 24 ساعة والقلب لمدة حوالي 5 إلى 10 ساعات. لكن الرأس ليس عضوًا قائمًا بذاته، إنه أحد أكثر الأجزاء المُركبة في الجسم. بالإضافة إلى أنه يحوي الدماغ والعينين والأذنين والأنف والفم والجلد، ويشتمل على جهازي غدد: الغدة النخامية المتحكّمة في الهرمونات التي تنتشر عبر الجسم، والغدة اللعابية المفرزة للعاب.

أوضحت الأبحاث التي أجريت على الحيوانات لأكثر من قرن أنه في اللحظة التي يُفصل فيها الرأس، ينخفض ضغط الدم في الرأس بشكل هائل. ينجم عن فقدان الدم الجديد والأكسجين دخول الدماغ في غيبوبة، سرعان ما يليها الموت.

في أحدث العمليات الجراحية التي أجريت على الفئران، قال كانافيرو وفريقه أنهم عالجوا هذه المشكلة بإبقاء إمداد دموي ثابت متدفق فيما بين القارض المتلقي للرأس والقارض المانح له وقارض ثالث.


الجهاز المناعي ومقاومة العضو المنقول
في أي عملية زرع عضو، تُعد ردة فعل جسم المريض إحدى العقبات الرئيسية. يكتشف الجهاز المناعي لجسم الشخص المتلقي للعضو مواد تثير المناعة على خلايا العضو الجديد، تسمى "مولد الضد أو مستضد Antigens-"، هذه المُستضدات لا تماثل تلك الموجودة في جسم المتلقي، والتي يمكنها قيادة الجهاز المناعي لإطلاق العنان لهجوم موسع. لذا يتناول جميع المرضى تقريبا أدوية مثبطة للمناعة بعدما يخضعون لعمليات زراعة الأعضاء. ولأن الرأس مُركب للغاية ويتضمّن أعضاء عدة، فإن خطر الرفض والمقاومة أعلى بكثير.


يجب أن تُجرى العملية الجراحية خلال أقل من ساعة
في تجربة أجريت عام 1970، زرع جراح المخ والأعصاب روبرت وايت رأس قرد على جسم قرد مانح. وحفظ أجسام القردين بتبريدهما إلى 59 درجة فهرنهايت تقريبًا طوال مدّة العملية. عاش القرد المتلقي للرأس ثمانية أيّام، حتى رفض جهاز المناعة الرأس. وفقًا لتجربة وايت والورقة البحثية لكانافيرو، ينبغي أن تُنجز العملية الجراحية بأكملها في أقل من ساعة. ذكر كانافيرو أن كلا الرأسين يجب أن يُفصلا عن جسميهما في الوقت نفسه. ويعيد الجراحون سريعًا ربط رأس الشخص الذي ينبغي إبقاؤه على قيد الحياة بنظام الدورة الدموية لجسم المانح في حين يخضع قلبا الجسمين لحالة توقّف تام.


صعوبة التئام الحبل الشوكي
كي يمكن للرأس الاتصال بالجسم الجديد والتحكّم به، يجب أن يكون الحبل الشوكي والدماغ متصلين بسلاسة. أمكن رأس القرد المزروع على جسم القرد المانح الرؤية وتحريك عينيه وتناول الغذاء لكن الجسم كان مشلولاً من الرقبة إلى أسفل.

تتضمّن خطّة كانافيرو وضع المريض في غيبوبة لمدّة تصل إلى شهر تسمح للحبل الشوكي بالالتئام. لكن الغيبوبة الطويلة تمثل مشكلة محتملة لأنها غالبًا ما تتسبّب في الإصابة بالعدوى والتجلطات الدموية وانخفاض نشاط الدماغ.


معالجة المشكلات خلال التجارب المُجراة على الحيوانات قبل الشروع في إجراء العمليات للبشر.
يجب التغلّب على جميع المشكلات في التجارب المُجراة على الحيوانات قبل إجراء العملية للبشر. وتجارب من هذ النوع ستواجه العديد من العراقيل للحصول على موافقة (في الولايات المتحدة، على الأقل) لأنها تنطوي على قسوة شديدة. ومع ذلك، يمضي كانافيرو وفريقه قدمًا في دول أخرى حيث يكون إجراء هذه العمليات قانونيًا.

المساهمون