عمليات الدهس والثمن القادم

عمليات الدهس والثمن القادم

13 نوفمبر 2014
+ الخط -

إن تكرار عمليات الدهس التي قام بها فلسطينيون ضد جنود ومستوطنين يهود في القدس المحتلة، هو عبارة عن رد على عمليات دهس سابقة قم بها صهاينة ضد أطفال فلسطينيين، ورد على اقتحام المقدسات الفلسطينية وتدنيس المستوطنين باحات الأقصى، والتنكيل اليومي بالفلسطينيين على الحواجز الإسرائيلية الكثيرة، ونقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان في الضفة الغربية والقدس.

وإن هذه العمليات أثلجت صدور الأمهات الثكالى والآباء المكلومين على أولادهم الذين قتلوا وجرحوا واعتقلوا على يد الجيش الإسرائيلي، إن هذه العمليات رد فعل عفوي وطبيعي على الجرائم التي ترتكب على أيدي المستوطنين والجيش الإسرائيلي وسط قناعة بأن الأنظمة العربية عاجزة ولن تفعل أو تقدم شيئا.
 
عندما حرق المستوطنون الطفل "محمد أبو خضير"، انتفضت غزة، واتسعت دائرة ردود الفعل الفلسطيني في غزة حتى وصلت إلى مستوى الحرب، أيضا، فإن المردود لا يذهب سدى، فإن مشاهد القتل والقصف والدمار المروع في غزة، والتي عرضتها وسائل الإعلام والقنوات كان لها أبلغ الأثر في عقول وقلوب وضمائر أهلنا في جميع المناطق الفلسطينية، بما يشمل القدس، وإن الشاب الذي يقوم بدهس جنود ومستوطنين تكون تلك المشاهد ماثلة أمام ناظريه، مترسخة في قناعاته وعقله الباطني، وتدفعه للتضحية من أجل الثأر المتأصل في دم الإنسان العربي، لأن العربي لا يرضى بضيم ولا يعيش بدون كرامة.
 
إن مباركة الفصائل الإسلامية تلك العمليات والترحيب الكبير والتعاطف الواسع في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية والإعلام الفلسطيني والعربي سيشجع كثيرا من الشباب في القدس، ومناطق تماس أخرى مع إسرائيليين لتنفيذ مثل هذه العمليات.

هذه العمليات، التي سجلت عجزا إسرائيليا، تعتبر بمثابة الفكرة الأولية والشرارة الأولى لتنفيذ عمليات أخرى، والتي ليس لها أي حل إسرائيلي. لن تنفع قبة حديدية ولا أجهزة الأمن والاستخبارات، ولا بنادق ولا أي سلاح أمام سيارة كبيرة عريضة تسير بسرعة 120 كيلومترا في الساعة في أحد الشوارع وتنعطف فجأة لكي تأخذ في طريقها، غير مأسوف عليهم، أربعة أو خمسة أو عشرة مستوطنين إلى مثواهم الأخير.
 
تعد هذه العمليات جزءا من الثمن الغالي الذي سيدفعه الإسرائيليون نتيجة ما شنوه من حروب على غزة وأهلنا في كل فلسطين. والقادم أخطر.

avata
avata
فهمي شراب (فلسطين)
فهمي شراب (فلسطين)